لماذا نحن لا نقرأ؟

  • 7/20/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أرأيت لو كنت جالسا في متنزه تنظر إلى أولادك بابتسامة، ورأيت رجلا يفترش بساطا ويبيع كتبا، ألن ترغب في الذهاب إليه واقتناء كتاب لتصفحه، أو حتى قراءته مع زوجتك أو أبنائك؟! إن الغرب يدرك قيمة القراءة في النهوض بالفرد والمجتمع، لهذا فإن اقتناء الكتب متوافر حتى في الأزقة والشوارع، فضلا عن المتنزهات أو المدارس. لماذا لا يكون بيع الكتب كأي غرض آخر؟ يخضع للرقابة والمتابعة وضبط المعروض وتقنين المنشور، فيتسنى للجميع بيع الكتب في الأكشاك والعربات، وحتى على البساط. أين دور النوادي الثقافية من ذلك؟ لماذا لا تنشر حملة دعائية للقراءة، وتنظم المسابقات والجوائز لتشجيع العامة على القراءة؟. وعلى الصحف والمجلات تخصيص صفحة يومية للحديث عن كتاب ما، من حيث المؤلف والموضوع والأفكار والأسلوب، وعرض مقتطفات من نصوص الكتاب. ولا ننسى الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، فهم أساس البناء وأمل الغد ونبراس العلم، والفراغ في المدارس لا يمكن لأحد تجاهله أو انكاره. لهذا من الضروري وضع مكتبة حائط معلقة صغيرة في غرف المعلمين، وأيضا أن تكون هناك حقيبة يأخذها المعلم للطلاب في حصص الفراغ، يقضون وقتا مفيدا، بدلا من الصراخ والعراك والفوضى والإزعاج، والشعور بالملل والشكوى. وأيضا على القائمين على تراخيص التأليف، تشديد الخناق على المؤلفين، فليس كل من لديه مال للطباعة والنشر أن يسمح لعقله الخالي بالتأليف، إن هناك كتبا لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي مضيعة للمال والوقت، وقد كثر هذا النوع من الكتب حتى اختلط الحابل بالنابل، فلم تعد تدرك أيا من هذا أو ذاك جيد، وهذا مدعاة للعزوف عن القراءة. إن القراءة اتزان ونضج ورقي في الخلق والفكر، وتساعد على تقليل التوتر في الأسر والمدارس، وتنهض بالفرد ثم بالمجتمع. أما الجهل فهو يخلق فردا عالة على نفسه وثقلا على من حوله، وبلاء على أصدقائه، وينفخ فراغا يؤدي إلى المهالك. لهذا، فإن القراءة تنقذ الفرد من نفسه، ثم تنقذ المجتمع من أهوائه.

مشاركة :