إبداعات البوابة|| حديث المبصرين.. قصيدة لـ أحمد إبراهيم

  • 6/28/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مَن ذا يربى الأرضُ أم آباؤكم؟- قالت لكلِّ الجالسين على الكراسى والوقوفِمتى ستدركُ يا غريبُ مسافةً ما بين كشفِكَ والتكشُّفِ؟تؤنس الليل المباح وتنثر الأعضاء فى المقهى بركنكتستقلَّ قطارَهم فجرًا لتعرفَ ما الجديدُأنا الجديدُ أوزعُ الحكماتِ فوق رءوسهم مطرًا فيصعدُوحدُكَ المبتلُّ من عرقِ الربابةِأعطنى قرشًا لأصنعَ من قروشِ المنشدين البابَ فى كوخِ الحكيمِوفى عيونِكَ نصفُ نورٍ وانشغالٌ بالكتابةِفى عيونى نصفُ نورٍ وانشغالٌ بالحقيقةِأعطنى عينيكَ إن أملأهما نورًا ستبصركيفَ أفعلُ يا غريبةُ كيفَ أفعلُ؟فالحياةُ ثقيلةٌ أبغى خروجًا لا أريدُ النورَ قطُّ ولم أُرِدْهذى ثيابُكِ مُزقتْ أكمامُها والذيلُ يمسحُ ما تساقطَ من قرىًوالناس تسخر لم يعوافالأرض أمٌ لم تضعْ - بعدُ - الجنينَ تنقِّلُ الأبناءَ من رحمٍ لأخرىوالبراحَ يضيقُ عكسيًا إذِ اتسعتْ دماغُ المبصرينَفكيفَ أُثقلُ كاهِلى بالنورِ كيفَ؟إذًا تخافُ النورَ تجهلُ دورَهُبالنورِ تُبدعُ عالمًا خلفَ الحياةِتكونُ أنتَ حكيمَه والناس فيهتُطلُّ - أحيانًا - على علاتِهِمأو تخبرُ البنتَ البريئَةَ أن تعودَفَثَمَّ شخصٌ سوفَ يذبحُها هناك-على سبيل القصد- أنتَ نبيُّهمخُذْ وردةً لتصالحَ المصباحَ والطفلَ المشرَّدَواسقها من ماءِ روحِك ما تزال نقيةًأو قبلةً ضعها على جبهاتِهنَّ ولا تفضَّ بكارةًخذ من غشاءِ الحبِّ ما يكفى لِتَلْحُمَ فى البراحِ مجالَهُلا طاقةٌ للعارفين على طريقِ الشوكِ يا أختَ الحقيقةِوالنبيُّ الآن أولُ من سيكفرُ بالرسالةِلا طريق سوى الخروجِأرى حريقًا يأكلُ المُخْضرَّ من ضلعيكَيشعله تقطرُ سائلٍ مما تبقى من نشيد براءة فى القلبِخذ قرشًا أخيرًا للسماءِ ترِفُّهُ - الآن - احتمالًاقد يعرقلَ رجلهانفدت نقوديلا حديث المبصرين - اليوم - يجدىالأرضُ تجرى عكسناولسوف تسحبُ ظهرَها من تحتِ أرجلِنا لنسقطَوالسماءُ لعامها الثانى تضنُّ اللهُ يَمْتَحِنُ الشَّقِيَّووقتُهُ طيرٌ يدورُ لينهش الأحلامَ - عنفًا - من جماجمِنالنذهب حيث تأخذنا الطريقُ إلى النهايةِأو تَعَالَى نقفزُ- الآن - امتثالًا للطبيعةِعلَّ قضبانَ القطارِ تشدُّ أعينَنَا لتنعمَ بالبصيرةِ وحدَهاسيزورنا إن مرَّ يوميا قطارٌسوف يخبر ناسَهُيا أيها الغرباءُفى هذا المكانِ لقد تُوُفِّى مبصرانِ.

مشاركة :