في يوم 9يونيو2019، ودعت صاحبة الجلالة (الصحافة) قلما وصحفيا له وزن لدى صحافة البحرين، ومشاركة فعلية قولاً وعملاً وتواضعًا. كان الفقيد يحب البحرين كواحد من أبناء هذه الدولة، ومنذ بدء عمله في عام1975 كان أستاذا وفارسًا في صياغة الحوارات واللقاءات. كان يعتبر تجربته الصحفية الأهم والأبرز في مشوار حياته، وأذكر أنني كنت أعد مقالاً عنه وعن مسيرته الصحفية، ولكن للضرورة أحكام وواجب مني تجاه هذه العلامة المميزة، من أهم الموضوعات المثارة اليوم هي الموضوعات الاجتماعية ذات المساس المباشر بالوطن وأبنائه التي تكمن في مهنة الصحافة ولا سيما ذوى الأقلام المحبة للوطن. إن مهنة الصحافة بالرغم مما تحمله من تعب نفسي وجهد متواصل هي مهنة حبيبة للقلب وجميعنا يدرك هذه المسؤولية التي في كل فجر جديد من يوم قادم في انتظار ماذا سيكون في جعبة هذه الصحيفة أو تلك الأخرى من صحيفاتنا اليومية. من هنا أقول بكل صدق ومن دون مدح، لقد تابعت باهتمام بالغ ما يكتبه أستاذي الصحفي «لطفي نصر» - رحمه الله- في عموده اليومي فكم شدني ما يكتبه من خلال فهمه وإدراكه أن المجتمع لا بد أن تكون له الأولوية في معالجة كل المشكلات فكان طرحه دائمًا إيصالا لكل ما يهم المواطن إلى المسؤولين، لقد استطاع الأستاذ لطفي نصر -طيب الله ثراه- اقتحام خلجات وقلوب الكثير من القراء وأنا واحد منهم، بأنه فعلاً له في كل يوم رؤية، وعلمٌ يراه دائمًا مرفرفًا، وهو يرى أن الصحافة إذا قامت بواجبها فإن صوتها سيصل إلى كل الحدود، وكأني أرى في هذا الشأن قمرًا في سماء الصحافة، وكتابًا في مكتبة مليئة بالأفكار والآراء السديدة التي تخدم كل قارئ، لقد عرفت هذا الرجل منذ أن وطئت قدماه البحرين، كانت له الكثير من الزيارات الصحفية لغرفة تجارة وصناعة البحرين وكنت خطًا متواصلاً معه وهو الذي اختارني لتزويده بكل ما يستجد من أخبار عن غرفة تجارة وصناعة البحرين فقد كان متعاونًا ومتابعًا وذا حضور لافت لفعاليات الغرفة، وقد كان علامة مميزة للصحيفة التي ينتمي اليها بكل إخلاص وأمانة، وكان حرصه على إظهار كل ما يتعلق بمجلس الإدارة ولجانه المختلفة بالغرفة، ولا أضيف جديدًا إذا قلت إن هذا الرجل وأعني به (الأستاذ لطفي نصر) كان في عمل متواصل من الصباح إلى الساعة الرابعة مساءً في الجريدة من دون تناول وجباته الغذائية ومن المساء إلى وقت متأخر من الليل. هذه حقائق أليس من واجبه علينا أن نصفق له لما بذله وأعطاه من دون هوادة؟ سألته ذات مرة كيف تتواصل مع أسرتك ومجتمعك الصغير وأعني به بيته؟ قالها قد لا تصدق أنني أتلقى عشرات الرسائل والتواصل الاجتماعي يوميا، فكم يحز في نفسي عدم استطاعتي الرد على الجميع أو حتى النصف منهم، فضلا عن تقصيري في لقاء أسرتي. قالها باختصار إن وقتي ليس ملكا لي بل لمهنة الصحافة ومن مشى على خطها عليه أن يدرك أن عملنا شاق وطويل ولكن كله يهون في سبيل المواطن والوطن، وقال –أيضًا- عندما يهل علينا شهر رمضان المبارك في كل عام يكون لدينا التزام وعمل مضاعف لأن تغطية المجالس الرمضانية تحتاج منا إلى التأني في الكتابة عن هذه الليالي المباركة من الشهر الكريم، ويقول ايضًا العين عليها حارس. فهذا الحارس هو الإنسان البحريني وأقصد به القارئ؛ لأن القراءة ثروة، ثم إن موضع الصحافة والصحفيين معًا أمر دائم يفرض نفسه على المجتمع. من هنا أدعو القراء إلى أن يعودوا إلى ما كتب في صحافتنا وحرصه على ما يخدم المواطن وكل ما من شأنه بناء الأوطان. إن مثل تلك الكتابات متعة ومنفعة، فلتكن أقلامنا عونًا وسندًا في معالجة المشكلات التي تواجه حياتنا الاجتماعية والحياتية، كذلك لتحمل أقلامنا خطا وعنوانًا واحدًا هو خدمة الوطن والمواطن، وهذه كانت رؤية الأستاذ لطفي -رحمه الله- وإلى جنات الخلد لطفي نصر الذي أرى أنه كان صادقا في حياته الصحفية وما أعطاه الله من حب الجميع له وعموده اليومي كان شاهدًا على ذلك. وهذا قليل من كثير يستحقه هذا الإنسان قبل أن يكون صحفيا، وقد دعوت إلى أن يقام له صرح في المبنى الذي كان بيته الثاني (دار أخبار الخليج).
مشاركة :