النظام القطري حين حرك قناة الجزيرة لإعداد وإخراج وبعث حلقة جديدة من برنامج (ما خفي أعظم) لم يترك مجالاً للمحللين والمتابعين من إدانة هذا النظام لكل الأعمال الإرهابية في المنطقة العربية، كانت إدانته في السابق لتدخله السافر في شؤون مجموعة من الدول العربية مثل تونس ومصر والسودان وسوريا واليمن وليبيا، وكان البعض يشكك في محاولاته البائسة من زعزعة أمن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، ولكن مع بثه لذلك البرنامج السمج أكد على استمراره في نهجه العدائي لجميع الدول المنظوية في مجلس التعاون الخليجي!! النظام القطري يعلم -كما يعلم الجميع- بأنه لا يملك مقومات القوة، لا مساحة ولا قوة ولا عدداً، ولكنه يملك المال الذي يعتقد بأنه يحقق له أهدافه في تغيير هوية المنطقة، قد يكون قد حقق شيئاً من ذلك - الوهم - في بعض الدول العربية حين قامت قناة الجزيرة بالترويج لمشروع الربيع العربي ببث برامجها السمجة، وأفلامها المفبركة، وكذبها وزيفها في الكثير من الدول العربية حتى أحدثت الفوضى والخرب والدمار!! المال القطري لم يعد نظيفاً، سواءً في مصدره أو فيما أنفق فيه، فالكثير يرى هذا المال الذي نزل فجأة على النظام القطري وهو يعبث بأمن واستقرار الدول العربية، فيتم إنفاقه - وبسخاء - على قناة الجزيرة لاحتواء المرتزقة والهاربين من العدالة والنفعيين من البشر، لذا من السهولة إعداد برامج وأفلام لضرب دول المنطقة وفي مقدمتها الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة. ما خفي أعظم هو البرنامج الذي روجت لعرضه قناة الجزيرة، وأنه سيكشف الحقائق وتقديم الأدلة والبراهين لإدانة البحرين حكومة وشعباً، وخلط الأوراق من خلال شخوص بحرينية أو كانت بحرينية، ولكن كل من شاهد ذلك البرنامج خرج بمحصلة واحدة، وهي أن النظام القطري البائس حين فقد كل معاول الهدم من الجماعات الإرهابية، ولم يعد المال القطري ينفع في تاجيج الصراعات، خرج بنفسه من خلال القناة الأكثر فجوراً وتآمراً (قناة الجزيرة) ليبث سموماً وأدواءً قد جربتها راعية الإرهاب بالمنطقة (إيران) ولم تنفع مع شعب تربى على حب وطنه وأرضه وهويته. عند العودة لذلك البرنامج (ما خفي أعظم) نراه يفتقد لمقومات المواد الإعلامية الهادفة، وأقل ما يوصف به أنه برنامج ركيك في السيناريو والتمثيل والإخراج، ويفتقد للحرفية والمصداقية، ولولى الموسيقى المصاحبة التي توحي بأفلام جميس بوند وهاري بوتر وكينج كونج لما جلس أمام الشاشة أحد! لذا من الجميل تحليل تلك الحلقة لمعرفة السقطات التي وقع فيها منتجو البرنامج ومثيرو الفتن: أولاً: عنوان المحور الأول حول علاقة البحرين بقيادات في القاعدة، فلم يقدم لنا البرنامج تسجيلاً واحداً عن تلك العلاقة، ولم يتضمن ذلك المحور سوى شهادات مدفوعة الأجر لتصوير المشهد وأن هناك صلة تدين البحرين. ثانياً: الشهادات التي قيل عنها بأنها سرية من أعضاء تنظيم القاعدة (محمد صالح وهشام البلوشي) كيف استطاعت قناة الجزيرة من التواصل مع أعضاء هذا التنظيم الإرهابي؟! كيف استطاعت التواصل معهم والحصول على اعترافات تدين البحرين؟! وللأمانة فإن قناة الجزيرة التي استطاعت التواصل مع إسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة هي نفسها تتواصل مع أفراد تعتبرهم من نفس التنظيم، ولمن شاهد البرنامج يرى بأن عرض اعترافات محمد صالح وهشام البلوشي في فترات