وهي أكبر دعوة لله لأن الإسلام دين القيم والطهر والنزاهة والأمانة والفضيلة والرحمة والمحبة والألفة والتراحم والتعاطف، ولا يحتاج الداعية إلى رفع الصوت والصياح والصراخ والتشنج، وهذا ليس من الإسلام ويجب على كل مسلم أن يكون داعية وإن أخطأ وأذنب فاعترافه بذنبه وبالتوبة لله ورجوعه عن ذنبه هو داعية. والأم بحسن تربيتها لأبنائها وعطفها عليهم هي داعية والرجل بقوامته ولين عريكته وحسن معاشرته هو داعية والعالم في محراب علمه واجتهاده بأبحاثه وإخلاصه هو داعية والطالب بجده واجتهاده وعدم غشه هو داعية، والتاجر بمخافته لله في تجارته وجودة بضاعته هو داعية، والحاكم برعايته رعيته والحفاظ على حقوقهم وعدله هو داعية وكل راعٍ مخلص لرعيته أدى المسؤولية المناطه به أمام الله هو داعية وكل مقتدٍ بسلوك وسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم محب له هو داعية، وكل مدرس خاف الله في تربية وتعليم الطلاب هو داعية، والقاضي الذي يأخذ الحق وينصف المظلوم هو داعية، وكل مهنة أداها صاحبها بما يرضي الله هو داعية، وبهذا نجزم أن الدعوة ليست مقصورة على اللسان بل الدعوة بالسلوك أقوى وأشد تأثيرًا من ألف بل مليون كلمة والقدوة الحسنة هي المطلوبة قبل الدعوة باللسان وإلا كان الأثر سلبيًا كما هو الواقع المشين عن سلوك المسلمين في حاضرنا ولهذا تخلفنا وتقدم غيرنا مع أن ديننا الحنيف أشد الأديان حرصًا على كل فضيلة ونبذ كل رذيلة. ومن المؤسف أن جميع مظاهر الإسلام السامية وما يؤمر به من سلوك قويم وأخلاق حميدة تجده في الغرب الكافر، ولا ينكر ذلك إلا مكابر، وأمقت ما يمقتون عندهم الكذب والغش. فمتى نفيق ونكون بحق خير أمة لأننا فقدنا الخيرية حتى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اختزلناه فيما ما نهوى وفيما أنشب الفرقة وسوء الحال. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com
مشاركة :