رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مساء أمس بمحافظة الدرعية، حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - المدخل الرئيس لمشروع حي البجيري، يرافقه صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير البترول والثروة المعدنية، وصاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن أحمد بن سلمان. وكان في استقبال الملك المفدى، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وصاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية، ومعالي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، وكبار المسؤولين في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ثم عزف السلام الملكي. بعد ذلك اطلع خادم الحرمين الشريفين على مجسم للدرعية التاريخية في مدخل ساحة البجيري، ولوحة تعريفية بالمشروع. عقب ذلك تجول - رعاه الله - في مشروع حي البجيري واطلع على ما يحتويه من منشآت عمرانية وثقافية وسياحية، حيث شاهد المنطقة المركزية في الحي وما تشمله من خدمات تجارية لزوار الحي والمنطقة، وساحة البجيري وما تحتويه من جلسات للمتنزهين تطل على حي الطريف ومتنزَّه الدرعية. بعدها تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، عدد من مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار، والشركة المنفذة لمشاريع الهيئة. ثم اطلع الملك المفدى على لوحة تعريفية بمشروعات الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووضع - حفظه الله - حجر الأساس لمشروع فندق حي سمحان التراثي بالدرعية التاريخية. كما أزاح - أيده الله - الستار عن لوحة تذكارية بعنوان الدرعية التاريخية موقع تراث عالمي بمناسبة انضمام حي طريف التاريخي لقائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو. كما اطلع خادم الحرمين الشريفين، على مسجد الظويهرة الذي تبرع بتكاليف ترميمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة، بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة العليا لتطوير الدرعية، كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأصحاب السمو والحضور في الدرعية التاريخ الشامخ والحضارة الأبية. وقال سموه : قبل ثلاثة قرون تشكلت هنا نواة وحدة إسلامية فتية وانطلقت الدرعية بعزم وحزم وغدت - ولله الحمد - بلاد أمن وسلم، هنا بلاد الكرامة والشهامة هنا الوفاء وتلبية النداء هنا الإنسان الشامخ والبنيان الراسخ هنا سلمان ملك الحضارة والتاريخ المجيد ورجل المواقف والرأي السديد. وأضاف: يشرفني يا سيدي في هذه الليلة المباركة أن أقف أمامكم شاكرًا الله - تعالى - أن جعل هذا المشروع التاريخي حقيقة ماثلة وأجدها فرصة استثنائية أن نشير إلى أن هذا المشروع المتعلق بالدولة السعودية والتراث الحضاري الوطني هو أول مشروع تدشنونه بيدكم الكريمة في عهدكم الزاهر إن شاء الله تعالى. وهذا المشروع الوطني ما كان ليرى النور أو ينطلق واثقا إلا بتوفيق الله - تعالى - ثم بكم وبدعمكم ومتابعتكم والأهم اعتقادكم الراسخ طوال حياتكم المفعمة بالعمل والإنجازات الوطنية بأهمية المحافظة على المواقع التي تحكي قصص التاريخ المجيد وملحمة الوحدة الوطنية المباركة. ومضى سموه يقول : لقد كنتم ومازلتم - ويشهد الله - مواطنا وقائدا ملهماً يحمي الوطن في قلبه باعتزاز ويستلهم خطواته من تاريخه المجيد وإنجازاته، وكنتم أنتم سيدي رائد التراث الوطني والحضارة الذي لم يتغير إيمانه بأهمية العناية بالتاريخ واستلهام الدروس منه ليكون معبراً للمستقبل، وأن البناء الرفيع يحتاج إلى أساس ثابت وحق لكم اليوم سيدي أن تكونوا الأسعد بانطلاقة هذا المشروع الذي وضعتم أفكاره ورسمتم تفاصيله منذ ما يقارب عشرين عاما. وأضاف : سيدي ملك التاريخ وذاكرة الوطن أيها الجمع الكريم أنا وإن كنت أتشرف بإلقاء كلمة الليلة ممثلا لهيئة السياحة والآثار وعضوا في اللجنة العليا لتطوير الدرعية ومعاصراً للمشروع منذ أن كان مجرد فكرة إلا أنني أقف أمامكم سيدي كمواطن من مواطني هذه البلاد الطيبة الذين يسعدون بافتتاح مشروع وطني مهم وانطلاقة سلسلة من المشاريع الموجهة نحو العناية بمواقع وتاريخ بلادنا وبحضور قائد البلاد المؤمن بأهمية التاريخ وحتمية العناية بالتراث وأن التاريخ يجب أن يكون حاضراً في قلوب المواطنين ومواجهاً لإنجازاتهم. وقال: إن الدرعية سيتبعها قريبا مشاريع مماثلة في مواقع التاريخ الإسلامي ومواقع تاريخ الدولة الحديثة والمواقع الأثرية وشواهد العصور المتعاقبة التي تحفظ أهمية موقع بلادنا في التاريخ الإنساني، فالإسلام الذي هو مصدر اعتزازنا ونهج حياتنا قد شع من أرضنا للبشرية. وأضاف: سيدي خادم الحرمين الشريفين الحضور الكرام استأذن مقامكم الكريم في هذا المساء الجميل على ضفاف وادي حنيفة بالإعلان - بتوفيق الله - ثم توجيهاتكم السديدة واستشعاراً بأهمية تعميق المواطنة أن تطلق الهيئة العامة للسياحة والآثار. مبادرة عيش السعودية وهي مبادرة لتعزيز الانتماء وغرس الوطن في قلب المواطن وتمكين فئات المجتمع والشباب منهم خصوصا من التعرف على مواقع بلادهم والاستمتاع بها والاعتزاز بتاريخها ومكوناتها وأهلها واستشعار المعجزات التنموية والإنسانية التي حصلت على أرض هذه البلاد الطاهرة والوحدة التي نتفيأ ظلالها في محيط يموج بالتحديات وهذه المبادرة تعلنها الهيئة الليلة بمباركة من مقامكم الكريم التي استلهمناها من فكركم النير - حفظكم الله - ومما تعلمته منكم سيدي كابن وخادم طوال حياتي وتجوالي في معيتكم في بلادنا الشاسعة. حيث لا أتذكر يوماً في حياتي كطفل وشاب ورجل إلا وسمعتكم تتحدثون باعتزاز عن تاريخنا المشرق المجيد هذه المبادرة تقوم على مبدأ الشراكة وهو المبدأ الذي قامت عليه الهيئة بتوجيهاتكم السديدة. مبيناً أن هذه المبادرة تنطلق بشراكة مع إمارات ومجالس التنمية السياحية في المناطق، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ووزارة التعليم، ودارة الملك عبدالعزيز ، ووزارة الثقافة والإعلام، وعدد من الشركات الوطنية منها أرامكو السعودية، والخطوط الجوية السعودية، وشركة ناس، وشركة الاتصالات السعودية، وغيرها. وأوضح سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المبادرة تستهدف في مرحلتها الأولى تمكين مليون طالب من زيارة مواقع في أرجاء الوطن ليعيشوا بلادهم ويتعرفوا عليها واقعاً مشرقاً وليعرفوا أن وطننا لم ينشأ صدفة ولم يبن فجأة وأن أجدادنا وآباءنا آمنوا برسالة الوحدة الوطنية، وأنها حتمية لبقائهم وحملوا راية أعظم دين شهدته البشرية فأضاؤوا بعلمهم أصقاع المعمورة فأي فخر يوازي هذا وأي مجدٍ يضاهي ذلك وأي وطن يوازي المملكة العربية السعودية؟ . وقال سموه : كما يشرفني في هذه الليلة أن أعلن عن موافقتكم الكريمة لرعاية برنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية الذي يشمل ترميم 34 مسجدا تاريخيا تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض. كما أعلن أمام مقامكم الكريم أن هيئة السياحة والآثار ستباشر قريباً في إنشاء مركز ومعرض متكامل للتراث العمراني الوطني يتخذ من الدرعية مقراً له. كما نعتز بتفضلكم الليلة - رعاكم الله - بوضع حجر أساس أول فندق تراثي متخصص على مستوى المملكة في حي سمحان بالدرعية الذي يعد باكورة مشاريع شركة الفنادق والضيافة التراثية التي أسستها الهيئة بمشاركة صندوق الاستثمارات العامة وعدد من الشركات المساهمة التي آمنت بجدوى الاستثمار في صناعة التراث وما ينتج عنه من قيمة وطنية مضافة وإسهام في بلورة قيم الهوية الوطنية وفرص الاستثمار والعمل وستعلن الشركة عن مشاريع تباعاً. وأضاف سموه: سيدي نحن الليلة نحتفي في حي البجيري بافتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير الدرعية التاريخية الذي شمل أحد أهم مكوناته مقر مسجد ومؤسسة الشيخ المجدد المصلح محمد بن عبدالوهاب غفر الله له. ونتطلع الى أن نفتتح قريباً باقي مراحل هذا المشروع الكبير أهمها: اكتمال تطوير حي الطريف مقر عاصمة الدولة السعودية الأولى الذي تم تسجيله من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار كأحد مواقع التراث العالمي ضمن قائمة اليونسكو من جهتكم الكريمة. كما نتطلع - بإذن الله - لانطلاق برنامج وطني ثقافي متكامل يليق بالدرعية بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز واللجنة