تقود سلمى اللومي الرقيق أبرز القيادات النسائية في حركة نداء تونس جهود ترميم الحزب الذي عصفت به الانشقاقات خلال السنوات الماضية وازدادت حدتها بعد المؤتمر الانتخابي الأخير الذي انتهى بانقسامه إلى شقين. وأعلنت اللومي الأربعاء استقالتها من منصبها كمديرة للديوان الرئاسي مرجعة ذلك إلى رغبتها في المساهمة في تجميع العائلة الحداثية والوسطية، في ما فهم على أنه محاولة لجمع الأحزاب التي شكلتها قيادات مستقيلة من النداء. وقالت على صفحتها بموقع فيسبوك “الوضع الاجتماعي والاقتصادي وخاصة السياسي، يدفعني اليوم إلى الاستقالة، والتفرغ لهدف مصيري بالنسبة لتونس، وهو المساهمة في تجميع العائلة الوسطية التقدمية وتوحيدها، ووضع حد لتشتتها وانقسامها قبل فوات الأوان”.وتعني استقالة اللومي من منصبها اختيارها الابتعاد عن محيط نجل الرئيس الباجي قائد السبسي الذي يتهم بالسعي إلى الهيمنة على نداء تونس، والالتحاق بشق الحمامات الذي يقوده سفيان طوبال. وعقد النداء مؤتمرين انتخابيين في أبريل الماضي أفضيا لانتخاب رئيسين للجنتين مركزيتين، حيث جرى اختيار سفيان طوبال لرئاسة اللجنة المركزية في مؤتمر عقد بمدينة الحمامات، فيما تم اختيار نجل قائد السبسي لنفس المنصب في مؤتمر عقد بمدينة المنستير. وقبل الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، الأربعاء، استقالة سلمى اللومي الرقيق من مهامها. وقالت الرئاسة التونسية، في بيان إنّ “قائد السبسي أعرب عن شكره وتقديره للجهود التي بذلتها اللومي خلال فترة أدائها لمهامها، متمنيًّا لها التوفيق والنجاح في مسيرتها المقبلة”. ولفت السبسي إلى أن “مؤسّسة رئاسة الجمهورية تظلّ محايدة، وعلى نفس المسافة من كل الأحزاب السياسية”، لكن مراقبين اعتبروا أن استقالة اللومي تشير إلى انحياز قائد السبسي إلى نجله في المعركة الأخيرة التي شنتها مجموعة من القيادات خلال المؤتمر الانتخابي للحد من نفوذ حافظ داخل الحزب وفي مقدمتهم سلمى اللومي. وانتخب حافظ قائد السبسي في مؤتمر الحمامات عضوا في المكتب السياسي الجديد، إلا أن قيادات النداء أكدت عزمها على استبعاده من مراكز القرار داخل الحزب مستندين على عدم وجود أنصار له داخل المكتب الجديد قد يعرقلون محاولة الحد من نفوذه أثناء توزيع الأدوار، وهو ما دفعه إلى جمع عدد من الموالين له وعقد مؤتمر في المنستير.وأشارت بعض التسريبات التي أوردتها صحف محلية حينئذ إلى أن “حافظ قائد السبسي عندما قبل بتشكيل قائمة توافقية، قادها سفيان طوبال وسلمى اللومي كانت حساباته تتضمن أن القائمة لن تمر للتصويت قبل الاتفاق على توزيع المهام في المكتب السياسي واختيار الرئيسين والأمين العام. بل إنه عمل رفقة المجموعة الداعمة له في اللجنة المركزية الجديدة على فرض الاتفاق قبل المرور إلى التصويت”. ويبدو أن خطة الثنائي سلمى اللومي وسفيان طوبال كانت ترتكز على إبعاد حافظ قائد السبسي من المراكز القيادية لمنع تسببه في إحداث انقسامات جديدة داخل الحزب باعتباره المتهم الأول في تفتيته، في خطوة تمهد إلى ترميم الحزب. ويمضي نداء تونس شق الحمامات قدما في مشاورات ترميم الحزب مع بقية الأحزاب التي انبثقت عنه وفي مقدمتها حركة مشروع تونس التي يقودها محسن مرزوق أول المنشقين عن النداء. وأكد سفيان طوبال الأربعاء أن حركتي نداء تونس ومشروع تونس اتفقتا على أن يقع الحسم في أمر التوحيد نهاية الأسبوع الحالي. وقال في تصريحات لصحيفة “المغرب” المحلية إن عملية إعادة الاندماج ستبدأ بتوحيد الكتلتين البرلمانيتين في كتلة واحدة وسيتم لاحقا عقد اجتماع للمكتبين السياسيين للحركتين لاستكمال مسار اتحاد الحزبين الذي سيعلن عنه في ندوة صحافية قريبا. ويتابع مراقبون هذه التحركات لاندماج المشروع مع النداء التي من شأنها أن تشجع بقية الأحزاب التي انبثقت عن النداء للعودة إليه كحزب تحيا تونس المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحزب تونس أولا
مشاركة :