الدكتور محمود هشام: الصداع التوتري النمط من منا لم يعرف طعم الصداع، إنه من أكثر ما يزعج الإنسان، قد يمر هذا الشعور البغيض عليه مرور الكرام أو قد يلازمه كظلّه أحياناً. قد يكون الناطق الرسمي لمرض عابر في الجسم أو المؤشر الأول على وجود مرض حقيقي يصيب الرأس. الصداع عرض شائع جداً، فقلّما يوجد إنسان لم يشكُ من صداع أصابه في يوم من الأيام، وله أشكال وأنماط كثيرة، فقد يكون الصداع متقطعاً أو مستمراً، وقد يكون ثانوياً (مثل الصداع الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية) أو بدئياً (مثل الصداع النصفي أو الصداع التوتري). في المقال التالي مع الدكتور محمود هشام اخصائي أمراض المخ والأعصاب بمستشفى البحرين التخصصي وعضو الجمعية الأمريكية لطب الأعصاب سنتعرف على كل ما يخص الصداع التوتري النمطي بالتفصيل: الصداع التوتري النمط Tension Type Headache واحد من أكثر أنماط الصداع التي يراجع بها المريض عيادة الأعصاب. وهو صداع ثنائي الجانب عادةً على شكل شدّ مثل الحزام حول الرأس، يتطور بشكل بطيء ويتموج في شدته. يمكن أن يكون نوبياً (على شكل نوب) أو مزمناً. ويشيع لدى كافة الفئات العمرية، وتصاب النساء به أكثر من الرجال. الآلية المرضية لهذا الصداع هي تقلص في عضلات الرأس الخارجية (تحت جلد الفروة) وعضلات العنق، وذلك بسبب القلق والشدة النفسية أو الإرهاق أو قلة النوم أو التعرض للبرد، أو بسبب الإجهاد العيني أو الجوع الطويل أو سوء وضعيات العنق، أو بسبب غير معروف. وهناك آليات أخرى لهذا الصداع أكثر تعقيداً تتضمن زيادة حساسية الخلايا العصبية للألم وتفعيل مراكز الألم في الدماغ وذلك في الحالات المزمنة. أعراض الصداع التوتري هي ألم بالرأس خفيف أو متوسط الشدة، متقطع نوبي، ثنائي الجانب أو موضّع في الجبهة أو قمة الرأس أو الجزء الخلفي من الرأس. يوصف الألم على شكل شد أو ضغط (غير نابض)، لا يترافق مع أعراض أخرى (مثل غثيان أو إقياء)، لكن ربما يصاحبه انزعاج من النور أو الضجيج أحياناً. ولا يتفاقم بالنشاط الفيزيائي الروتيني مثل المشي أو صعود الدرج. في بعض الحالات قد يستمر الصداع عدة سنوات ويصبح عندها صداعا توتريا مزمنا. يتم التشخيص من قبل طبيب أمراض المخ والأعصاب Neurologist بناء على أعراض وصفات الصداع التي يذكرها المريض، ثم الفحص السريري، بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات الشعاعية مثل الأشعة المقطعية CT أو الرنين المغناطيسي MRI للدماغ وذلك للتأكد من موجوداته الطبيعية. في بعض الحالات تلزم تحاليل دموية لنفي احتمالات أخرى للصداع. وربما تلزم استشارة طبيب آخر مثل طبيب العيون أو الأسنان... وكل ذلك حسب رأي الطبيب المعالج. فيما يخص التدبير والعلاج: يتم تشجيع المرضى على اللجوء لطرق الاسترخاء والراحة الخاصة بهم، لأنها تساعد على تفريج الصداع؛ وقد تفيد الراحة بالسرير مع استخدام الوسادة الدافئة التي توضع على عضلات العنق والأكتاف، أو المعالجة الفيزيائية لعضلات العنق والأكتاف وأعلى الظهر باستخدام الحرارة والأمواج فوق الصوتية والتدليك. بالإضافة إلى تنظيم النوم ووجبات الطعام وعلاج الحالات المصاحبة مثل التوتر والقلق أو ضعف النظر. تتألف المعالجة الدوائية من خطين أساسيين: الخط الأول هو المعالجة المسكّنة في حالات الصداع التوتري النوبي: مثل الباراسيتامول، ديكلوفيناك أو إيبوبروفين. أو يمكن أن تستخدم الأدوية المرخية العضلية سريعة التأثير مثل الكلورزوكسازون Chlorzoxazone. يجب الحذر من كثرة استعمال هذه المسكنات لكونها قد تسبب صداعا ناجما عن فرط استعمال الأدوية Medications Over-use Headache . الخط الثاني هو المعالجة الوقائية في حالات الصداع التوتري المزمن: تستعمل هنا الأدوية المضادة للاكتئاب مثل Amitriptyline وcitalopram كونها توقف إشارات الألم القادمة إلى الدماغ، أو الأدوية المرخية العضلية المركزية مثل Baclofen .
مشاركة :