دبي: محمدو لحبيب «لقد قررت الكاتبة دخول مجال يحقق لها الخلود، والرواية كنمط سردي تحقق ذلك»، بتلك الكلمات عبرت الكاتبة عائشة سلطان، مساء أمس الأول، في افتتاحها جلسة صالون القراءة الشهري الذي تنظمه ندوة الثقافة والعلوم في مقرها بالممزر في دبي، عن أهمية أية رواية وقدرتها على البقاء زمناً طويلاً. تناولت الجلسة نقاش رواية «فتنة الداعية» للكاتبة الإماراتية فتحية النمر، الصادرة في طبعتها الأولى عن دار الحوار السورية في سنة 2017. وقد حضرت الجلسة الدكتورة مريم الهاشمي، والكاتبة فتحية العسال، وعفراء محمود، والشاعرة شيخة المطيري، كما حضرها عدد من المهتمين بالسرد الروائي وعدد من منتسبي الصالون. وتابعت سلطان في افتتاحها للجلسة موضحة أن مثل هذه الجلسات تضيف للعمل الأدبي، وتضيء من زاوية النقد عليه، وتجعل الكاتب يستفيد بدوره من الملاحظات العديدة التي يسمعها من خلال النقاش. وقدمت بعد ذلك كل من مريم الهاشمي، وعفراء محمود، قراءة نقدية في الرواية، حيث استهلت الهاشمي قراءتها بالحديث عن تطلع فتحية النمر دوماً لرأي الناس قراء، ونقاداً في كتاباتها، واعتبرت أن ذلك يعكس نضجها ككاتبة واجتهادها في كتابتها. وأشادت مريم الهاشمي بجودة طباعة الرواية واعتبرت أن ذلك يحفز القارئ على قراءتها، كما نوهت بجمال اللغة ورصانتها في الرواية، لكنها شددت على أن التركيز الكبير على اللغة في الرواية قد يكون متعباً للقارئ وقالت: «إن ثراء اللغة يشبه أحياناً الثراء الفاحش المتعب». وتناولت الهاشمي بعض مآخذها على الرواية، حيث أوضحت أنها عانت تسارعاً وزحمة في أحداث الرواية، وأشارت إلى قدر من التحامل على الرجل في الرواية، وإلى ضياع قد يتولد عند القارئ للرواية، لأنه سيحس طيلة قراءته بوجود حلقة مفقودة فيها. عفراء محمد بدورها قدمت قراءتها في الرواية وركزت أساساً على البناء في الرواية، وابتدأت كلامها بالحديث عن عدم انسجام الفصل الأول مع بقية أحداث الرواية، واعتبرت أنه لم يكن مبرراً ولم يكن له تفسير، وأكدت أن ثمة خللاً واضحاً في تصوير الشخصيات وفي تعميق أبعادها. كاتبة الروائية فتحية النمر ردّت على جملة الملاحظات التي تقدمت، وبينت في البداية أنها حاولت ألا تفرض نفسها وشخصيتها على بقية شخصيات الرواية، وتركت كل واحدة منها تتحدث بما يقتضيه السياق السردي، وبناء الشخصيات، وأبرزت أن هدفها من حشد كل تلك المشكلات داخل أسرة واحدة هو تبيان المشاكل، ومحاولة حل بعضها، وترك البعض الذي لا يمكن أن يحل فردياً أو ضمن أسرة محددة، لتصور القارئ والمجتمع ككل. وشددت النمر على أن الرواية جاءت لتقول إننا نحتاج إلى داعية وسطي معتدل يعرف صحيح الدين الإسلامي، ويطبقه، ويجتذب الناس إليه، وينقذهم من مشكلاتهم الاجتماعية عن طريق ذلك، ولسنا بحاجة إلى عشرات الدعاة الذين يظهرون في وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام، والذين لا يعرفون الإسلام كما هو، وينفّرون الشباب.
مشاركة :