عرفت الأستاذ عمران بن محمد بن أحمد العمران من خلال كتاباته بجريدة اليمامة - فترة صحافة الأفراد - وبعدها أصبح لقائي به في المناسبات الثقافية العامة في الأندية الأدبية والمهرجان الوطني للتراث والثقافة وعند زيارة الشيخ حمد الجاسر وغيرها. مع بداية عملي بمكتبة الملك فهد الوطنية اتصلت به بمجلس الشورى وطلبت منه زيارة المكتبة والتسجيل معه لمشروع (التاريخ الشفهي للمملكة) فاعتذر لانشغاله، وبعد تقاعده زرته في منزله فكرر الاعتذار.. وبعث لي فيما بعد استمارة تضم ملخصاً لسيرته الذاتية العلمية والعملية قائلاً: لعلها تكفي. ولد بالرياض عام 1352هـ، وتعلم حتى حصوله على شهادة كلية اللغة العربية، ثم دبلوم عال في الدراسات الأدبية واللغوية من معهد الدراسات العربية العليا بالقاهرة. وذكر أهم الأعمال التي تولاها ومنها: مدير أعمال لجنة الأنظمة بمجلس الوزراء، مدير عام مكتب العمل الرئيسي بالمنطقة الشرقية، مدير عام شركة كهرباء الرياض، مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الأشغال العامة، رئيس تحرير جريدة الرياض، مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض، عضو مجلس الشورى. وأضاف بياناً بمؤلفاته الأدبية حسب تاريخ صدورها وهي: من أعلام الشعر اليمامي. الرياض، مطابع الرياض سنة 1377هـ/ 1957م. ابن المقرب حياته وشعره. الرياض، مطابع الرياض سنة 1388هـ/ 1968م. الأمل الظامئ (ديوان شعر) الرياض، مطابع الفرزدق سنة 1403هـ/ 1983م. شؤون وآراء. الرياض مطابع الشبل سنة 1413هـ/ 1993م. هوامش أدبية. الرياض مطابع الشبل سنة 1412/ 1992م. وأحالني إلى بعض المصادر التي تحدثت عن سيرته وأعماله. فوجدت أن أول من تحدث عنه وبإسهاب الدكتور علي جواد الطاهر في (معجم المطبوعات العربية.. المملكة العربية السعودية) ط1، ج2، 1985، قال عنه: تخرج في كلية اللغة العربية بالرياض، ثم أكمل دراسته في مصر في معهد الدراسات العربية، وتنقل في الوظائف، ويعمل الآن في (الأشغال العامة). وذكر من مؤلفاته: ابن المقرب، ومن أعلام الشعر اليمامي الذي نقل عن مؤلفه قوله: «كتبت أكثر فصول الكتاب فيما بين 1372- 1375هـ على فترات متقطعة ونشرت في حينها في صحيفة اليمامة يوم كانت مجلة وبعد أن أصبحت جريدة.. وعندما عن لي جمع هذه الفصول في كتاب رأيت أن أضيف إليها بعض التراجم.. أن فصول الكتاب كتب معظمها في مرحلة الدراسة الثانوية..» تاريخ المقدمة رجب 1376هـ/ فبراير 1957م موضوعات الكتاب: قتادة بن مسلمة، موسى بن جابر، نويب السلولي، جرير، يحي ابن طالب، بكر بن النطاح، مروان بن أبي حفصة، يحي بن أبي حفصة، العباس بن الأحنف، عمارة بن عقيل، مروان الأصفر. وترجم له الأستاذ أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال ستين عاماً) وقال إن معهد الدراسات العليا التي حصل على دبلومها (..التابع للجامعة العربية) بالقاهرة عام 1380هـ/ 1960م واستعرض ثلاثة من كتبه، وقال عن ديوان الشعر (الأمل الظامئ) الذي طبع في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض عام 1403هـ 374 صفحة، وهذا الديوان مليء بالقصائد الوجدانية والقومية وباللوحات الاجتماعية التي تقدم نماذج إنسانية. وترجم له في (دليل الكتاب والكاتبات) الصادر من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ط3، بعد أن ترجمت له، ذكرت: «..وهو عضو بمؤسسة اليمامة الصحفية، وسبق أن تولى رئاسة تحرير جريدة الرياض عام 1385هـ كذلك نشر عدداً من قصائده في الصحف والمجلات المحلية..». وترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية) الدائرة للإعلام، ط2، 1993. وترجم له في كتاب (اليمامة وكتابها من 72-1382هـ) للدكتور عبد العزيز بن صالح بن سلمة، ط1، 2005 الرياض: مركز حمد الجاسر الثقافي، ذكر «.. أديب وكاتب تولى الإشراف على تحرير (اليمامة) عدة مرات أثناء فترات وجود الجاسر خارج المملكة، وكان من بين أبرز كتابها، ولد بمدينة الرياض سنة 1352هـ/ 1933م ودرس في المدرسة الأهلية ثم التحق بالمعهد العلمي وتخرج فيه عام 1373هـ. تخرج في كلية اللغة العربية (الدفعة الأولى) في مدينة الرياض سنة 1377هـ. ثم التحق بالمعهد العالي للدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية وحصل على دبلومه العالي عام 1380هـ. باشر الكتابة في عديد من الصحف السعودية منذ عام 1371هـ. في مجلة وصحيفة اليمامة، والبلاد السعودية، وأخبار الظهران، والأضواء، والخليج العربي، وغيرها. كان من بين المؤسسين لمؤسسة اليمامة الصحفية وتولى رئاسة تحرير صحيفة الرياض اليومية من العدد الأول من صدورها، ثم انصرف إلى العمل في الدولة حتى بلوغه سن التقاعد.. وقال إنه أمضى بمجلس الشورى ثماني سنوات من عام 1414هـ. وقال إنه كان يكتب بأسماء مستعارة منها: (ع. م. ع، وأخو مضر) و(فتى حجر). وقد أحصى له ابن سلمة عدد مقالاته في اليمامة، فقال في المجلة 8 مقالات وبالصحيفة من العدد الأول وحتى العدد 113 – 103 مقالات. كما ذكر ابن سلمة في كتابه (حمد الجاسر ومسيرة الصحافة والطباعة والنشر في مدينة الرياض من 1372 إلى 1381هـ) ط1، 2002 «.. أما أثناء فترة صدور الصحيفة «اليمامة» بين عامي 1375- 1381هـ (1955- 1962م). فقد كان الكاتب والأديب عمران بن محمد العمران من أكثر المثقفين ملازمة لحياتها، وكان لصيقاً بمراحل مسيرتها التي اعترضتها بعض العقبات، ومنها ما كاد أن يؤدي بحياتها. ومن المعروف أن الجاسر كان يغيب لفترات طويلة أحياناً خارج المملكة، لضرورات تتعلق بمطابع الرياض، أو تلبية لدعوة صحفية أو لمهمات ترتبط بمجالات اهتماماته، وفي أغلب فترات الغياب تلك كان عمران العمران يتولى تسيير أمور الصحيفة حتى عودة صاحبها ورئيس تحريرها. ويتولى أيضاً كتابة افتتاحياتها، ويشرف على إدارتها وعلى مضونها التحريري..». ويذكر الشيخ حمد الجاسر في كتابه (من سوانح الذكريات) ج2، ط1، أنه قد كلف الأستاذ عمران بالإشراف على شؤون الصحيفة لسفره.. «..ولكنني لم أشعر وأنا في القاهرة أستمع إلى إذاعة لندن في صباح أحد أيام آخر شهر صفر، ولم أستكمل الشهر في غيابي إلا بإذاعة خبر فحواه: أن الحكومة السعودية قررت إيقاف جريدة (اليمامة) مدة شهر، ومحاكمة صاحبها لنشرها مقالاً يمس الحكومة الباكستانية. كان الأستاذ عمران نشر كلمة في العدد (96) بتاريخ ٢٠/ ٢/ 1377هـ عن (أغاخان) وتعرض فيها لذكر حكومة باكستان، وكان الرقيب قد أجاز نشرها، فلما احتجّتْ الحكومة الباكستانية.. أمر بإيقاف الصحيفة وسجن صاحبها..». وذكر في العدد الأول من جريدة القصيم ١/ ٦/ 1379هـ أن عمران محمد العمران من أسرة التحرير. وترجم للعمران في (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) مج9، واختار له الدكتور مرزوق بن تنباك في المجلد الثالث (المقالة) مقالة (الأدب.. الذي نريد) ووضعه في فترة (التجديد) قال فيه: «..فإن الأديب الحق من يضع في حسابه واقع مجتمعه، ونظريات بيئته! إن الأديب – قبل أي تعريف - من يكتب لنداء غيره وينطق تهاتف مواطنيه فيحرر يراعه من الأنانية والطبقية والنفعية، ويطلقه في فلك الجماعة والمحيط العام. فلا يكتب إلا لخير مجتمعه. ولا يفرط بنفثات فكره وعصارات فنه إلا في سبيل الحياة! والأديب من يصف أمراض مجتمعه. فيعالجها بأسلوب منطقي من الواقع والمعقول. فلا يذهب به تفكيره الجامع إلى حد المحال ولا يستبد به خياله المسرف فيتيه في بيداء العبث واللغو..! والأديب من يهجر برجه العاجي ويهبط إلى طبقات البشر.. ليسير معهم فيشاركهم آمالهم وآلامهم وأفراحهم وأتراحهم..». وترجمت له مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر في (موسوعة الشخصيات السعودية) ط2، ج2، 2013م. وذكرت له ما لم يذكر من قبل «.. عضو مؤسس لنادي الرياض الأدبي، وعضو أول مجلس إدارة للنادي..شارك في مؤتمرات رؤساء البلديات والمجمعات القروية ومصالح المياه والصرف الصحي 1983م بالدمام و1985 بالمدينة المنورة، و1987 بأبها، وشارك في ندوات: الدوام الرسمي، التضخم الوظيفي، الأجهزة العامة ذات العلاقة المباشرة بالجمهور. تقاعد عن العمل الحكومي 1991، فعين عضواً بمجلس الشورى الدورة الأولى والثانية 1993 حتى 2001م..». ترجم له في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) إعداد دارة الملك عبد العزيز ط1، ج3 وكتب عنه الدكتور حمد الدخيّل. ومما قاله عنه: «..عضو سابق في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وفي لجنة تصنيف المقاولين. ولجنة تسمية شوارع الرياض، وعضو في مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية. يتمثل اهتمامه الأدبي، وتوجهه الثقافي في كتابة الدراسات الأدبية، ولا سيماً عن شعراء اليمامة، وقرض الشعر، وتحرير المقالات في الأدب، والنقد، واللغة، والإعلام. وبعض قضايا المجتمع، وهي مقالات توجيهية تهدف إلى الإصلاح والتقويم في الموضوعات التي تناولتها. قال الشعر في مقتبل شبابه، وأقدم قصيدة في ديوانه المطبوع مؤرخة بتاريخ ٢/ ٣/ 1373هـ ٨/ ١١/ 1953م وهي بعنوان: (الانطلاقة الكبرى).. ونشر بعض قصائده القديمة في مجلة الإشعاع، وصحيفة أخبار الظهران، وصحيفة اليمامة، وهو من المحافظين في شعره على الأصالة، والتزام عمود الشعر، ويمتاز بصحة الأداء، وجلاء الفكرة، ووضح الأسلوب، وسلامة القصد، وحرارة العاطفة، والبعد عن التكلف في المبنى والمعنى، وهو في مجمله شعر تربوي توجيهي يناسب تقديمه للشباب..». كتب عنه زميله الدكتور عبد الرحمن الشبيلي في كتابه (أعلام بلا إعلام) ط1، ج1، 2007 قائلاً: «عرفته منذ عقود. أديباً وصحفياً ورجل مجتمع، ثم صحبته عن قرب في الدورتين الأولى والثانية لمجلس الشورى، زميلاً، يضفي عليه أدبه الجم سمتاً وصمتاً وهدوءاً، وتعقلاً في معالجة الأمور، ونظرة ثاقبة في الإصلاح والتطوير، ونزاهة في التعامل، يستنكر الإسراف، ويتجنب الأضواء والمظاهر، ويؤدي واجباته الاجتماعية والإنسانية بمثالية واعتدال..» وذكر المحطات المهمة في حياته، واستشهد بمقطع من قصيدة (الأمل الظامئ) الذي يحمل عنوان الديوان، وهي واحدة من 75 قصيدة: كلما قيل: وحدة العُرب لاحت فطربنا لها دهانا مصاب كالمحب الولهان يرمق (ليلاه) فتقسو على مناه الصعاب فرقة تبعث الشجون تباعاً ويذيب الفؤاد منها التهاب شهد الله كم تحجّر دمعي في مآقيَّ واعتراني اكتئاب إلى أن قال: ليت شعري أين المفرّ فأفق العُرب ما انفك يعتريه الضباب فعلى أين؟ لست أدري ولكن ملء كفي تشاؤم وسراب.. «.. ينتمي الأستاذ عمران إلى أسرته الكبيرة المعروفة في الرياض والأحساء، التي ينحدر منها أسر العبيكان والثنيان والراشد والعبد القادر، ومنها عديد من العلماء والسفراء ورجال التربية والأعمال. وله من الأبناء خمسة هم: محمد وعبد العزيز ويوسف وأحمد وعبدالله، ومن البنات ثلاث هن: مريم وندى وسارة».
مشاركة :