متباعد، والحقيقة أن اعترافاتهم - كما جاء في البرنامج - كان في نفس الغرفة والتوقيت وعلى نفس الكرسي!!. ثالثاً: أن سبب شهادات صالح والبلوشي كان الخوف -كما ذكرا- وهذا لإبعاد التهمة عن قناة الجزيرة، والحقيقة أن الرجلين تم استدراجهم بذات السبب للتحقيق معهما في العام 2011م، وتم تصوير المشهد لهما بأن هناك استهدافاً لهما لذا من الأهمية تسجيل هذا المشهد حتى يستفاد منه في حلقة (ما خفي أعظم). رابعاً: استغلال قناة الجزيرة لبعض البحرينيين بعد أن حصلوا على الجنسية القطرية في مشروع التجنيس السياسي للعائلات البحرينية، فقد سعت من خلال هذا البرنامج ضرب النسيج الوطني وإحداث شرخ في مكون رئيسي وأساسي في البحرين، وهي بذلك العمل تسعى لاستهداف الهوية البحرينية، في ذلك البرنامج لم تشر قناة الجزيرة إلى هوية ياسر الجلاهمة وتركت الباب مفتوحاً وكأنه لا زال بحرينياً ويعمل في السلك العسكري، والحقيقة أنه باع ضميره ومصداقيته حين خان قسمه العسكري وأمانة الوظيفة، وما خفي كان أعظم. خامساً: شهادات سعيد الشهابي وعادل مرزوق كان قاصمة الظهر للبرنامج، وكشفت عورة مقدم البرنامج البائس، فالشهابي ومرزوق لم يعدا الأشخاص الذين تقبل شهادتهم، فقد تم استهلاكها في قنوات الفتنة الموالية للنظام الإيراني، فدعوتها للظهور في قناة الجزيرة أسقط الحلقة من دقائقها الأولى، فالمدعوان (الشهابي ومرزوق) من دعاة إسقاط النظام في البحرين، والموالين للنظام الإيراني حتى النخاع، ومن الجماعات المتطرفة التي تتقطاع مصلحهما مع النظام القطري الإرهابي، ولا ننسى أن الشهابي مدرج على قائمة الإرهاب العربي والإنتربول الدولي لتورطه في قضايا ارهابية، ومرزوق له حساب يدار من خارج البحرين يستهدف بث الفتنة بين مكونات المجتمع البحريني وتخل بالأمن الخليجي، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، وما خفي عن الشهابي ومرزوق كان أعظم! سادساً: بعد أن عجزت قناة الجزيرة من الحصول على أشخاص آخرين لتشويه سمعة البحرين لم يكن لها من خيار سوى الاستعانة ببعض الإيرانيين، فتم الاستعانة بجواد فيروز عضو جمعية الوفاق (المنحلة) الإيراني الأصل الذي نال الجنسية البحريني بمكرمة من جلالة ملك البلاد المفدى، فيروز نفسه وقف أمام خامنئي لدى زيارته لإيران قائلاً: (أنا خادمكم جواد فيروز)، وقد أسقطت جنسيته بعلاقته بالأعمال الإرهابية والعنفية المدعومة بتمويل من راعية الإرهاب (إيران)، وما خفي كان أعظم!! بعد كل هذه الشهادات والإفادات المزورة والتي فبركاتها قناة الجزيرة لإعادة اجترار أحداث فبراير ومارس 2011م فإن السؤال المطروح لماذا تحاول قناة الجزيرة شد الحبل حول عنق النظام القطري وكشف كل أوراقه وعلاقاته مع التنظيمات الإرهابية، وقد اعتقدت بأنها بمثل هذا البرنامج ستضرب النسيج الاجتماعي في البحرين، والحقيقة أن الناس جميعهم مع القيادة السياسية ومع أمن واستقرار وطنهم، وأنهم اليوم أكثر تماسكاً ووحدة أمام التدخلات السافرة في شؤونهم. وإذا استعانت قناة الجزيرة ببعض من خان ضميره ووطنه إلا أن هناك شرفاء لا يمكن أن يبيعوا أماناتهم ولو دفع لهم أضعاف مضاعفة، ويكفينا فخراً وعزاً الدكتور فهد الشليمي من دول الكويت حين رفض وبشدة الإدلاء بأي شهادة أو رأي أو حديث لقناة الجزيرة، ليس خوفاً ولا جبناً ولكنه يرفض أن يكون شريكاً في برنامج أقل ما يعرف عنه أنه (أخفى ما هو الأعظم) !!
مشاركة :