صفقة القرن تتجاهل الفلسطينيين

  • 7/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المؤتمر الذي عقد في المنامة مؤخرًا، كان لعرض الشق الاقتصادي، الذي أطلقه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، من خطة واشنطن للسلام "المزعوم"، من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية التي أعدتها الولايات المتحدة ممثلة في "صفقة القرن"، والذي تزامن مع تواصل الوقفات في أنحاء الأراضي الفلسطينية احتجاجًا على مؤتمر المنامة.خطة الرئيس الأمريكي وإدارته لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي مبهمة للغاية، وتركز فقط على المشكلات الاقتصادية وتتجاهل الاختلافات السياسية. والخطة في عدد من القضايا، ليس فقط تتجاهل حقوق الفلسطينيين، إنما تميل إلى الجانب الإسرائيلي، كما يرى الفلسطينيون.نلاحظ بصمة ترامب في الخطة، فهو رغم عرض المساعدات الاقتصادية على العرب، إلا أنه لا يريد أن تتحمل أمريكا وحدها التكاليف، بل يطلب المال من دول الخليج الغنية.أما الشيء الأهم فهو أن الفلسطينيين رفضوا بشكلٍ قاطع فكرة الوساطة الأمريكية في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية بعد أن اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.تعاني الخطة الأمريكية من عيب تجاهلها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، وتشهد على محاولة الأمريكيين احتكار عملية التفاوض، واستبعاد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وغيرهم من اللاعبين.وتشكل "صفقة القرن" مصدر قلق عميق في بعض من الدول الأوروبية وعلى رأسهم روسيا التي رأت أن الصفقة فيها محاولة أمريكية أخرى لتغيير أولويات جدول الأعمال الإقليمي وفرض رؤية بديلة للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.وقد اعتبرت صحيفة "الجارديان البريطانية" في مقالٍ لها أن "أمريكا تروجُ للوهم في الشرق وليس لصفقة".أما "فاينانشيال تايمز"، تتوقف عند أن الإدارة الأمريكية أجلَّت مرارًا عرض الخطة، بانتظار اللحظة الأكثر ملائمة. إلا أن نتائج التأجيل دائمًا تأتي عكسية، لأن كشف تفاصيل الصفقة يتزامن مع الحملة الانتخابية في إسرائيل، ومع انطلاق الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة.وعلى صعيد الولايات المتحدة، فإنه من اللافت للنظر، أن بعض الساسة والمحللون هناك، لا يؤمنون بنجاح "صفقة القرن".. وحتى ترامب شخصيًا، صاحب طرح الخطة، فقد صرح مؤخرًا بأن وزير خارجيته، مايكل بومبيو، يمكن أن يكون على صواب عندما أعرب عن شكوكه حول فعالية الخطة التي وضعتها الإدارة، وأنها يمكن أن تعجب إسرائيل فقط، ما يعني أنه يوجد مراجعة للصفقة من قبل ترامب ورُبما تصل لشكوكٍ في نجاحها.من قلبي: إذا أراد ترامب أن يصفق له العرب والفلسطينيين على هذه الصفقة، ويدعمونها فسيكون واهمًا، فلم ينسَ العرب أن ترامب هو نفسه من اعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، فكيف سيصدقون ويصادقون على معاهدة مشكوكُ في نواياها، بعد أن باتت النوايا مكشوفة وواضحة (وأنها لصالح إسرائيل) لدينا جميعًا نحن العرب.من كل قلبي: لن تكون هناك معاهدات أو صفقات مبنية على حساب طرفٍ واحد ولصالح طرفٍ آخر، فإذا كانت إسرائيل هي من سيكون المنتفع الوحيد من تلك الصفقة أو غيرها، فعليها ألا تأمن مكر العرب، ولن تكون بمأمنٍ إلا إذا أعادت الحقوق لأصحابها، واعترفت بالقدس عاصمةً لفلسطين ويكفيها تل أبيب أن تكون عاصمة لدولتها، ويكفيها أنها تعيش وسطنا في المنطقة العربية منذ 1948.. وكفى بالله وكيلًا.

مشاركة :