للعام الرابع على التوالي ينظم “معمل 961 للفنون” مهرجان كرامة بيروت لأفلام حقوق الإنسان، والذي ستبدأ فعالياته في الأول من شهر يونيو القادم وتستمر لغاية الخامس منه في سينما “متروبوليس أمبير صوفيل” ببيروت، ويُقام المهرجان بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، وبدعم من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والمكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، وسفارتي سويسرا وتشيكيا في لبنان. ستشارك سوريا بخمسة أفلام في الأقسام الأربعة للمهرجان إلى جانب كل من مصر ولبنان وتونس وفلسطين والدنمارك وإيران وغيرها من البلدان، حيث سيعرض في حفل الختام الفيلم السوري “يوم أضعت ظلي” للمخرجة سؤدد كعدان، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرجة الذي سبق وأن حصل على عدة جوائز من أهمها جائزة أفضل فيلم أول لصانعه من مهرجان فينيسيا الدولي، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها فيلم سوري على هذه الجائزة.بينما تشارك المخرجة مايا المنير في قسم الأفلام الوثائقية بفيلمها “بيت النهرين”، وهو الفيلم الذي يخوض في حياة الصابئة المندائيين، وكان الفيلم قد حاز على جوائز في كل من مهرجان مسقط السينمائي ومهرجان الأقصر الأفريقي (قسم الحريات) ومهرجان القدس السينمائي الدولي. كما يشارك كل من المخرج الليث حجو بفيلم روائي قصير بعنوان “الحبل السري” والمخرج سيف الشيخ نجيب بفيلم “الخيمة 56”، وهو أيضا فيلم روائي قصير سبق وأن حصل على الجائزة الأولى في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، وهما فيلمان من إنتاج الاتحاد الأوروبي، أما في قسم التحريك فتشارك المخرجة السورية ديمة نشاوي بفيلم “سر حبات المطر”. هذا ويحمل أفيش المهرجان صورة للوحة فنية للفنان السوري همام السيد الذي يشارك للمرة الرابعة على التوالي في مهرجان “كرامة بيروت لحقوق الإنسان”، وتعتبر لوحاته جزءا من الهوية المرئية. ويعتبر عنوان المهرجان لهذا العام “تكلم عنها” هدفا في التعريف بموضوع تحقيق المساواة بين الجنسين أو ما يعرف بالجندرية، وهو الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة الذي يتبناه برنامج “يو.إن.دي.بي“العرب” التقت مديرة البرامج في المهرجان الفنانة الأردنية السورية نجوى قندقجي التي تحدثت عن دورة هذا العام وعن سبب اختيار مهرجان كرامة لهذا الشعار، حيث أشارت إلى أن دورة هذا العام ستتناول موضوع المساواة الجندرية كجزء من العدالة الاجتماعية وكجزء من الحق الإنساني، بمعنى أن نكون متساويين في الحقوق والمكتسبات وألا يتم التفريق بناء على النوع الاجتماعي، وهذا الموضوع يمتد إلى مواضيع أخرى ويعكس الحالة المجتمعية أو أزمة المجتمع بدءا من الحالة الاقتصادية إلى الثقافة السائدة، وما تفرزه من سلوكيات تكرس ثقافة تقوم على عدم المساواة الجدنرية. وتضيف قندقجي “من جانب آخر، تم اختيار عنوان المهرجان ‘تكلم عنها’ لأن المرأة ما زالت حتى الآن تناضل وتعاني من ظروف اقتصادية ومن حقوق مسلوبة”، مؤكدة “نحن في العالم العربي حتى الآن ما زلنا نعاني على صعيد الاقتصاد والسياسة، بسبب رفضنا لهذه الجندرية، وهذا الأمر بطبيعة الحال ليس مقتصرا على العالم العربي وإنما يمتد إلى عدة مناطق في العالم”. يعتبر مهرجان كرامة بيروت لأفلام حقوق الإنسان واحدا من شبكة أنهار لحقوق الإنسان التي تضم العديد من البلدان على رأسها الأردن وفلسطين ومصر وليبيا وتونس وسوريا، وتضيف محدثتنا “نحن في مهرجان كرامة بيروت نشكل نوعا من التوأمة مع كرامة عمّان، ولكن ليست لدينا تبعية مباشرة له، إلاّ أننا نقوم بتبادل الأفلام والخبرات ويساعد بعضنا البعض لوجستيا مع شبكة أنهار في المقترحات، فلدينا اجتماعات سنوية نتبادل فيها التجارب وندرس بعض الاستراتيجيات لتطوير نشاطات المهرجان وتأثيراته والتغييرات التي من الممكن أن تحدثها تلك الأفلام”.وعن بداية انطلاقة مهرجان كرامة بيروت والدعم المساند له، تقول نجوى قندقجي “بدأت انطلاقة المهرجان ببيروت منذ أربع سنوات بمساندة قامت بها ‘الأفلام التي تهم’، وهي مؤسسة هولندية تدعم انطلاق مهرجانات حقوق الإنسان، وخاصة في مرحلة التأسيس (الدورة الأولى)، وبمساعدة طبعا كرامة عمّان، ولكن ورغم التوأمة التي تجمعنا مع مهرجان كرامة الأردن، إلاّ أننا كما كل الأعضاء في شبكة أنهار لحقوق الإنسان نراعي ظروف البلد التي ينشأ فيها المهرجان، وفي حالتنا لبنان نقوم باختيار الأفلام المناسبة والنشاطات المرافقة بحيث نحافظ على خصوصيات ومتطلبات لبنان كدولة”. وتشارك في دورة هذا العام 24 فيلما من أكثر من 15 دولة، منها 7 أفلام وثائقية طويلة و3 أفلام روائية طويلة و4 أفلام وثائقية قصيرة و4 أفلام روائية قصيرة، بالإضافة إلي 6 أفلام تحريك، علاوة على حضور أكثر من 18 ضيفا من أكثر من عشر دول، وسيتضمن المهرجان حلقة نقاش رئيسية حول “القانون المدني في لبنان” والذي سيستضيف المحامية اللبنانية ليلى عواضة المؤسسة المشاركة لمؤسسة “كفى” اللبنانية التي تهتم بالمرأة وخاصة بالعنف الممارس ضدها، كما ستتم دعوة أورليك هولستين، مسؤول حقوق الإنسان ومسؤول فريق العمل بشمال أفريقيا، بالإضافة إلى صف تدريبي مهني حول “الفيلم الوثائقي الهجين والحدود بين الروائي والواقعي” بإدارة المخرجة اللبنانية رانيا رافعي.
مشاركة :