بدا اليوم الثلثاء الخلاف واضحاً بين موسكو من جهة وواشنطن وتل ابيب من جهة آخرى في شأن الوجود الإيراني في سورية، وإن أكد الاطراف الثلاثة خلال اجتماع غير مسبوق عقد في مدينة القدس (المحتلة) توصلهم الى توافقات قد يُبنى عليها لحل الازمة السورية. وكان عُقد اجتمعاً ضم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، مع نظيريه الروسي نيكولاي بتروشيف، والإسرائيلي مئير بن شبات، صباح اليوم، للمرة الأولى في فندق "أورينت" في القدس، لمناقشة سلسلة من القضايا الإقليمية، على رأسها إيران وسورية، قبل أن يحضر الاجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف، "التوصل لعدد من الاتفاقيات الهامة في شأن سورية" خلال الاجتماع. واعتبر أنه يمكن النظر إلى هذا الاجتماع في القدس، في سياق التحضير للمحادثات المزمع عقدها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترامب في أوساكا على هامش قمة الدول العشرين هذا الأسبوع. ورد بيسكوف بـ"نعم"عندما سُئل عما إذا كان باتروشيف وبولتون، ومائير بن شبات، قد توصلوا بالفعل إلى عدد من الاتفاقيات في شأن سورية يمكن استخدامها كأساس للتواصل بين الرئيسين الروسي والأميركي؟. إلا أن الناطق باسم الكرملين لم يحدد جوهر هذه الاتفاقات حول سورية ولا مضمونها. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، قال إن إسرائيل تحركت مئات المرات لمنع التموضع الإيراني في سورية، ومنع تزويد حزب الله بأسلحة متطورة. ورأى أن الهدف المشترك للدول الثلاث (موسكو وواشنطن وتل ابيب)، هو ضمان الأمن والسلام والاستقرار في سورية"، مضيفا: "هدفا مشتركا آخر وهو إخراج كل القوات الأجنبية التي دخلتها بعد العام 2011". وأشار إلى أنه تم بحث قضايا ثنائية مهمة، وخصوصاً ما أسماه "التحدي المتمثل بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة المحيطة بنا"، مضيفا أنه بناء على المناقشات، فإنه يعتقد أنه "توجد هناك أرضية أكبر للتعاون بين دولنا الثلاث مما يصوره البعض. هذه القمة تشكل فرصة حقيقية للمساهمة في تحقيق ذاك الاستقرار في منطقتنا، وخصوصاً في سورية". وأكد أن إسرائيل "تحركت مئات المرات من أجل منع إيران من تزويد حزب الله بأسلحة متطورة أكثر وأكثر، ومن أجل منعها من فتح جبهة أخرى ضدنا في الجولان"، مضيفا أن إسرائيل ستواصل العمل على منع إيران من استخدام أراضي الدول المجاورة كمنصات لشن هجمات عليها، وأنها سترد بقوة على كل هجوم. ولفت نتانياهو أن الدول الثلاث، تريد أن ترى سورية "تنعم بالسلام والاستقرار والأمان، وهذا هدف مشترك، إضافة إلى وجود هدف مشترك آخر، وهو الضمان بأن أي قوات أجنبية وصلت إلى سورية بعد 2011 لن تبقى فيها". وفيما يشير الى خلافات جرت في اروقة الاجتماع، قال مستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي بتروشيف، إنه "يجب أخذ مصالح دول أخرى في الحسبان"، في اشارة الى ايران. واكد إن "الغارات الجوية على سورية غير مرغوب بها أيضا، وإنه مدرك لقلق إسرائيل ويأمل زوال التهديدات عنها لتعيش بأمان". ودافع عن التدخل الروسي والايراني في سورية لـ "محاربة الإرهاب". وقال: "نحن مدركون لقلق إسرائيل، ونأمل أن تزول التهديدات لتبقى إسرائيل آمنة، ولكن يجب أن نتذكر أنه لن نتوصل إلى نتائج إذا تجاهلنا مصالح قوى أخرى".
مشاركة :