أبوظبي: الخليج ضمنَ كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ التي تصدر عن مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، صدرت ترجمة رواية «في المرفأ» للكاتب الفرنسيّ جوريس كارل ويسمانس، من ترجمة الكاتب والمترجم المغربيّ محمّد بنعبود، ومراجعة وتقديم الشاعر والأكاديميّ العراقيّ كاظم جهاد.في روايته هذه يبدو ويسمانس، وهو يجرّب العثور في الرّيف على مهرب ممكن لبطلي الرواية من عالم المدينة الاستلابيّ بإزاء صعود الرّأسماليّة والتّصنيع الطاغي. جعل شخصيّتَيها المحوريّتين جاك مارل وزوجته لويزا يلجآن إلى الرّيف بعد انهيارٍ ماليّ مبعثه انعدام روح التّدبير لدى الزّوج، واستغراقه في عوالمه الحلميّة والفنيّة بعيداً عن كلّ حسٍّ عمليّ. يقيم الزوجان في قصر مهجور، بيد أنّ المآل المُحبَط لإقامتهما في القصر الرّيفيّ المتداعي، المتعذّر على البيع وعلى السّكنى، يتبدّى لهما ما إن يطآ بأقدامهما أرض الرّيف، والرواية ترصد دوافع البشر النفسية والاجتماعية، حيث يجد الزوجان نفسيهما مجبرين على اقتسام غرفة واحدة في نوعٍ من التّعايش الاضطراريّ كانت سعة شقّتهما بباريس تحميهما من أضراره، هذا التّلاصق الجسديّ والنّفسيّ الدّائم يسرّع من تباعد الزّوجين الذّهنيّ، ويفاقم من ضيقهما كمرض لويزا وتشنّجاتها وتفاقم مرضها هذا مع وصولهما إلى الرّيف.ليومٍ أو اثنين، يستعيد الزّوجان الباريسيّان تقاربهما عندما يتعاونان لإنقاذ قطّ جاء ليُحتضر في الغرفة التي كانا يشغلانها في القصر المهجور، ومع تدهور حال القطّ يفرض نداء العودة إلى باريس نفسه، وما عاد في مقدورهما أن يقاوماه.
مشاركة :