راشد محمد النعيمي تحذير مركز «صواب» للأفراد من فتح وتصفح الروابط والمواقع التي تحتوي على منشورات تحرض على الإرهاب، أمر ينبغي الوقوف عنده، خاصة أن كثيرين من رواد التواصل الاجتماعي يمارسون هذا السلوك، ويتناقلون تلك المقاطع المرئية والصوتية أحياناً بسبب الفضول، وفي إطار تناقل المحتوى الذي يشمل جميع ما يردهم في تلك البرامج من دون تدقيق أو تمحيص، وهو الأمر الذي قد يؤثر سلباً ويكون سبباً في تغير حياة البعض، إلى جانب التشجيع على فتح باب التطرف والضلال في عقل ونفس المتصفح.مشاهد القتل والترويع والإعدام هي الأخرى كانت من ذلك المحتوى، الذي يتم تناقله دون مراعاة للإنسانية والألم الذي تسببه وتأثيرها في العقل الباطن، لأن هناك من يستسهل تلك التصرفات ويعتقد أنه قادر على حماية نفسه من تأثيراتها وعواقبها، مخالفاً بذلك القوانين التي تمنع تداولها ونقلها إلى الآخرين، خاصة بعد أن باتت الشبكات الاجتماعية ساحة مفتوحة غير خاضعة للتدقيق أو التحقيق في القصص المنشورة على هذه المواقع، التي يطّلع عليها ملايين البشر، ولذلك يمكن اختلاق الأكاذيب وبث الافتراءات وتغيير التعليقات المصاحبة لها، وابتكار قصص ومواقف مغايرة طبقاً للأهواء والتوجهات سعياً إلى تحقيق التأثير المطلوب سواء في وجهات النظر أو السلوك.ينبغي أن تحرص الأسرة عبر توجيهاتها ومتابعتها في أن تظل حصانة أبنائها هي خط الدفاع الأول ضد هذه الأفكار، خاصة أن كثيراً من أرباب الأسر يفاجأ بمثل ذلك المحتوى في هواتف الأبناء، وقد يعتبره أمراً عادياً، إلا أنه ليس كذلك، بل موضوع يستدعي التدخل العاجل قبل الوقوع في مشكلة أكبر، خاصة أنه ليس كل ما يراه الشخص حقيقة، فالجاهل وإن تبسم لك فليس ذاك رضى عنك، والسقوط في براثن أتباع الضلال والفكر المتطرف قد يقع حتى لو ظننا أننا في مأمن منه، لأن هناك من يتخفى وينسج خيوط لعبته السامة في الظلام، ليصطاد فريسته الضعيفة ويوظفها لاحقاً في الإيقاع بفرائس أخرى.مركز صواب، الذي يعمل على تسخير وسائل التواصل الاجتماعي من أجل «تصويب الأفكار الخاطئة»، وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة التي غالباً ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة، التي يروجها أصحاب الفكر المتشدد، يلعب دوراً فاعلاً ربما نحتاج إليه في هذه الأيام بالذات؛ حيث العبث الإلكتروني قد بلغ مبلغه وبات ساحة لبث الأفكار المسمومة عبر أشخاص وجهات تختفي خلف أقنعة لا تكشف حقيقتها وأهدافها وتتلون في هيئات مغايرة، علينا أن نعد لها العدة بالتحصين والتثقيف الذي لا ينقطع، والذي يتجدد حسب تنوع الأسلحة وتعدد الأهداف وتبدل الصيغ التي يواجهوننا بها.ثمة أمور يجب أن نلتفت إليها ونعطيها حقها من الاهتمام، لأن شرارة نظنها صغيرة لا خوف منها قد تسفر عن نار كبيرة لا نستطيع مواجهتها لاحقاً وهو ما لا نتمناه، لذلك علينا أن نلعب أدوارنا تجاه غيرنا، ونسهم بكل جهد ولو بسيط في إطار ذلك. ALNAYMI@yahoo.com
مشاركة :