تواصلت أمس فعاليات الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع والمنعقدة في مدينة ايكاترينبرغ الروسية بمشاركة عالمية واسعة، حيث تعرّف المشاركون على الفرص الاستثمارية التي يزخر بها القطاع الصناعي في الدولة، بالإضافة إلى جهود الإمارات في رسم ملامح الثورة الصناعية الرابعة. وأكد الجلسات والمناقشات أهمية التحوّل الرقمي، وتبني التقنيات الصديقة للبيئة مشددةً على ضرورة تطبيق التقنيات المتقدمة وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة للارتقاء بجودة الإنتاجية ودعم القدرة التنافسية للصناعة وخفض التكلفة عبر تحويل الأفكار الابتكارية إلى مشاريع نوعية. وأبرز وفد الدولة خلال الجلسات تنوع اقتصاد الإمارات واعتماده على المعرفة والابتكار مشيراً إلى الإجراءات والتسهيلات الحكومية لدعم الاستثمار بشكل عام وخاصة الصناعي لدعم خطط وبرامج تنويع الاقتصاد فيما أعلنت أبوظبي عن إطلاق صندوق صناعي جديد بحلول نهاية العام لدعم نمو قطــاع الشركات الصغيرة والمتوسطة. واستعرض المهندس جمال الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة «صناعات»، الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي بالإمارات خلال مشاركته في إحدى جلسات الدورة الثانية للقمة التي تنظمها الدولة كمبادرة مشتركة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» بحضور أكثر من 2000 مشارك. اقتصاد المعرفة وأوضح الظاهري أن الإمارات نجحت في جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال اعتماد استراتيجية واضحة لتحفيز الاقتــصاد المتــنوع القائم على المعرفة وتشجيع الشركات الأجنبية الناشئة والكبيرة التي توظف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على عقد شراكات مع نظيراتها من الشركات المحلية. وأوضح أن كافة الجهود التي تبذلها الشركات الصناعية الإماراتية تسعى إلى تحقيق رؤية القيادة الرشيدة لمرحلة ما بعد النفط. وشارك في الجلسة كل من الدكتور سيرجي كرافتشينكو، رئيس شركة بوينج في روسيا ورابطة الدول المستقلة، ومدير برامج تسريع الابتكار، في شركة بوينج العالمية، وماري آن بوب، الرئيس المالي لأسواق النمو العالمي في شركة جنرال إلكتريك. وأكد جمال الظــاهري أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تضـــطلع بـــدور كبير في تحقــيق الأهداف المستقبلية للـــقطاع الصناعي الإماراتي حيث، تحـــرص دولة الإمارات على تــعزيز المــكانة التنافسية للدولة من خلال الاستثمار المستمر لبناء بنية تحتية متطورة، وتحديث البيئة التشريعية وتطوير رأس المال البشري. وأشار إلى أن شركة صناعات تسعى إلى تعزيز مشاركتها في الاقتصاد الصناعي للدولة، حيث تتبنى أجندة واستراتيجية واضحة للسنوات الخمس القادمة. وتتبنى صناعات سياسة استثمارية ممنهجة للاستفادة من الاستثمار الخارجي المباشر وكافة السبل المتاحة لتمويل المشاريع الصناعية العملاقة لتطويرها وفق أفضل الممارسات وللسعي إلى مستويات ربحية مستدامة. فعلى سبيل المثال استقطبت شركة صناعات من خلال صناديق دعـــم الصادرات مبلغ 500 مليون دولار عام 2010 استثمرتها في تطوير شركة حديد الإمارات ومبلغ 110 ملايين دولار عام 2016 استخدمتها في تطوير شــركة الغربية لصناعة الأنابيب مما يؤكد ثقة المستثمرين الدوليين الراغبين بالاستثمار في دولة الإمارات. قيمة مضافة ونوه الظاهري إلى أن الشراكات وما تحققه من قيمة مضافة للاقتصاد الوطني تعتبر مقوماً أساسياً لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وفي تصريحات صحفية على هامش القمة، أشاد الظاهري بالمبادرات التحفيزية التي أطلقتها مؤخراً حكومة أبوظبي لتحفيز الصناعة المحلية والمستثمرين في القطاع بما يساهم في دعم الإنتاج الصناعي المتقدم مؤكداً التزام «صناعات» بالمساهمة الفاعلة في ترسيخ مكانة الإمارات على خارطة الصناعة العالمية، مؤكداً أن المجموعة تبحث الفرص الاستثمارية الواعدة في كافة القطاعات الصناعية، وذلك بالاعتماد على سجلها الزاخر بالإنجازات والشراكات الصناعية الاستراتيجية وفي ظل توسعها المتنامي في أبرز الأسواق العالمية، بالتزامن مع دورها في تطوير البنية التحتية والموارد الصناعية الوطنية. منصة مثالية من جانبه نوّه سعيد الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات بأهمية مشاركة صناع القرار الصناعي الوطني في فعاليات القمة العالمية، ولفت إلى أن القمة ومنذ انطلاقها من العاصمة أبوظبي سجلت نجاحات كبيرة علي المستوى العالمي، لتصبح المنصة المثالية للتعرف على كل ما هو جديد في عالم الصناعة، فضلاً عن الوقوف على أهم الحلول الواقعية للتحديات التي تواجه مسيرة تقدم القطاع الصناعي. وأشار الرميثي إلى أن «حديد الإمارات» تعمل على خطة لمواجهة تحدي ارتفاع أسعار المواد الأولية، وتشمل البحث عن أسواق بديلة لتوريد الخام، واختيار موردين جدد مع تخفيض الكلفة الإنتاجية والتشغيلية بهدف تعزيز تنافسية منتجات الشركة في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى دخول أسواق جديدة مع تعزيز التواجد في الأسواق التقليدية مع استمرار الإجراءات الحمائية التي تتخذها الأسواق المستوردة للمنتج النهائي. مقومات النمو وبدوره نوّه أحمد البساط نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة «صناعات» لتطوير المشاريع، بالحضور البارز لوفد الإمارات في فعاليات القمة العالمية للصناعة والتصنيع مما يساهم في دعم جهود الشركات الصناعية الإماراتية في توظيف خبراتهم وقدرات الوحدات الإنتاجية والتشغيلية المحلية من بناء الشراكات الدولية، مؤكداً أن القطاع الصناعي الإماراتي يمتلك مقومات النمو المستدام والمنافسة في الأسواق العالمية بمنتجات عالية الجودة تتميز بمعطيات وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة. مصنع الأنابيب أنجزت صناعات مؤخراً العمليات الإنتاجية في مصنع الغربية للأنابيب، وهو المصنع الأول من نوعه في المنطقة والذي يخدم العمليات التشغيلية في الوحدات التابعة للشركات الوطنية العاملة بقطاع النفط والغاز. وأشاد أحمد البساط نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة «صناعات» بمبادرات تحفيز القطاع الصناعي التي أطلقتها حكومة أبوظبي والتسهيلات المتاحة أمام المستثمرين في القطاع، مؤكداً أهمية تخفيض أسعار الكهرباء ورسوم التراخيص الصناعية مما يعزز القطاع ككل.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :