هل سيضرب ترمب إيران بقانون مطاردة الجماعات الإرهابية؟

  • 6/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تصريحات الثلاثاء، تأكيده على أنه يتمتع بالسلطة القانونية من أجل القيام بعمل عسكري ضد إيران دون موافقة الكونغرس، بينما يحتدم الجدل مع الديمقراطيين حول تفويض عام 2001 الذي يخول الرئيس صلاحية شن هجمات على جماعات إرهابية. ورداً على سؤال من قبل صحيفة "The hill" عما إذا كان يتمتع بسلطة كافية لشن أي عمليات عسكرية ضد إيران دون الحصول على موافقة مسبقة من الكونغرس، أجاب: "نعم، لدي تلك الصلاحيات"، لكنه أردف أنه "لطالما فضل إطلاع الكونغرس على ما يجري". وأشار ترمب إلى تصريحات رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، بشأن عدم امتلاك الرئيس الأميركي الحق بالقيام بعمل عسكري ضد إيران دون موافقة الكونغرس، قال: "أنا أخالف هذا الرأي، يبدو أن الأغلبية تخالفه". وكان الكونغرس الأميركي قد شهد الأسبوع الماضي، نقاشات وجلسات استماع حول القانون الذي أقر أعقاب اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 وما إذا كان ترمب مخولا لاستخدامه لمهاجمة إيران. فحوى التفويض يذكر أن التفويض الذي يتحدث عنه ترمب هو "التصريح باستخدام القوة العسكرية لعام 2001" (AUMF اختصارا) الذي أقر في 14 سبتمبر/أيلول عام 2001، منح للرئيس "استخدام كل القوة الضرورية والملائمة ضد الأمم أو المنظمات أو الأشخاص الذين يتضح تخطيطهم أو تصريحهم أو ارتكابهم أو مساعدتهم في أي هجمات إرهابية وقعت في 11 أيلول/سبتمبر 2001 بمن فيهم كل من آوى هذه المنظمات أو الأشخاص". واستناد لهذا القانون، قام الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، بشن هجوم على القاعدة وطالبان في أفغانستان وغيرها من الدول، كمنظمات وعناصر رئيسية مسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر، ثم استخدم القانون لأقصى حدوده لملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة في مناطق متعددة حول العالم وفي حوالي 18 دولة على الأقل، من بينها اليمن والفلبين على سبيل المثال. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أكد في نيسان/أبريل أمام مجلس الشيوخ أن هناك علاقة وثيقة بين إيران وتنظيم القاعدة. علاقات إيران بالقاعدة يذكر أن محكمة أميركية في نيويورك، قد أيدت العام الماضي، حكما يقضي بتغريم إيران لتورطها في التعاون مع القاعدة بهجمات 11 سبتمبر بـ10.7 مليار دولار من خلال تسهيل مرور منفذي الهجوم وأشخاص مرتبطين بهم. كما أصدرت المحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ، قرارا بحجز مبلغ مليار و600 مليون دولار من أموال البنك المركزي الإيراني في أوروبا لصالح أهالي ضحايا هجمات سبتمبر أيضا. وكان معاون السلطة القضائية الايرانية محمد جواد لاريجاني، اعترف في تصريحات غير مسبوقة خلال مقابلة حصرية مع التلفزيون الايراني في 30 مايو 2018، أن إيران سهلت مرور عناصر القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك. وثائق بن لادن وكانت وثائق "أبوت أباد" التي حصلت عليها القوات الأميركية من مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن لدى مقتله عام 2011 في باكستان، ونشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" (CIA) في نوفمبر 2017، كشفت تفاصيل جزء من علاقة إيران بتنظيم القاعدة. ومن بين 470 ألفا من الوثائق التي تم الحصول عليها من مخبأ بن لادن، خصصت 19 صفحة من هذا الأرشيف الكبير لعلاقات القاعدة البارزة مع الحكومة الإيرانية. وأظهرت إحدى الوثائق أن عضوا بارزا في تنظيم القاعدة أكد في رسالة أن "إيران مستعدة لتوفير كل ما يحتاجه تنظيم القاعدة، بما في ذلك الأموال والأسلحة، ومعسكرات تدريب لحزب الله في لبنان مقابل أن تقوم