يبحث البعض عن وسائل لكي يحج؛ لأنه فقير الحال، ويرغب أن يتكفل أحد بتكاليف حجه. كما تنشط هذه الأيام طلبات للتبرع بحملات لمساعدة الناس على أداء الحج، ويتم وضع أرقام حسابات لمصارف أو أرقام هواتف لجمعيات خيرية.. ومثل هذه الأعمال تخالف شرط الاستطاعة للحج؛ إذ عندما نذكر أركان الإسلام نجد أن الحج مربوط بالاستطاعة المادية والبدنية والقدرة على القيام بذلك، وهذا من رحمة رب العالمين بعباده والتيسير عليهم، فمن لا يستطيع يسقط عنه الفرض، ويمكن له التقرب والتعبد إلى الله عز وجل بكل الطرق والأركان الممكنة التي يستطيعها، ومن ذلك العبادات والمعاملات ومكارم الأخلاق. ومن يشاهد التزايد الهائل للمسلمين ولله الحمد، والرقعة الجغرافية المحدودة التي تؤدَّى فيها مناسك الحج، يدرك رحمة الله عز وجل من أن هذا التزايد سيجعل الحج مستحيلاً لجميع المسلمين، ولهذا ينبغي ترشيد جمع تبرعات لحج غير القادرين، وما أروع ما يقوم به بعض حجاج الدول الإسلامية؛ إذ يوفر من دخله سنوات ليؤدي الفريضة من حر ماله تقربا لله بعد أن يصل إلى شرط الاستطاعة بعيدا عن تسول الحج سنويا من بعض الهيئات أو الجهات التي تقوم بذلك، خصوصا وهم يرون أن الدول الإسلامية مجتمعة أقرت نسبة محددة لكل دولة حسب عدد السكان؛ حيث فريضة الحج مرة في العمر. كما أن ما يبذل من جهود لبناء مشروعات وتوسعة المشاعر المقدسة أسهم كثيرا في استيعاب مئات الملايين من الحجاج على مدى تاريخ هذه البلاد الطاهرة المباركة المملكة العربية السعودية، التي يسرت على الحجاج نسكهم بالخدمات المتميزة، التي تقدمها، وكذلك ما تقوم به الجهات التنظيمية في تطوير آلية تصاريح الحج، وعدد السنوات المسموح بها، وضبط المتسللين والمفترشين الذين يشكلون ضغطا على التنظيم ويربكون العمل. وهنا ندعو الله عز وجل أن يكلل الجهود التي تقوم بها لجنة الحج العليا برئاسة سمو وزير الداخلية بالنجاح والتوفيق بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، وأن يتقبل الله من الحجاج حجهم.. إنه سميع مجيب.
مشاركة :