ساهمت المملكة العربية السعودية ولا تزال في دعم برامج ومشروعات التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية في حالة وقوع حروب أو كوارث طبيعية. هذا الدعم المتواصل بلا حدود الذي يمليه الواجب تقدمه المملكة في إطار العلاقات العربية والإسلامية، كما تقدمه في إطار القيم الإسلامية التي تحث على تنمية العلاقات الإنسانية وبناء جسور السلام والتكافل. اليمن هي إحدى الدول الشقيقة التي أمدتها المملكة بجسر متواصل من المساعدات الإنسانية والتنموية انطلاقا من واجب الأخوة ودور ومكانة المملكة وإمكاناتها الاقتصادية والبشرية. دور إنساني وتنموي لا يقدمه الا الصديق دون منّة أو بحث عن مصلحة. فالقناة التلفزيونية السعودية عرضت فيلما وثائقيا يوضح حجم ونوع المساعدات التي قدمتها وتقدمها المملكة لليمن. وبعد مشاهدتي لهذا الفيلم وجدت في قناة أخرى من يصف عاصفة الحزم بأنها عدوان على اليمن. عندها تساءلت عن مدى تأثير ذلك الفيلم الوثائقي اذا كنا نحن المرسل ونحن المستقبل. الفيلم يعرض حقائق نعرفها وبالتالي فالجمهور السعودي ليس هو المستهدف. تمنيت أن تصل هذه الحقائق الى المشاهدين في كل أرجاء العالم وأن يقدم بعدة لغات. وهذا ينطبق على هذه القضية وقضايا أخرى نخاطب فيها أنفسنا فتكون بلا تأثير. واذا كان الإعلام المعادي لبلادنا عبارة عن خطاب إنشائي - وهو فعلا كذلك - وحافل بالأكاذيب، فان إعلامنا تتوفر لديه حقائق ووثائق تحتاج الى من يخدمها بطريقة مهنية متطورة حتى يحقق خطابنا الإعلامي أهدافه المنشودة. المواطن السعودي يعرف ما تقدمه المملكة من دعم اقتصادي وإنساني ويعرف أن بلاده تقوم بهذا الدور انطلاقا من مسؤولياتها ودورها العالمي ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية. ولكن ماذا عن الآخر في مواقع عالمية مختلفة؟ لماذا لا نستهدف بحقائقنا فئات المجتمع المختلفة في الدول الأخرى؟ لماذا لا نستهدف السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وأستاذ الجامعة، والإعلامي، وعضو البرلمان، والرياضي، والتربوي، وغيرهم؟ نحن نملك لغة حقائق وأرقام في مواجهة خطاب إعلامي إنشائي يعادي المملكة لكنه لا يجيد غير لغة الشتم، والكذب. نواجه حملة إعلامية وسياسية يمكن كشف تناقضها وكذبها بمنهجية إعلامية متطورة تبرز وضوح المملكة ومصداقيتها في علاقاتها الدولية، ومساهماتها التنموية والإنسانية، ودورها الإيجابي والحضاري.
مشاركة :