باتت قوات الجيش الوطني الليبي على مشارف العاصمة الليبية طرابلس في إشارة إلى قرب ساعة الصفر لتحرير المدينة من سيطرة الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون. ويأتي ذلك بعد تحقيق قوات المشير خليفة حفتر نجاحات متتالية والسيطرة على مناطق استراتيجية حول معسكر اليرموك جنوب طرابلس، مما سيعجل بمعركة التحرير المنتظرة. وأعلن المتحدث العسكري بالجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن القوات المسلحة أصبحت على مشارف قلب العاصمة طرابلس. وقال المسماري أن السيطرة على المعسكر ستمهد الطريق للتقدم باتجاه حي صلاح الدين، القريب من قلب العاصمة. وكان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة لـ"الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، قد وجه السبت الماضي، تعليمات لأهالي العاصمة الليبية طرابلس للاستعداد لساعة الصفر لاقتحام العاصمة. وعلى الرغم من الدعم التركي اللامحدود بالعتاد والسلاح، فشلت ميليشيات طرابلس في تحقيق أي تقدم في مواجهاته مع الجيش الليبي العازم على تطهير كل شبر من البلاد من الإرهاب والتنظيمات المسلحة الموالية لجماعات الإسلام السياسي. وستشكل اقتراب ساعة الصفر فيما يخص معركة تحرير طرابلس ضربة موجعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعلن دعمه لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.وكان اتّهم المسماري أنقرة بالتدخّل "في المعركة مباشرة بجنودها وطائراتها وسفنها”. ووفقا له، فإنّ إمدادات من الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات حكومة الوفاق الوطني عبر البحر المتوسط. وتدعم أنقرة قوات حكومة الوفاق الوطني رغم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا منذ احتجاجات فبراير 2011 التي أدت إلى سقوط نظام معمّر القذافي. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا أن بلاده توفّر أسلحة لحكومة الوفاق الوطني بموجب "اتفاق تعاون عسكري" بين أنقرة وطرابلس. وتوعد آنذاك قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر باستهداف المصالح التركية في ليبيا، بعد ما كشفت عنه أحداث غريان الأخيرة من دور تركي في التصعيد الذي قامت به الميليشيات المحسوبة على حكومة الوفاق الوطني. ويذكر أن حفتر سبق أن وعد بتحرير طرابلس في أقرب الآجال الممكنة، في إشارة إلى وجود استعدادات كبيرة من قبل الجيش الليبي لدخول المعركة مرحلة جديدة أكثر شراسة، واستعداداً لفتح جبهات جديدة.
مشاركة :