هناك حرب مرورية مشتعلة تحصد آلاف الأرواح من مواطني المملكة وخصوصا زهرة شبابها ولا تلوح في الأفق أي حلول فعالة لوقف نزيف الدم الجاري. السعودية الاولى عالمياً في اعداد الحوادث المرورية المميتة وهناك الف مصاب سنويا. وعدد الوفيات ما يقرب من شخصاً يومياً أي حوالي وفاة سنوياً وحسب الإحصائيات حوالي منهم تحت سن الأربعين اي في ريعان شبابهم وهم عماد المستقبل لأي أمة! هذا غير المصابين الذين يشغلون حوالي من أسرة المستشفيات وربما تكون إصابتهم خطرة تعيق الحركة وتسبب عجزا مدى الحياة وهناك اكثر من حادث سنوياً تسبب خسارة للاقتصاد الوطني حوالي مليار ريال اي ما يعادل ميزانية احدى الدول الصغيرة! كل هذه الأرقام ليست تصورية ولكن ذكرت من أناس مختصين بالشأن المروري! عندما نقول إنها حرب فإننا لا نبالغ أبداً فالحوادث في السعودية تقتل أكثر من شخص بينما عدد ضحايا حرب الخليج شخص! خلال الفترة الماضية تمت عدة محاولات لتحسين الأداء المروري بالبلد ومنها على سبيل المثال قبل سنوات عندما تم دمج المرور بالدورات الأمنية ولكن للأسف لم يتحسن الوضع فعاد المرور مستقلاً وتم مؤخراً إضافة نظام ساهر لمحاولة كبح السيارات عن تجاوز السرعات المحددة ومن ثم دخول شركة جديدة لمباشرة الحوادث المرورية وتقليل الضغط على اعمال المرور وكنا نتصور ان دخول ساهر ودخول شركة نجم سيساعد المرور للتفرغ أكثر لتنظيم السير ومتابعة أكثر نشاطاً لأعماله الحيوية الأخرى لكن للأسف لم نر أي تحسن في عمل المرور ولم يتغير إن لم يكن انحدر! زحمة المدن الكبرى اصبحت لا تطاق وللأسف ترى رجل المرور في سيارته المكيفة لا يحرك ساكنا لكن اكثر ما يثير الحفيظة ان ترى رجل المرور يتصفح بجواله بينما السيارات تكاد تقفز فوق بعضها من الزحام! تريده على الاقل ان يتحرك ويخرج من مركباته للتنظيم ولو قليلا!! دون جدوى! قد يقول قائل ان عدم وجود نظام نقل عام هو السبب ولا شك انه تسبب بجزء من المشكلة لكن هذا لا يعفي المرور من مسؤولياته! خصوصا المرحلة القادمة ستكون مليئة بالتحويلات والأعمال لمشاريع المترو مما يحتم بذل مجهود اكبر من المرور! كمثال نقلت الصحف خبرا عن اغلاق طريق بعد ساعات من افتتاحه بسبب تسببه ب حوادث نتيجة الخطأ المريع في تصميم الشارع من الناحية المرورية! اين التنسيق بين المرور والمواصلات والبلديات! لم يكتشف هذا الخطأ الا بعد حوادث في ست ساعات! الشيء الآخر المثير للسخط ان ترى عدم مبالاة من السائقين وعدم تتبع دقيق من المرور! فأنت ترى سائقين أطفالا في الشوارع بصعوبة تستطيع تمييز رأسه خلف المقود! أين دوريات المرور عنهم! هذا غير ظاهرة التفحيط وما تجره من وفيات وحوادث! هناك للأسف انحدار بالثقافة المرورية سواء من السائقين او حتى المراقبة المرورية!دعونا نكون صريحين مع المرور ونقول له أداؤكم الحالي أقل بكثير من المأمول ويقال (صديقك من صدقك وليس من صدقك) نريد أن نرى تواجدا موسعا وفعالا لجهازكم في شوارعنا. اذا كانت هناك عوائق لتحقيق هذا الهدف وقد لا نعلمها فالأفضل تحويل مدننا الكبرى وخصوصا الرياض الى نظام التقنية التي ستسد بإذن الله العجز! كمثال لندن مساحتها تقارب مساحة الرياض وفيها كاميرا تنقل كل حركة في شوارعها وهو نظام فعال ليس مرورياً فقط وإنما أمنياً وتنظيمياً ويحارب الجريمة وسرقة السيارات ويطارد المشبوهين والسائقين المتهورين. الوضع الحالي لا يسر أحداً وأنا متأكد ان رجال المرور الذين هم جزء من الشعب لا يرضيهم ذلك ويشعرون بالأسى لحمام الدم الجاري الذي يحصد آلاف الضحايا كل عام. مما قيل هذا الاسبوع: الاسبوع الماضي استخدمتُ الخطوط السعودية والتي لم استخدمها منذ أمد بعيد وصراحة تفاجأت بمستوى الخدمة لأنه كان لدي تصور مسبق عن الخطوط وان خدمتهم ليست بالمستوى المطلوب لكن بعد ما رأيت ما رأيت أحسست بأنهم مظلومون إعلامياً! كانت أسوأ رحلة ركبتها في حياتي وكان تعامل موظفي الخطوط الأرضية أسوأ من السيئ ويفتقر للياقة والتعامل الحسن مع الجمهور اذا استثنينا شخصا واحدا فقط للأمانة! بدون مبالغة الخطوط السعودية بهذا الوضع تغرق!
مشاركة :