العليا لتطوير الدرعية ووزارة الثقافة والإعلام والجهات ذات العلاقة لينطلق البرنامج بالتزامن مع اكتمال مشروع التطوير. وتابع سموه يقول: اسمحو لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لمقامكم الكريم، ولكل من أسهم في مسيرة هذا المشروع، ومنهم أصحاب السمو الملكي أمراء منطقة الرياض ونوابهم، ومحافظي الدرعية السابقين ومحافظ الدرعية الحالي الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن وجهده في العناية بهذا المشروع المهم والأخوة منسوبي الهيئة العامة لتطوير منطقة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار وبلدية الدرعية والأجهزة الحكومية الذين أسهموا ومازالوا في إنجاح هذا المشروع, وشكر خاص لأهالي الدرعية الكرام وكل من أسهم في إنجازه. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، كلمة، قال فيها: من يُــمْـنِ برنامج تطوير الدرعية التاريخية أن حظي بدعمكم الكبير، ومتابعتكم المباشرة. لقد كان اعتزازكم بالإسلام، ونهج أسلافكم الكرام، وتقديركم للتراث، أساساً لمنهج البرنامج، ورؤيته, وكانت خبرتكم الإدارية، وحرصكم على العمل المؤسسي، أساساً لتشكيل اللجنة التنفيذية العليا للدرعية التاريخية, وكانت معرفتكم التاريخية، واطلاعكم الواسع، ومعايشتكم تاريخ الوطن ورجالاته، خير مرجعٍ لمضامين البرنامج، ومحتواه المعرفي. وإن برنامج تطوير الدرعية التاريخية - كما رسمتم له سيدي - يهدف لإبراز الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية، والتعبير عن هوية مجتمعها وأبنائها, ويسعى لتوظيف الثراء الملحمي ، الذي يحفل به تاريخها في صياغة قلوب وعقول أبناء المستقبل، الذين تُنًاطُ بهم مواصلة المسيرة، وتعظيم المكاسب ، وخدمة دينِهِم وأمتِهِم. وقال : لقد كانت الدرعية, واحة عامرة، ومنطلقا لدعوة أصيلة، ومقراً لدولة فتية، وميداناً لملحمة كبرى , وهي اليوم - بفضل الله وتوفيقه - بجهودكم ستغدو موقعاً ثقافياً، ومعلماً وطنياً، وهمزة وصل قوية، تضيء طموح أجيال المستقبل بجذوة من آثار الماضي المجيد . واسمحوا لي سيدي, أن أنوه بالشركاء الذين أسهموا مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض للوصول إلى هذا الإنجاز وفي مقدمتهم الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الدرعية، ودارة الملك عبدالعزيز، فلهم جزيل الشكر وعاطر الثناء على ما أسهموا فيه، وتعاونوا من أجله. بعد ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين، بتدشين مشروع تطوير البجيري ووقع - أيده الله - على لوحة محفورة تحملها مجموعة من الأطفال. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين، عروض الصوت والضوء التفاعلية التي رسمت على جدران قصر سلوى الأثري في حي الطريف المقابل، واشتملت على عرض درامي قصصي يحكي قصة الدولة السعودية الأولى باستخدام وسائط العرض البصرية والصوتية وتقنيات الوسائط المتعددة. إثر ذلك قدمت فرقة الدرعية للفنون الشعبية، العرضة السعودية وشارك خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأصحاب السمو الأمراء في العرضة السعودية. وعقب الحفل التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أعضاء اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. واستمع الجميع لتوجيهاته - حفظه الله - واعتزازه بما تم إنجازه في تطوير المرحلة الأولى للدرعية التاريخية. واطلع - أيده الله - على المشروعات المقبلة - إن شاء الله - في حي الطريف التاريخي، والتطوير الشامل للدرعية التاريخية، والمواقع المستهدفة للتوسع، ووجه خادم الحرمين الشريفين باستكمال المراحل وسرعة إنجازها، بما يكفل مواصلة هذا النجاح. ثم تسلم الملك المفدى هدية بهذه المناسبة من سمو أمير منطقة الرياض، عبارة عن خريطة قديمة لمنطقة الدرعية التاريخية. بعد ذلك تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، أعضاء الإدارة العليا بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. .. ويستمع - حفظه الله - إلى شرح عن المشروع الملك والأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن بندر والأمير سلطان بن سلمان
مشاركة :