تعرضت منازل بعض النشطاء الإيرانيين، لاقتحامات وتفتيش من جانب من تم وصفهم بأنهم «شبّيحة النظام». وتأتي هذه الهجمات على خلفية الدعوات التي وجهها نشطاء وحقوقيون محليون لتنحي المرشد على خامنئي، وتغيير الدستور. وخلال الفترة بين يومي 10 و20 يونيو الجاري، وجّه 14 ناشطًا سياسيًّا ومدنيًّا في الداخل، رسالتين منفصلتين لخامنئي، يطالبونه فيهما بالتنحي وتغيير الدستور بصفته المسؤول الأعلى في النظام الإيراني. وحسبما قالت «العربية» فإن هذا التحدي لولاية الفقيه لم يمر بسلام؛ حيث تعرضت بيوت بعض هؤلاء النشطاء إلى هجوم من قبل بعض أتباع النظام المخرّبين. وعلَق أحد أبرز الموقعين على الرسالتين، السينمائي والناشط المدني، محمد نوري زاد، على الهجمات بالقول: نحن الـ14 الموقعون على البيان كنا نعرف منذ البداية بأننا اخترنا طريقًا محفوفًا بالمخاطر.. ومنذ أيام تم حشد عناصر الأمن إلى جانب بعض المخربين والمدمنين وإرسالهم إلى بيوت رفاق الدرب. وتحدث نوري زاد، عن فيديو يوضح الاعتداء الذي تعرض له أحد النشطاء، قائلًا: إن الفيديو يظهر أحد المخربين (المرسل من قبل النظام) الساعة الثالثة فجرًا، أثناء اعتدائه على الصديق سبهري أحد الموقّعين على البيان، والذي كان يختبئ داخل سيارته، خوفًا من البطش به، على أيدي شبِّيحة النظام وذكر محمد نوري زاد، أن قطع الصوت في الفيديو، كان بسبب الشتائم البذيئة، التي استخدمها المعتدي، ويقول إنه مرسل من قبل السلطات لتهديد أحد الموقعين على البيان.. ورغم الاتصال بالشرطة إلا إنها لم تأت إلى بيت (الناشط) سبهري. وخاطب نوري زاد، الأجهزة الأمنية للنظام الإيراني قائلًا: أطالبكم أن تكفوا عن هذه الأساليب المفضوحة القديمة؛ فإذا كنتم تتحلون بشيء من المروءة، زجوا بنا في السجون واقتلونا على طريقة الدكتور كاووس سيد إمامي. يُذكر أن كاووس سيد إمامي، الأستاذ الجامعي والخبير البيئي توفي في سجن «إيفين» بطهران في فبراير 2018، وقالت السلطات الإيرانية إن كاووس الذي اعتقل في يناير من نفس العام بتهمة التجسس، انتحر في زنزانته وشككت العائلة برواية السلطات، مؤكدة أنها تلقت تهديدات. ومن ناحية أخرى اعتقلت السلطات الإيرانية الناشط السياسي البارز، عضو منظمة «مجاهدي الثورة الإسلامية الإصلاحي»، أبو الفضل قادياني، صباح الثلاثاء الماضي. ووفق ما نُقل عن نجله مرتضى قادياني، فقد تم اعتقال والده من قبل «الشعبة الأولى لتنفيذ الأحكام القضائية» بسجن «إيفين». وكانت السلطات حكمت على قادياني الشهر الماضي بالسجن عامين إلا أنه رفض حضور الجلسة مؤكدًا أن الادعاء العام في إيران صوري، وهو عبارة عن مقدمة لتشكيل محكمة الثورة غير القانونية، والتي تخضع لإرادة الأجهزة الأمنية، وجميعها تخضع اليوم في إيران وبشكل مطلق لتعليمات السيد خامنئي الاستبدادية. وأشار قادياني، إلى التعيينات الجديدة في السلطة القضائية والحرس الثوري الإيراني قائلًا: قام مستبد إيران (المرشد الأعلى) بتعيينات جديدة من قبيل تعيين رئيس للسلطة القضائية وبعض قادة الحرس الثوري والقادة العسكريين وبعض أئمة الجمعة و…، كل ذلك يؤكد أن الأجواء أصبحت أكثر أمنية، وأن السلطة تلجأ إلى الترهيب والعنف بشكل سافر.
مشاركة :