فى صمت يرحل العظماء ولكن تاريخهم لا يرحل ابدًا وإنما يظل محفورًا فى وجدان الأمة وقلوب العاشقين لوطنهم ورموزهم الفذه .. فى رثاء بطل عظيم نتذكر قول الله تعالى " من المؤمنين رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا ".اللواء أركان حرب نبيل شكرى . قائد الصاعقة المصرية وواحد من كبار قادة الجيش المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة الذين قدموا للوطن الكثير من العطاء والبطولات فأكرمهم الله بالنصر المؤزر عام 1973 فاستعادوا الأرض المحتلة واقتصوا للعرض المغتصب، بطل مصرى من أبناء القاهرة عام 1930 تخرج من الكلية الحربية عام 1950 ليشارك مع رفاقه الأفذاذ أمثال الفريق جلال الهريدى وحسن عبد الغنى وسيد الشافعى وغيرهم فى تأسيس سلاح الصاعقة المصرية، بعد أن حصلوا على دورات تدريبية عام 1955 فى الولايات المتحدة وعادوا للوطن ليقدموا أعظم البطولات العسكرية التى خلدها التاريخ.شارك اللواء نبيل شكري في كل حروب مصر المعاصرة منذ حرب 56 ثم 67 ثم حرب الاستنزاف حتى حرب استعادة الكرامة أكتوبر 73، وله سجل حافل من البطولات والخطط لمجموعات الصاعقة طوال فترة خدمته بالقوات المسلحة، كما لعب اللواء نبيل شكرى دورا تاريخيًا في مواجهة الثغرة التي حدثت يوم 16 أكتوبر حين حاولت إسرائيل التقدم على محوري بورسعيد شمالًا والسويس جنوبًا، وكان الهدف عمل جيب كبير يحاصر به الجيشين الثاني والثالث وحاول العدو الاتجاه من الدفرسوار شمالًا لكي يستولي على الإسماعيلية ومنها إلى بورسعيد لكن محاولته باءت بالفشل نتيجة المقاومة الباسلة لرجال قوات الصاعقة التى كانت تحت قيادته حينها.يذكر أيضًا للبطل الراحل أنه كان حديث العالم كله عام 1978 حين كلفه الرئيس الراجل أنور السادات بتعقب قتلة الأديب الكبير يوسف السباعى فى قبرص والعودة بهم إلى أرض الوطن فى العملية المعروفة فى كتب التاريخ العسكرى بغارة مطار لارناكا الدولى والتى أعقبها تعيينه فى منصب مدير الكلية الحربية إلى جانب بطولاته الرائعة خلال عمله بالمخابرات الحربية والتى سيحكى التاريخ عنها يومًا قريبًا الكثير والكثير.اليوم يرحل نبيل شكرى بجسده ويترك فى أعناقنا مهمة إخبار الأجيال الصاعده عن هذا البطل وأمثاله وكيف قدموا حياتهم فداءًا لبلادهم فخاضوا الكثير من المعارك ثم رحلوا فى صمت ولكنه حقًا صمت العظماء والفرسان الشجعان الذين عرفوا للوطن حقه وقدره فوهبوا حياتهم لأجله واستحقوا منا أن نذكرهم كثيرًا.اخبروا الصغار عن هؤلاء الأبطال فمازلنا ندين لهم بالكثير من الفضل حتى يومنا هذا وليعلم القاصي والدانى إن مصر تحفظ الجميل دائمًا لأبنائها الأوفياء .. رحم الله البطل الخالد وحفظ جيشنا العظيم صاحب البطولات والعطاء الذى لا ينتهى عبر التاريخ .. حفظ الله الوطن.
مشاركة :