حصان طروادة القطري

  • 12/5/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في كتاب «صديقنا الذي يريد بنا شراً» غاص المؤلفان نيكولا بو وفرانسوا بوجات في أسباب تأسيس قناة «الجزيرة» أو التلفزيون الذي يملك دولة على حد تعبيرهما، وقالا إنه «خلافاً للشائع، فإن فكرة إطلاق قناة الجزيرة لم تكن وليدة عبقرية الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني. وإنما كانت نتيجة طبيعية لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في العام 1995، فغداة الاغتيال قرر الأخوان ديفيد وجان فريدمان، وهما يهوديان فرنسيان، عمل كل ما في وسعهما لإقامة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهكذا اتصلا بأصدقائهما من الأميركيين الأعضاء في لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية «إيباك» لإقناع الأمير بالأمر بعد أن كانوا ساعدوه في الانقلاب على والده في العام 1995، وبالفعل وجد حمد الفكرة مثالية تخدم عرابيه من جهة، وتفتح أبواب العالم العربي لإسرائيل من جهة ثانية...». الكاتبان أكدا أن حمد أخذ الفكرة من الشقيقين فريدمان ثم أبعدهما عن المشروع نهائياً بعد أن اكتشفت الرياض الأمر وراحت تتهمه بالتأسيس لقناة يهودية. اليوم، وبعد 21 عاماً من إطلاق بثها، تبدو «الجزيرة» قناة معزولة في سياقها الحزبي والطائفي والأيديولوجي، فهي لا تعدو كونها بوقاً لجماعة الإخوان الإرهابية، وحليفها تنظيم القاعدة، أما أغلبية أبناء الشعوب العربية، فقد اكتشفت الحقيقة التي تشير إلى أن «الجزيرة» ليست سوى ذراع إعلامية لنظام الدوحة، تتحرك من خلف قاعة عمليات مؤامراتية، لا تتردد في فبركة الأخبار والصور ونشر الأكاذيب والتحريض على القتل وسفك الدماء، وهو ما تم بالفعل في العراق وسوريا وليبيا واليمن والبحرين ومصر. وعندما ننظر إلى الواقع الإقليمي والدولي من حولنا، نكتشف أن أول المستفيدين من حروب «الجزيرة» ومؤامرات الدوحة وفتاوى القرضاوي واتحاده الإرهابي، هو الكيان الصهيوني الذي ازداد أمناً واستقراراً وتوسعاً في أهدافه وغاياته، بينما لا يزال النظام القطري ممعناً في استخدام أبواقه للتحريض على الجيوش العربية، وفي العمل على تشويه صورة كل مشروع حضاري عربي مشرف. ولو بحثنا في عمق المسألة، سنكتشف أن المشروع الإخواني الذي يتبناه تنظيم الحمدين وقناة «الجزيرة» وينطلقان منه في خطتهما التخريبية، ليست له مشكلة مع الصهاينة ولا مع إسرائيل، وإنما مشكلته مع العرب والعروبة، ومع أي بناء ثقافي أو حضاري يقطع الطريق أمام مؤامرات قوى الإسلام السياسي التي يتم اعتمادها كحصان طروادة لتخريب المنطقة والقضاء على طموحات وأحلام شعوبها.

مشاركة :