إكرام لمعي يكتب: هل هناك أمل

  • 7/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما خلق الله الإنسان، خلقه لكي يعيش سعيدًا إلى الأبد ونحن لا نعلم عدد السنوات أو القرون التي عاشها في الجنة دون مرض أو ألم أو نزاعات، إلى أن فكر في أن يزيد من سعادته فأراد أن يعرف أكثر عن الخير والشر، وكان الرب قد حذرهما من هذه المعرفة التي تكون نتيجتها فقدان الخلود الأبدي لكنه وزوجته حواء فضلا المعرفة على الحياة إلى الأبد حيث شرحت لهما الحية وهي رمز الحكمة والطب أهمية معرفة الفارق بين الخير والشر وهكذا أكلا من الشجرة وطردا من الجنة وعندما نزلا إلى الأرض وأنجبا أولادًا وبناتًا أحسا بسعادة حقيقية إلا أن القتل والنزاعات بين الأخوة أشعرهم بالحزن والألم لكنهم كجنس بشري استمروا في محاربة كل ما هو سلبي وحزين ومؤلم وحاولوا أن يحققوا سعادتهم بعقولهم وأيديهم، مع مرور الزمن اكتشف الإنسان أن العلم الذي كان مصدر سعادة له قد انحرف عن مساره وهدفه لتحقيقها، فالإنسان عندما اختار المعرفة اختارها كوسيلة لتحقيق هدف السعادة فالعلم والفلسفة والثقافة لم يكونوا يومًا هدفًا له لكن وسيلة لتحقيق السعادة وبالطبع السعادة تتضمن السلام وهو في هذا يلتقي مع جميع الكائنات الحية التي تسعى في شكل طبيعي إلى السعادة والأمان. والسؤال: لماذا انجرف الإنسان دون سواه من الخليقة بعيدًا عن هدفه؟ وهل يعي الإنسان ذلك ؟بمعنى أن الطيور والحيوانات وحتى الوحوش لا تقتل إلا عند الحاجة القصوى لكنها تعيش في سلام ولا تقتل من هم من جنسها في أي حال إن الخليقة تعيش تبحث عن السعادة وتحققها فعلًاماعدا الإنسان الذي استخدم العلم والفلسفة والدين والذين كانوا من المفروض أن يحققوا السعادة له استخدمهم للتعاسة والشقاء،يقول بعض العلماء والفلاسفة إن العلم والفلسفة وحتى الدين ضربهم الفساد بفعل فاعل، بفكرة أن السعادة الحقيقية لن تتحقق بالنجاح المادي ولا المعنوي لسببين الأول قصور الإنسان عن تحقيقها والثاني فكرة أن السعادة لن تتحقق إلا بعد الموت وللمؤمنين فقط الذين يتعذبون في الأرض بسبب إيمانهم؟ أم أن السبب هو أن الإنسان بكل بساطة لا يروق له أن يلتقي مع بقية الكائنات الحية التي تحقق سعادتها بفطرتها.فهل هناك أمل؟

مشاركة :