أكد بدر سليم سلطان العلماء رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن الإمارات نجحت في تكريس موقعها كعاصمة للثورة الصناعية الرابعة على المستوى العالمي كونها تقود التوجه العالمي في صياغة استراتيجية مستقبل قطاع الصناعة وتشجيع الجهود العالمية في تبنى نهج تحولي في القطاع يلبي احتياجات الاقتصاد العالمي وأجيال المستقبل على مدى العقود المقبلة مما جعلها الخيار المفضل لدى المصنعين العالميين. وأضاف أن القمة استطاعت تكريس موقع الصناعة العالمية في مركز التحول الاقتصادي وصنع السياسات وتعزيز دوره الأساسي في دفع عجلة التعاون الدولي بهدف تحقيق الازدهار المستقبلي لقطاع الصناعة العالمي بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وذلك لبناء شراكات صناعية ومجتمعات أكثر ازدهاراً واستدامة. وقال بدر العلماء ــ في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام» بمناسبة انطلاق الدورة الثانية من القمة العالمية للصناعة والتصنيع من 9 إلى 11 يوليو في مدينة إيكاتيرنبيرغ الروسية بمشاركة أكثر من 2000 من قادة القطاع الصناعي العالمي في 40 جلسة نقاش خلال 3 أيام ــ إن القمة تجمع للمرة الأولى على مستوى العالم المبتكرين من أنحاء العالم وفي جميع قطاعات الصناعة مثل صناعة الطيران والسيارات والتكنولوجيا وإنتاج الأغذية والرعاية الصحية وبين كبار قادة القطاع العام وممثلي المجتمع المدني لمعالجة القضايا المشتركة وإيجاد فرص جديدة. تنمية مستدامة وأوضح العلماء أن القمة العالمية للصناعة والتصنيع تأسست لتضمن مساهمة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للجميع وللعمل على تسخير إمكانياتها لجعل العالم مكاناً أفضل. وقال «استطاعت دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بوصفهما رئيسي القمة تحقيق تقدم كبير باتجاه هذه الغاية ما زاد الاهتمام العالمي بالقمة من جميع الجهات ذات العلاقة التي تشترك مع دولة الإمارات بالتزامها تجاه القطاع الصناعي على المستوى العالمي». ووصف رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع القمة بأنها منبر شامل للصناعة استطاع الوصول إلى العديد من النتائج الملموسة من خلال التعاون والشراكات العالمية وجمع كافة أطياف القطاع الصناعي تحت مظلته بما في ذلك الصناعات المعتمدة بكثافة على التقنيات الحديثة أو التي تعتمد على عمليات التصنيع التقليدية بالإضافة إلى الشركات الصناعية في الدول المتقدمة والدول النامية والدول الناشئة. ونوه بدر العلماء بأن القمة نجحت في توسيع الشراكات التي تربطها بكبريات الشركات الصناعية العالمية والوطنية حيث ترتبط بشراكات مع 33 شركة بما في ذلك كل من شركة مبادلة للاستثمار وسيمنس وجنرال إلكتريك وشركة آي بي إم شركة توازن القابضة وشركة هانيويل العالمية وشركة برايس ووترهاوس كوبرز (بي دبليو سي) بالإضافة إلى شراكات القمة مع مجموعة من المنظمات المتخصصة بالقطاع الصناعي على المستوى العالمي يبلغ عددها 22 منظمة. وتابع «أدى نجاح الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى اهتمام العديد من الدول حول العالم باستضافة فعاليات ومبادرات القمة ونتيجة لذلك وقع الاتحاد الروسي مذكرة تفاهم في نوفمبر من العام 2017 لدعم الطلب الرسمي الروسي لاستضافة الدورة الثانية حيث جاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استضافة الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع». وأكد رئيس اللجنة التنظيمية أن استضافة روسيا للقمة العالمية للصناعة والتصنيع 2019 يسهم في تعظيم أثر الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة على قطاع الصناعة العالمي من خلال نشر الخبرات وأفضل الممارسات والمعايير الصناعية على أوسع نطاق عالمي. تعزيز التنافسية وحول مستقبل ومساهمة قطاع الصناعة الإماراتي في بناء اقتصاد متنوع ومستدام أكد العلماء أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ،لمرحلة ما بعد النفط تشكل دافعاً أساسياً لبناء القدرات الصناعية المتطورة وتعزيز التنافسية على المستوى العالمي وذلك في إطار رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 الهادفة إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار. وقال العلماء إن دولة لإمارات تقود التوجه العالمي لإعادة صياغة مستقبل قطاع الصناعة منطلقة من جهودها الناجحة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار لتساهم عبر سياستها الخارجية في دعم جهود الدول الأخرى لتحقيق السلام والازدهار الاقتصادي في أنحاء العالم. وأوضح رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع أن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة