سلمى اللومي بين العودة إلى "النداء" أو استنساخه

  • 6/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تجد السياسية التونسية البارزة سلمى اللومي نفسها بين خيارين بعد استقالتها من رئاسة نداء تونس شق الحمامات، إما العودة إلى شق المنستير بقيادة حافظ قائد السبسي، وإما تشكيل حزب جديد على الطريقة التي تشكّل بها حزب “نداء تونس” في 2012 . يأتي هذا بعدما اعترف القضاء التونسي بأحقية شق حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس) بتمثيل الحزب قانونيا وهو ما يفتح أبواب التكهنات لوجود نية لدى اللومي بالعودة إلى النداء لاسيما بعد ترحيب حافظ قائد السبسي بكل من يريد الرجوع إلى الحزب. وقال قائد السبسي، تعليقا على صدور الحكم القضائي لفائدة نتائج مؤتمر المنستير، “تجاوزنا أزمة المؤتمر وأبواب الحزب لا تزال مفتوحة أمام ما عرف بشق الحمامات”. وعقد النداء مؤتمرين انتخابيين في أبريل الماضي أفضيا إلى انتخاب رئيسين للجنتين مركزيتين، حيث جرى اختيار سفيان طوبال لرئاسة اللجنة المركزية في مؤتمر عقد بمدينة الحمامات، فيما تم اختيار نجل السبسي لنفس المنصب في مؤتمر عقد بمدينة المنستير، قبل أن يحسم القضاء الخلاف لصالح قائد السبسي. وردّ قائد السبسي في تصريحات صحافية مساء الثلاثاء على ما راج من أنباء حول صفقة تتمثل في اتفاق بين الحكومة والحزب لضمان التصويت على تعديل القانون الانتخابي مقابل الاعتراف بشق المنستير كممثل قانوني للحركة، نافيا وجود أي اتفاق أو صفقة من هذا القبيل مع الحكومة. ولكن فرضية عودة سلمى اللومي إلى النداء تبدو ضعيفة لاسيما في ظل تصاعد الأنباء عن مشاورات متتالية تعقدها اللومي مع عدد من الشخصيات الموجودة في النداء والمستقيلة منه. واستوفت اللومي النقاشات مع نحو 14 نائبا من النداء من بينهم حسام بونني وشكيب باني ولمياء الغربي وألفة خليل وعبدالعزيز القطي الذي سيحظى بحسب المعلومات الأولية بخطة الأمين العام على أن تكون رئاسة الحزب لها. وقالت صحيفة “الصباح” المحلية نقلا عن مصادر لم تذكرها، إن تجربة جديدة من المنتظر أن تضع في حساباتها الخلفية الأساسية لبعث النداء من حيث الروافد المشكّلة له منذ البداية، وهو ما تعكسه النقاشات مع كل منذر الحاج علي والفاضل بن عمران بما يمثلانه من ثقل معرفي اقتصادي ودستوري وقانوني . وتتواتر الأنباء أيضا بشأن إمكانية التحاق ناجي جلول، السياسي البارز المستقيل حديثا من النداء بعد خلافات مع حافظ قائد السبسي انتهت بإقالته من منصب الأمانة العامة للحزب، بحزب سلمى الجديد، ما يشير إلى أن الوضع لا يزال على حاله في نداء تونس وهو ما يقلل من احتمال عودة اللومي إليه. اللومي يئست من بلوغ هدفها بتوحيد النداء، لذلك خيرت تكوين حزب جديد في محاولة لتوحيد كل القوى الديمقراطية الوطنية وقال جلول في نص رسالة استقالته “الأحداث الأخيرة وضعت نهاية لكل أمل في الإنقاذ فكان لا بد من إخراج هذه الاستقالة الجاهزة إلى النور ليعرف الندائيون وكل التونسيين أننا لم ندّخر جهدا للحفاظ على هذه الحركة”. وأضاف “انبعاث نداء تونس كان حلما جميلا لن أتخلّى عنه وسأواصل المشوار عبر مسالك أخرى”. ويقول مراقبون إن سلمى اللومي يئست من بلوغ هدفها بتوحيد النداء وإعادة “النداء التاريخي”، لذلك خيّرت تكوين حزب جديد في محاولة لتوحيد كل القوى الديمقراطية الوطنية، حزب يقوم على ذات الأسس التي تكوّن عليها نداء تونس سنة 2012 والتي مكنته من الفوز في الانتخابات. وأعلنت اللومي منتصف مايو الماضي استقالتها من منصبها كمديرة للديوان الرئاسي، مرجعة ذلك إلى رغبتها في المساهمة في تجميع العائلة الحداثية والوسطية، فيما فهم على أنه محاولة لجمع الأحزاب التي شكلتها قيادات مستقيلة من النداء. وقالت على صفحتها بموقع فيسبوك “الوضع الاجتماعي والاقتصادي وخاصة السياسي، يدفعني اليوم إلى الاستقالة، والتفرغ لهدف مصيري لتونس، وهو المساهمة في تجميع العائلة الوسطية التقدمية وتوحيدها ووضع حد لتشتّتها وانقسامها قبل فوات الأوان”. وفهمت استقالة اللومي من منصبها على أنها اختارت الابتعاد عن محيط نجل الرئيس الباجي قائد السبسي الذي يتهم بالسعي للهيمنة على نداء تونس، والالتحاق بشق الحمامات الذي يقوده سفيان طوبال. ويقول مراقبون إن اللومي تدرك جيّدا أن حالة التصدع التي عصفت بحزب نداء تونس لا تخدم إلا حركة النهضة الإسلامية التي تمثل المنافس الأول للتيار الحداثي في البلاد والذي يعبّر عنه أيضا بالتيار البورقيبي، لذلك تبذل جهودا حثيثة لتوحيد العائلة الحداثية.

مشاركة :