وصف خبراء إعلام فرنسيون، قناة «الجزيرة» القطرية، بـ «صندوق بث الأكاذيب» والتحريض، ونشر المشاعر العدائية بين شعوب المنطقة، وبين شعب الدولة الواحدة، مؤكدين لـ «البيان» أن هذه القناة منذ تأسيسها عام 1996، دأبت على أداء رسالة مشبوهة، فاحت منها مع مرور الوقت رائحة التحريض وترويج الأكاذيب بشكل ممنهج، حيث تخلط الحقائق بالأكاذيب، بصورة تؤكد «سبق الإصرار» على إحداث صدوع داخل المنطقة، وداخل نسيج الشعب الواحد، وبرز هذه الدور بشكل أكبر، خلال أحداث الفوضى في العديد من الدول بعد عام 2011، مؤكدين أن هذه القناة ما زالت تمارس الدور نفسه بشكل أكثر فجاجة، بل يمثل هذا الدور - وفق القوانين والمعاهدات الدولية- عدواناً صريحاً على الدول والشعوب، وأصبحت سلاحاً خطيراً في يد نظام مشكوك في أهدافه ونواياه، وهو ما يستوجب تدخلاً حقيقياً ناجعاً لوقف هذه الجرائم التي ترتكبها «شبكة تلفزيون الجزيرة» بمختلف قنواتها. كشف المؤامرة من جانبه، قال جوزيف كونتيت، أستاذ الاتصال (الإعلام) بجامعة «بيير» بباريس، عضو الاتحاد الوطني للإعلاميين الفرنسين لـ «البيان»، إن شبكة الجزيرة المملوكة للحكومة القطرية، دأبت منذ تأسيسها عام 1996، على توظيف المادة الإعلامية بشكل خطير، لخدمة أهداف سياسية تخالف القانون الدولي، وتمثل تدخّلاً سافراً في سيادة الدول، كان الأمر يتم بشكل فج منذ البداية ضد مصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وفي سوريا قبل عام 2011، علاوة على باقي الدول العربية، لكن بشكل باهت بعض الشيء، ومع الوقت، تكشفت للأنظمة العربية نوايا قطر، لا سيما بعد أن أكدت أجهزة الاستخبارات العربية والغربية، النوايا الخفية للقناة، والممارسات المشبوهة التي تمارسها أطقمها، لذلك تمت عمليات منع لهذه الطواقم في العديد من الدول، وألغيت تراخيص العمل للعاملين فيها. وبعد عام 2011، ظهر الوجه الحقيقي لهذه الشبكة التلفزيونية، وظهرت التنظيمات والجماعات الإرهابية والتخريبية التي تدعمها في أغلب الدول العربية، ومن هنا، تنبهت الأجهزة المعنية بمراقبة الإعلام حول العالم، وبخاصة في أوروبا، لخطورة هذا المنبر الإعلامي، وبدأت المطالبات بتدخل ناجع على المستوى الدولي، للتصدي لهذا التخريب المتعمد، وحماية سيادة الدول وعقول الشباب من سموم هذا النظام، وهذه القناة الداعمة للإرهاب والتطرف. سلاح هدام وأكدت أنيت بادينتر، أستاذة «السمعي بصري» بجامعة ليون، أن النظام القطري تمادى في استغلال شبكة «الجزيرة»، كسلاح أو منصة إطلاق الأفكار الهدامة نحو شعوب المنطقة، ونراها في السودان وليبيا والجزائر، تطلق الأكاذيب، بهدف تحريض الشعوب على بعضها، ولاحظنا تضخيم حجم الأحداث في الاعتصامات والاحتجاجات، بهدف إثارة الرعب، ودفع الشعب للخروج ضد بعضه والاقتتال، وسبق أن ارتكبت الأمر نفسه في مصر عام 2013، وفي تونس حتى الآن، وحاولت في المغرب ارتكاب الجريمة نفسها، إبان أحداث 20 فبراير 2011، لكن المغاربة تنبهوا للأمر، وما زالت القناة تقوم بدور البوق الإعلامي، ونافذة التنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا واليمن والعراق وأفغانستان، وأيضاً تقوم قناتها الناطقة بالإنجليزية، بدور تخريبي على مستوى أوروبا وأمريكا، ويسهل لأي شخص، حتى ولو لم يكن متخصصاً في الإعلام، تبيان التحريض والكراهية والتطرف في المحتوى الإعلامي للقناة بسهولة، لهذا، يجب، وبشكل مُلح، التصدي لهذا التطرف، والعمل دولياً، وبشكل فوري، على وقف بث هذه القناة، ومحاسبة المسؤولين عنها على المحتوى الإعلامي المضلل ونشر الكراهية والتطرف في المنطقة خلال ربع قرن تقريباً، فحماية عقول الرأي العام العربي والدولي، مسؤولية الجميع، والأمم المتحدة على وجه الخصوص.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :