قال مستشار الرئيس باراك أوباما السابق لشؤون مكافحة الإرهاب والباحث حاليًا في معهد بروكينجز بروس رايدل لـ"المدينة": إن الإدارة الأمريكية تعول على قمة كامب ديفيد المرتقبة بين قادة دول مجلس التعاون والرئيس الأمريكي لوضع سياسة شاملة للشراكة بين الجانبين في المرحلة المقبلة من أجل مواجهة المخاطر الإستراتيجية التي تواجهها المنطقة، وقال رايدل: إن موعد القمة يمكن أن يتحدد في مايو أو يونيو المقبلين "طبقا للتنسيق بين الجانبين"، وأضاف: "حسب علمي فإن هناك الآن اتصالات لتحديد الموعد على نحو يلائم ارتباطات القادة وسوف يعلن قريبا عن الموعد الذي يتم الاتفاق عليه". وأضاف المستشار السابق: "دول الخليج تنسق من جهتها لعرض وجهة نظر موحدة في القمة تتصل بالتحديات الإستراتيجية التي تواجه مجلس التعاون والمنطقة بصفة عامة"، وقد شرح الرئيس أوباما في مقابلته الصحفية التي أجراها قبل أيام رؤيته لضرورة دعم العلاقات الأميركية - الخليجية أكثر مما كان الحال في السابق على أساس أن القدرات الردعية لتلك الدول هي التي تحول دون حدوث الأزمات وتفجرها في وقت لاحق"، وقال رايدل: إن الاتصالات بين الجانبين مستمرة وأن الإدارة تقدر القلق الخليجي من اتساع نطاق محاولات التدخل في شؤون المنطقة، وأضاف: "أعتقد أن المملكة العربية السعودية أظهرت استعدادها للتصدي لمحاولات العبث باستقرار المنطقة عبر الرد الفوري الذي مثلته عاصفة الحزم على مساعي إسقاط السلطة في اليمن باستخدام قوة السلاح، ويستدعي ذلك أن نقف بحزم خلف المملكة لدعم قدراتها العسكرية إذ أننا واثقون أن تلك القدرات لا تستخدم للتدخل في شؤون الدول الأخرى وإنما تستخدم لحماية أمن المنطقة". وأشار المسؤول الأمريكي السابق إلى اهتمام البيت الأبيض بالقمة المرتقبة قائلا: "الرئيس أوباما أشار بوضوح إلى أننا نسعى إلى دعم القدرات العسكرية لدول مجلس التعاون، وسوف نفعل ذلك بلا تردد إذ أن علاقاتنا مع دول المجلس هي علاقات تاريخية قديمة وراسخة، وسوف ينصت الرئيس إلى ما سيقوله القادة العرب ويسعى إلى تأكيد التزامات الولايات المتحدة بأمن المنطقة واستقرارها". وأضاف: "نحن والسعوديون مثلا نشترك في أننا نسعى إلى أن تستقر المنطقة التي أرهقتها الأزمات، كما نشترك في رفض أي تدخلات خارجية في شؤون المنطقة، وأيضًا نشترك في السعي نحو إقليم آمن يوجه طاقاته للبناء والتعمير، كما نشترك في رفض الإرهاب ومنظماته التي تدعَّي زورًا أنها تمثل الإسلام، وكما نشترك أيضًا في هدف استقرار أسواق الطاقة العالمية ومساعدة العالم على تحقيق الرخاء والنمو، ولا أعتقد أن كل هذه الأرضية المشتركة قابلة لأن تتزعزع تحت أي ظرف من الظروف".
مشاركة :