فيديو أثار الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي لاستثناء فردي كبقية الاستثناءات الفردية، قيل إنه لإعلامي سعودي «فهد الشمري» وصف الفلسطينيين بـ(الشحاذين بلا شرف)! ووصف (الأقصى بالمعبد اليهودي)! ليثير بذلك زوبعة من الغضب والجدل الواسع في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولأن للجهل لغة ركيكة، ومجازًا نقول عنه «الوعي الركيك» فإنه يواصل ليقول (المسلمون لديهم مئات الآلاف من المساجد في العالم، والصلاة بأوغندا أشرف من الصلاة بالقدس ومن أهلها)! بل استمر هذا الإعلامي الاستثنائي في استفزازه ليقول (القضية الفلسطينية ليست قضية، وليس من مصلحة أحد حل المشاكل بين الشحاذين والقدس ليست دولة، وفلسطين ليست لمن فيها فهم أمم مهاجرة من الشتات، من التتار والرومان والسلاجقة فما دخلنا نحن وندفع لهم)! { ليس مطلوبا هنا الرد على كل ذلك «الكلام السخيف» بل والسوقي الذي ينم عن «جهل» صاحبه، ليس فقط بأبعاد القضية الفلسطينية، وإنما بتاريخ الأرض الفلسطينية وشعبها، وبأهمية وقيمة القدس والمسجد الأقصى للمسلمين، ولكن هذا بعض كلام يردده بأشكال مختلفة بعض (الاستثناءات العربية)، للإسهام في التضليل التاريخي والسياسي، بأهم قضية ناضل الشعب الفلسطيني وناضلت الشعوب العربية طوال عقود طويلة لتثبيت الحق الفلسطيني في أرضه ووطنه ودخلت الدول العربية العديد من الحروب في إطار الصراع العربي/ الصهيوني، ليأتي اليوم لسان الجهل من بعض المتفذلكين، فيمسحوا كل البديهيات السياسية والتاريخية وأسس الصراع بجرة قلم أو لسان جاهل! بل وليمسحوا حتى مواقف بلدانهم الرسمية! { بالأصل أن الصهاينة لم يتمكنوا حتى اليوم من إثبات وجود «هيكل سليمان» على الأرض الفلسطينية أثريا، ولم يتمكنوا من إثبات أساطيرهم المزورة والتلفيقية وقد كتبنا عن ذلك مرارًا، وإنما فرضوا الأمر الواقع باغتصاب وطن، واحتلال أرض وتشريد شعب، من خلال «نظام عالمي» جائر، وقع تحت سطوة الصهيونية العالمية وقبلها أساليب الماسونية العالمية! هو منطق القوة وليس قوة المنطق الذي حكم أحداث المنطقة العربية منذ بدايات القرن العشرين، وعلى وقع سايكس – بيكو الاستعمارية، ورغم اتفاقيات السلام بعد حروب ما بعد النكبة الفلسطينية، فإن الشعب المصري والشعب الأردني، وقد مرت أربعة عقود على تلك الاتفاقيات، لا يزالان رافضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو موقف كل الشعوب العربية، إلا استثناءات من (المتصهينين العرب) في كل بلد يعملون على ترويج (المنطق المعوج)، ويزايدون بالجهل التاريخي والسياسي على ثوابت الشعوب العربية والأمن القومي العربي! ليصلوا إلى الترويج السخيف لمنطق العدو نفسه وأكاذيبه وتلفيقاته! { يبدو أن موجة التطبيع التي يركبها هذا العدو ويروج لها في الدول العربية، بحجة العداء المشترك لخطر إيران، قد غسل الكثير من الأدمغة، ولحس أدمغة أخرى، ارتأت اليوم المزايدة على العدو نفسه في الترويج لحقه في الأرض الفلسطينية! وازدراء تاريخ وجود الشعب الفلسطيني، وحقوقه ومطالبه العادلة وبحثه عن حل سلمي يصون تلك الحقوق وبحسب القرارات الدولية والمبادرة العربية وقرارات الأمم المتحدة لا غير! يبدو أن بعض هؤلاء العرب المتصهينين أصبحوا اليوم ملكيين أكثر من الملك، للترويج لكل فبركات وعجرفة هذا العدو الصهيوني، واستخفافه بالوعي الشعبي العربي الذي يقف اليوم سدًا منيعا لمواقف وكلام هؤلاء الهزلي!
مشاركة :