في محاولة لبسط نفوذه على العاصمة الليبية طرابلس، وتحريرها من الإرهاب، وجه المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش، السبت، تعليمات لأهالي طرابلس استعدادًا لساعة الصفر لاقتحام العاصمة وتحريرها من الميليشيات المسلحة. وتأتي هذه الخطوة بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على إعلان الجيش الليبي عزمه القضاء على الميليشيات وإجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد؟   عدوان تركي وطيلة هذه المدة، دخل الجيش في معارك عدة مع الميليشيات المسلحة، المدعومة بالسلاح والمال من تركيا وقطر، بحسب وصفه، كانت آخرها مدينة غريان التي سيطرت قوات حكومة الوفاق والميليشيات المسلحة، بعد قتلها العشرات من ضباط وأفراد الجيش الليبي، ما أدى إلى تصعيد عسكري غير مسبوق، بين القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، والرئيس التركي، رجيب طيب أردوغان، أدى إلى استهداف الطائرات التركية، والأتراك المقيمين في ليبيا. إنذار أخير! وقال المركز الإعلامي في بيانه، إنه على جميع شباب العاصمة الاستعداد لساعة الصفر وتنظيم التعاون بين الأحياء والمجموعات للانقضاض على الميليشيات المختبئة والهاربين من الجبهات الذين يحتلون المدينة، مشيرًا إلى أنه يجب التأكيد على أن هذا أيضا بمثابة إنذار أخير للذين هم من خارج العاصمة للعودة إلى مناطقهم لأنهم سيكونون الهدف المباشر. وأوضح البيان: «في هذا الصدد إجراءاتكم بالآتي، تحديد أماكن التمركز النهاري والليلي، رصد نوع الأسلحة، أماكن الآليات، توزيع المهام، طريقة قفل الطرق والمحاصرة والقبض، الحرص والحذر ومراعاة السرّية التامة من أجل سلامتكم».   الجيش يتقدم يأتي ذلك في الوقت الذي نجحت فيه قوات الجيش، أمس الجمعة، في السيطرة على معسكر اليرموك جنوب العاصمة طرابلس بعد مواجهات عنيفة مع تشكيلات تابعة لحكومة الوفاق. ودفع الجيش الليبي، بعد سيطرته على المعسكر، بالمواجهات إلى شارع الخلاطات المجاور، فيما وصلت وحدات من قواته إلى الحي السكني خلف معسكر اليرموك لقتال الميليشيات والقوات التابعة للوفاق. ويعتبر اليرموك من أهم المواقع العسكرية في المنطقة، فقد شغلته بعد عام 2011 كتيبة ثوار طرابلس وبعدها تناوب الجيش الليبي وقوات الوفاق السيطرة عليه، ثم أصبح منطقة شبه معزولة. ويرى المحلل السياسي الليبي، الدكتور فوزي الحداد، أن سيطرة الجيش على معسكر اليرموك، خطوة مهمة جدا في طريق تحرير العاصمة، والاستحواذ على  مدنها كافة. وأضاف الحداد في تصريحات لـ«الغد»، أن نجاح الجيش في السيطرة على معسكر اليرموك، ثم سعيه لتحرير مطار العاصمة من وجود اي ميليشيات، وسائل مهمة تمكنه من تحرير طرابلس. الوفاق تتأهب وردا على نجاح الجيش في السيطرة على معسكر اليرموك، أصدرت حكومة الوفاق، بيانا، السبت، قالت فيه إنها جمعت معلومات استخباراتية حول غارات جوية محتملة للجيش الوطني الليبي ضد مواقع رئيسية في العاصمة، من ضمنها المطار الوحيد الذي يعمل. وقالت الحكومة إن لديها معلومات تشير إلى احتمال شن غارات جوية على العاصمة من قبل قوات الجيش. المدنيون خط أحمر وفي محاولة لحماية المدنيين المقيمين في طرابلس، مع تصاعد احتمالات اشتداد المواجهة العسكرية بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس، حذرت البعثة الأممية في بيان لها من استهداف المدنيين. وذكر بيان صادر عنها: «تبذل البعثة أقصى ما لديها بالتعاون مع الأطراف المحلية والدولية لتجنب التصعيد العسكري وضمان حماية المدنيين من الاستهداف، وتدعو جميع الأطراف لاحترام بنود القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والمنشآت الصحية». الضحايا في تزايد! يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في ليبيا، أحمد العليقي، ارتفاع عدد ضحايا اشتباكات العاصمة طرابلس إلى حوالي 1000 قتيل وأكثر من 5000 جريح، خاصة بعد ما أدى الهجوم على مركز المهاجرين في تاجوراء إلى مقتل 53 وإصابة 130. وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد النازحين الذين يفرون من ديارهم بسبب الاشتباكات المسلحة التي بدأت في 3 أبريل/نيسان الماضي، بعشرات الآلاف.