فيما قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن نشر روسيا نظام s-300 الصاروخي المضاد للطائرات في سورية ينذر بتصعيد عسكري، ويعرقل آفاق التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام، ذكر المدير السابق لشركة تصميم الأسلحة «ألماز أنتي»، إيجور أشوربيلي، إن النسخة المحدثة الأخيرة من منظومة «باتريوت» الأميركية هي السلاح الوحيد، الذي يمكن مقارنته بمنظومة الدفاع الجوي «إس-300». ونقلت وسائل إعلام روسية عن أشوربيلي قوله «إن الأميركيين سرقوا بعض التقنيات المتعلقة بالصورايخ وأوصلوها إلى مستوى معين»، مبينا مدى منظومة «إس-300»، التي أرسلتها روسيا إلى سورية، يتراوح ما بين 150-250 كم، حسب نوع الصواريخ. وأشار إلى إلقاء القنابل الإسرائيلية الموجهة خلال الغارة الأخيرة، التي أدت إلى تحطم «إيل-20»، وقال إن إلقاء القنابل تم على مسافة 100 كم، وهذا ما يعني، لو أننا سلمنا «إس-300» لسورية في عام 2013، وقد كنا أوقفنا ذلك بطلب من تل أبيب، فإن «إف-16» لم تكن لتتمكن من الاقتراب بهذه السهولة». مراقبة باريس كانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، قد قالت في إفادة عبر الإنترنت «تراقب باريس بقلق تسليم موسكو قدرات دفاع جوي متطورة للنظام السوري»، مضيفة أنه «في ظل التوترات في المنطقة يساهم تسليم روسيا مثل هذا العتاد في استمرار خطر التصعيد العسكري، ويقضي على احتمال التوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية». كما أكد قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال جوزيف فوتيل، أن نشر موسكو منظومة صواريخ «إس 300» في سورية سيساعد على «حماية أنشطة» طهران في سورية؛ ما يعني أن المنظومة ستكون بمثابة «مظلة روسية» لمواقع إيران التي استهدفتها إسرائيل مرات عدة في السنوات الماضية، وأشار فوتيل إلى أن نشر المنظومة اعتبارا من أول من أمس يعد «ردا متهورا وغير محسوب» على إسقاط طائرة عسكرية روسية في سورية الشهر الماضي. جاء ذلك فيما قللت تل أبيب على لسان مسؤول إسرائيلي من خطورة الخطوة الروسية، حيث قال إن طائرات الشبح المقاتلة الإسرائيلية قادرة على التغلب على نظام «إس 300». غضب روسيا في المقابل لا تزال تصريحات ممثلة أميركا الدائمة لدى حلف شمال الأطلسي، كاي بيلي هوتشيسون، تثير غضب روسيا، بعد أن بدا أنها تهديد بتوجيه ضربة للصواريخ التي تطورها موسكو، والتي تنتهك معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وفق ما أشارت إليه السفيرة. وقالت هوتشيسون يوم الثلاثاء الماضي إن الولايات المتحدة لديها أدلة على أن روسيا تنتهك معاهدة 1987، التي تحظر عليها تطوير صواريخ متوسطة المدى. وجاء الرد الروسي على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، التي قالت «يبدو أن أولئك الذين يدلون بمثل هذه التصريحات لا يدركون درجة مسؤوليتهم والخطر الكامل في مثل هذا الخطاب العدواني». وفيما كان الخلاف الدبلوماسي يتخذ منحى تصاعديا، أظهرت هوتشيسون تراجعا عن بعض تعليقاتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مؤكدة أنها لم تكن تتحدث عن «ضربة استباقية لروسيا».
مشاركة :