قلل عم نوح تحكي قصة الحلوة في الشباك

  • 6/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع مطلع شمس الصباح من كل يوم، يبدأ رحلته فى شوارع مدينته «المنيا» يتجول فى أحياء المدينة المختلفة، وهو ينادى قائلًا: «القناوى يا قلل».« نوح» رجل خمسينى ورث مهنة بيع القلل أبًا عن جد، ويعرفه الجميع هنا خاصة فى منطقة «الفولى» ودومًا تعلو ابتسامته المشرقة وجهه الطيب وهو يردد نداءه المحبب «فرحة البيت يا قلة» يقول نوح: ءعمل فى بيع القلل الفخار منذ أعوام طويلة، ورغم «الكولدير» والثلاجات لكنى سعيد بمهنتى رغم أن الدنيا تغيرت أحوالها، أصحو كل يوم وأحمل القلل على عربة الكارو التى أمتلكها، وأظل طوال اليوم ألف فى شوارع المنيا، وأنا أنادى «حلوة يا أمورة يا قلة»، مضيفا «زمان لم يكن هناك بيت يخلو شباكه من قلة، وكانوا يفضلون مياه القلة الصحية التى بردتها نسمات هواء الشرفات، وقتها كانت القلة «ثلاجة الغلابة» لأنها كانت وسيلة التبريد الوحيدة، وكانت مختلفة الأحجام والأنواع، والكل يفضلها والكل يفضلها حيث ماءها عذب ومظهرها يجلب البهجة والسعادة.ويستطرد نوح قائلا: «القلة كانت تصنع من الفخار والطمى، وكان الناس يزينونها خاصة أغطية وصينية القلل، ويفضلون شرب مائها لأنها أنقى من مياه الفلتر، لذلك كانت موجودة فى بيوت الجميع الأغنياء قبل الفقراء، لافتا إلى تنوع أشكال القلل، وتعدد الأسماء التى أطلقت عليها خاصة أسماء الدلع ومنها «الحلوة، الأمورة، زعنونة» مشيرًا إلى أنه كان يبيع القلة زمان بقروش، أما سعرها الآن فقد وصل إلى ١٠ جنيهات، مؤكدًا فى الختام أن القلل ستظل ولن تندثر قائلًا: «لن ننسى أبدًا صينية القلل فى الشرفات والغطاء النحاسى الذى يغطيها» وطعم مائها العذب خاصة حينما نخلطه بقطرات من ماء الورد.

مشاركة :