نتساءل لماذا أوروبا .. وما هو سبب إصرار إدارات الأندية على إقامة معسكرات الإعداد في أرقى وأجمل المنتجعات الأوروبية المطلة على بحيرات النمسا وسويسرا وعلى سفوح جبال الألب، وهل يعقل أن تستعد الأندية للدوري المحلي في أجواء رومانسية وماطرة ودرجات حرارة لا تتعدى الـ15مئوية، بينما المنافسات الرسمية تقام في أجواء رطبة وحارة ودرجات الحرارة فيها تتخطى 45 مئوية. بصراحة هناك تناقض كبير يسيطر على أسلوب وطريقة تفكير أغلب الإدارات التي تصر على إقامة معسكرات الإعداد في أماكن لا تتناسب أبداً مع مكان المنافسات. المشكلة أن مسلسل أنديتنا مع المعسكرات الأوروبية غير المجدية يتكرر كل موسم، وهناك أندية كثيرة دفعت ثمن البدايات الخاطئة بسبب عدم ملاءمة مكان المعسكر لطبيعة المكان الذي تقام فيه المباريات الرسمية، وعلى الرغم من ذلك نجد أن أخطاء كل موسم تتكرر دون أن نعتبر من ذلك. وما تتناقله الأخبار هذه الأيام حول مغادرة أنديتنا معسكرات الإعداد في أوروبا، يؤكد أننا كمن يدور في حلقة مفرغة بسبب تلك الأخطاء المتكررة التي كلفت الأندية الكثير نظراً لتباين الأجواء وعدم إمكانية خوض مباريات تحضيرية إلا مع فرق من الحواري. لسنا ضد المعسكرات الأوروبية بل على العكس، فأوروبا تمثل قمة كرة القدم العالمية، ولكن أوروبا بها أماكن تميل درجات الحرارة فيها إلى أجوائنا نوعاً ما، كما أن هناك بعض الدول العربية والآسيوية التي تمتلك مقومات إنجاح معسكرات الإعداد بمراحل تفوق تلك التي تتوفر في المنتجعات الأوروبية، الأمر الذي يدفعنا للحيرة والدهشة معاً لأن ما يحصل في المعسكرات الأوروبية أقرب ما يكون إلى معسكرات السياحة والهدف منها الاستجمام والاسترخاء، وهذه هي الحقيقة التي تتهرب إدارات الأندية منها ولا تود الإفصاح عنها. كلمة أخيرة القاعدة العلمية تستند إلى أن الإعداد يجب أن يكون في أجواء مشابهة للأجواء التي تقام فيها المنافسات، فهل ينطبق ذلك على معسكرات أنديتنا الأوروبية؟ وللحديث بقية. *نقلا عن الرؤية الإماراتية
مشاركة :