الجماعة الإرهابية بالهجوم على مصالح أميركا في المملكة العربية السعودية والخليج"، وذلك بحسب تحقيق قام به كل من توماس جوسلين وبيل راجيف الباحثين في "معهد الدفاع عن الديمقراطيات" حول تفاصيل 19 صفحة مرتبطة بعلاقات تنظيم القاعدة وإيران، من وثائق أبوت أباد. ووفقا للوثيقة، فإن أجهزة المخابرات الإيرانية، في بعض الحالات، سهلت إصدار تأشيرات لعناصر القاعدة المكلفين بتنفيذ عمليات، وفي الوقت نفسه قامت بإيواء مجاميع أخرى". وجاء في وثيقة أخرى أن "أجهزة الاستخبارات الإيرانية وافقت على تزويد عملاء القاعدة بتأشيرات سفر وتسهيلات، وإيواء أعضاء آخرين في تنظيم القاعدة. وقد تم التفاوض على الاتفاق مع إيران من قبل أبو حفص الموريتاني، أحد أعضاء القاعدة المؤثرين، قبل هجمات 11 سبتمبر الإرهابية. علاقات قديمة كما أن عددا من القادة السابقين في الحرس الثوري الإيراني، اعترفوا في أبريل الماضي أن علاقات إيران بتنظيم القاعدة قديمة، عندما تجادلوا حول استغلالهم لمنظمة الهلال الأحمر الإيراني لدعم تنظيم القاعدة في البوسنة، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية داخل إيران. وكان اللواء سعيد قاسمي، القيادي السابق بالحرس الثوري وعضو جماعة "أنصار حزب الله" المتشددة، قال إن عناصر من الحرس الثوري ذهبوا للمشاركة في حرب البوسنة في التسعينات وقاموا هناك تحت غطاء كوادر الهلال الأحمر الإيراني بتدريب مقاتلي القاعدة. كما أن حسين الله كرم، من قادة الحرس الثوري والذي يقود حاليا مجموعة "أنصار حزب الله" وهي من مجاميع الضغط المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، أيد تصريحات زميله سعيد قاسمي. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يعترف قادة بالحرس الثوري أو النظام الإيراني حول تعاون طهران مع تنظيم القاعدة سواء في البوسنة أو في أفغانستان. لملمة شتات داعش وفي يناير 2018، أفادت تقارير غربية أن إيران تعمل على لملمة شتات تنظيم "داعش" وجيوبه في سوريا لإعادة تأهيل وبناء تنظيم القاعدة باستخدام علاقاتها الاستراتيجية والتاريخية بقادة التنظيم. وذكر تقرير نشرته صحيفة "الصانداي تايمز"، وأعده الكاتبان أدريان ليفي وكاثي سكوت-كلارك، أن القاعدة اليوم أعادت بناء نفسها لدرجة أنها قادرة على استدعاء عشرات الآلاف من العناصر. وتعمل إيران على إعادة تأهيل فلول عناصر تنظيم "داعش" الذي يوشك على الانتهاء تحت ضربات التحالف الدولي، لضمهم للقاعدة حيث تنسق طهران مع قادة عسكريين من القاعدة سافروا إلى دمشق من أجل تجميع صفوف مقاتلي "داعش"، وتأسيس تنظيم "قاعدة جديد" يشبه في ثقافته فيلق القدس وحزب الله. وأكد الكاتبان أدريان ليفي وكاثي سكوت-كلارك في التقرير أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، لعب الدور الأبرز لإدارة العلاقة مع القاعدة منذ أن وفّر ملاذا لعائلة أسامة بن لادن وقادة القاعدة للتنظيم بعد فرارهم من أفغانستان عام 2001، وأنه بنى لهم مجمعا سكنيا خاصا في قلب معسكر تدريب تابع للحرس الثوري في طهران. لقاء إيديولوجي ويرى خبراء أن علاقة إيران كنظام ولاية فقيه شيعي متطرف بالتنظيمات السنية المتطرفة كالقاعدة وحتى علاقة طهران السياسية والعسكرية مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي كما مع جماعة الإخوان المسلمين، ليست موسمية كما يتخيل البعض، بل إن ايديولوجيا نظام الخميني متأثرة بمدرسة سيد قطب الإخوانية، حيث أخذت تنظيمات شيعية موالية لطهران مثل حزب الله في لبنان وبقية الميليشيات في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن مفهوم "الجهاد" من هذه المدرسة، ولذا فهي علاقة إيديولوجية وتاريخية، فضلا عن التقاء المصالح السياسية، ما يجعل العلاقة بين نظام طهران الشيعي والمنظمات السنية المتطرفة علاقة دائمة.

مشاركة :