تتيح للدولة فرصة الانتقال من استيراد الحلول التقنية إلى تصدير المعرفة مما سيمكن قطاع الصناعة القائم على المعرفة من تحقيق طفرة نوعية هائلة تكرس موقع الدولة كوجهة عالمية للثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها مشيراً إلى أن إطلاق أول «مجلس وزاري للثورة الصناعية الرابعة» يشكل رافداً مهماً من روافد تكريس موقع دولة الإمارات كوجهة للثورة الصناعية الرابعة على المستوى العالمي لتكون الإمارات بذلك أول دولة في العالم تطلق حكومتها مجلسًا وزاريًا لمستقبل الصناعة يقوم بترجمة توجهات الثورة الصناعية الرابعة إلى حراك عالمي تقوده الدولة. الشركات الصغيرة وحول دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق النمو الاقتصادي قال العلماء: «تضطلع الشركات الصغيرة والمتوسطة بدور أساسي في تحقيق النمو الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم ويعتبر دورها مركزياً في ريادة الابتكار والتطوير في جميع القطاعات خصوصاً فيما يتعلق بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وفيما يتعلق بدور الاستراتيجيات المعتمدة في الإمارات والتي تركز على دفع عجلة الابتكار في بناء اقتصاد مستدام ومتنوع قال رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إن هذه الاستراتيجيات تسهم في إتاحة المزيد من الفرص للشركات العالمية والمحلية في القطاع الصناعي الإماراتي في ظل ما تمتلكه الإمارات من شبكة لوجستية وقدرات نقل جوية وبحرية وأرضية متميزة وموقع استراتيجي بين أوروبا وأفريقيا وآسيا يمكنها من استقطاب نخبة الشركات الصناعية العالمية. خيار مفضل وتابع أنه من خلال موقع دولة الإمارات الاستراتيجي فقد أصبحت الخيار المفضل لدى المصنعين العالميين حيث يستطيعون من خلال العمل في الدولة على تسريع تدفق المنتجات والاستثمارات بين الشرق والغرب على غرار مبادرة»الحزام والطريق«الصينية مما يعزز الاتصال والتعاون بين الشرق الأوسط وشرق آسيا وأوروبا وشرق أفريقيا. وفيما يتعلق بدور مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة..قال العلماء إن المبادرة تعد امتدادًا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»رعاه الله«حيث أكد سموه على الدور المحوري للابتكار في بناء مستقبل أفضل للعالم. وأضاف أن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي تسعى إلى توفير منصة على شبكة الإنترنت فريدة من نوعها على المستوى العالمي يستطيع من خلالها جيل الألفية توحيد جهوده واستغلال طاقاته الإبداعية لخير البشرية..ومن خلال بناء بيئة تشاركية توفر المبادرة لجيل الألفية فرصة التفاعل مع منظمات الأمم المتحدة والأوساط الأكاديمية وكبرى الشركات الصناعية العالمية لتشكيل تحالف عالمي فريد من نوعه يمكن من خلاله لأفراد هذا الجيل قيادة العمل نحو بناء الازدهار العالمي. بيئة مبتكرة وقال العلماء إن مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي تجمع كبريات الشركات الصناعية والناشئة ورواد الأعمال والحكومات والمنظمات غير الحكومية ضمن بيئة مبتكرة تشجع على التعاون المثمر وإقامة الشراكات وتتيح للجهات ذات العلاقة في المجتمعات الاضطلاع بدور أساسي في بناء الازدهار العالمي. وحول مستقبل قطاع الصناعة العالمي في ظل الثورة الصناعية الرابعة.. قال رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع إن القطاع الصناعي على المستوى العالمي يشهد تغيرات جذرية تقودها تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة التي تساهم في إعادة صياغة العمليات والمنتجات الصناعية حيث بدأت تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل»إنترنت الأشياء«والصناعية والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والشبكات الحاسوبية وتطبيقات سلاسل الكتل»Blockchains) وتطبيقات المصانع الرقمية والحقيقة الافتراضية والحوسبة المعرفية المترابطة التي تتميز بمستويات عالية من الأمن الإلكتروني بإحداث تغيرات هائلة على طرق التصنيع أو على المنتجات النهائية. تأثير الروبوتات قال بدر العلماء إنه مع انخفاض تكاليف الروبوتات وازدياد سهولة برمجتها وتوظيفها في بيئة العمل تزداد المخاوف حول توفر وظائف للموارد البشرية أو تحويلها إلى وظائف تتعلق بصنع الروبوتات وصيانتها وبرمجتها ليصبح السؤال المهم عند كافة الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي عن عدد الخريجين المستعدين والقادرين على دعم الاقتصاد القائم على توظيف الروبوتات مشيراً إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي بدأت تتغلغل في جميع القطاعات الاقتصادية.ShareطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :