الفيسبوك وتويتر، معركة إلكترونية موازية أخرى، يقودها الثوار السوريين ومن ناصرهم، في مشارق الأرض ومغاربها لأجل حلب، ولا يعني ذلك أنها سهلة، بل يمكن القول، إنها لا تقل شراسة أو ضراوة عن معارك الأرض والمواجهات المسلحة. في هذا الإطار تحديداً، تنعكس موازين القوى ومعادلات المعركة لصالح الثوار، فحلب الافتراضية هنا ليست تلك المدينة المحاصرة منذ أكثر من 6 سنوات متواصلة، بل أن نظام الأسد، وحلفاءه من الروس والإيرانيون هم المحاصَرون. تستطيع من نافذة شبكات التواصل الاجتماعي، أن تعرف أثر وتداعيات الحرب الافتراضية التي يقودها الثوار ضد أعوان الأسد، فتغريدة واحدة بعد إبادة حلب الأخيرة من حساب عمر مدنية على تويتر omar_Madaniah@، حركت سلطات الأمن السعودية للتعاطي مع شخص يدعى محمد فراس عباره، وصف بأنه شبيح سوري، يعمل بأحد مستشفيات الرياض الخاصة، احتفل بقتل السوريين في حلب الشهباء، لتتحرك بعدها سلطات الأمن السعودية للقبض عليه بالجرم المشهود، وفقاً لأنظمة الجرائم المعلوماتية. تغريدة مدنية أعاد تغريدها 2.771، نموذج من آلاف النماذج، التي استطاعت محاصرة أعوان نظام الأسد في الخارج، فالسوريين دشنوا خط جديد من المعارك، استنهض العالم عن بكرة أبيه، وبخاصة بعد مجازر حلب والانتهاكات المروعة، التي فعلها عناصر النظام وحلفاؤه جميعاً، في خطوة جريئة قلبت المعادلات، حينما كان الأسديون يحتلفون في دمشق بـ النصر المزعوم، كان الثوار الافتراضيون قد بدأوا معركتهم المقدسة بمشورات الفيسبوك وتغريدات تويتر. الحقائق التي يغيبها الإعلام الدولي عبر شاشاته ووكالات أنبائه وصحفه، عن الفظائع التي ارتكبها النظام، ينقلها الثوار الافتراضيون من أرض الحدث بـالصوت والصورة، عبر حسابات في شبكات الإعلام الاجتماعي. صفحة أمين الحلبي على الفيسبوك، كانت بحد ذاتها فضح لادعاءات النظام وكذبه، من عدم احتجازهم للمهجرين من حلب الشهباء، فذكر بأن مجموعات إيرانية وشيعية (حزب الله)، اعترضت بالقرب من مشروع 1070شقة- إحدى قوافل المهجرين (100 شخص) من حلب مؤلفة من 25 سيارة، برعاية الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي، وأطلقت عليهم النار، وأخرجوا جميع من كان بالسيارات، ونهبوا الممتلكات والأموال، وعروا الرجال وعذبوهم، وقتلوا 4 منهم أمام الملأ، ولولا القدر لكان أمين الحلبي ذاته ضمن هذه القافلة، وتأخر عنها لظرف ما.
مشاركة :