«خلوة وطنية» في لبنان لإعادة جمع أبناء طرابلس ونبذ العنف والخلافات المذهبية

  • 10/17/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: كارولين عاكوم تأخذ عاصمة الشمال حيزا مهما من الجهود السياسية والدينية في لبنان للحد قدر الإمكان من أي انفجار أمني قد يقع بين لحظة وأخرى، في ظل المستجدات القضائية التي حصلت بشأن التفجيرات التي استهدفت مسجدي «السلام» و«التقوى» في 23 أغسطس (آب) الماضي، والتي راح ضحيتها 51 قتيلا و350 جريحا. وفيما وصل عدد المدعى عليهم في هذه القضية إلى 11 شخصا، خمسة منهم ثبت أنهم من أبناء منطقة جبل محسن، ذات الأغلبية العلوية، تشهد منطقتا الجبل وباب التبانة بشكل خاص وطرابلس بشكل عام، توترات أمنية وسياسية ومذهبية، تعكسها الاتهامات والمعارك الكلامية بين المسؤولين السياسيين والاشتباكات المتقطعة بين حين وآخر بين الطرفين. وفي إطار هذه الجهود، كشف عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، أمس، عن «خلوة وطنية» يعمل على التحضير لها في طرابلس بإدارة ورعاية 14 آذار تكون جامعة وشاملة بتوجيهات مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، مؤكدا أن «الفئات الطائفية والسياسية والاجتماعية كافة ستشارك بها من الآن حتى نهاية العام وهي انطلاقة مهمة لإزالة الانطباع الذي ساد عن المدينة لإظهار وجها الحقيقة». وشدّد علوش في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ الهدف من هذه الخلوة التي على الأرجح ستعقد في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تهدف بشكل أساسي إلى إظهار طبيعة أبناء طرابلس على حقيقتهم رافضين للعنف والخلافات المذهبية والطائفية، كذلك إعادة دور هذه المدينة كعاصمة الشمال الجامعة والتواصل بين أبنائها على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ولا سيما بين السنة والعلويين والمسيحيين، والتأكيد على أنّ الجميع أبناء حق في مدينتهم ولا يوجد فيها ضيوف. وكرّر علوش تأكيده على أنّ وجود مجرمين في طائفة معينة لا يعني ذلك إدانة الطائفة بأكملها، معتبرا أنّ المدينة، وبعدما وصل الوضع في طرابلس إلى هذه المرحلة الخطرة، أصبحت بحاجة إلى خطوة كهذه، لا سيما أن هناك محاولات من النظام السوري ورئيسه بشار الأسد لاستدراج الطائفة العلوية وتحويلها ضحية لرؤيته التي يظهر من خلالها وكأنه حام للأقليات. وعبّر علوش عن اقتناعه بنجاح هذه الخطوة وبأنها ستؤكد أنّ كل أهل طرابلس ينبذون العنف والإرهاب وليسوا مستعدين لتغطية المجرمين من أي جهة كانت، لافتا إلى أنّ اجتماعا جمع أمس الأمانة العامة لقوى 14 آذار، مع نائبي المنطقة من الطائفة العلوية، بدر ونوس وخضر حبيب، على أن تستمر الجهود على الخط نفسه مع ممثلي الطائفة العلوية في المنطقة من هم خارج 14 آذار. وكان علوش قد أكّد في كلمة له خلال زيارة وفد من الأمانة العامة لـ14 آذار مدينة طرابلس ولقاء مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار أن «طرابلس مدينة محافظة ولكن هي محافظة على رفض التطرف من كل جوانبه ورفض الأفكار المتطرفة والسلوك المتطرف والأفكار الشاذة ونحن فخورون بمحافظة الشمال على هذا النوع من الالتزامات بوجه كل الأفكار التي حاولت أن تطبع المدينة على مدى للسنوات الماضية»، مشيرا إلى أن «المدينة ينقصها الكثير لتحتفل بعيد الأضحى ولكنها أصرت أن تحتفل بفرح رغم مصابها». وأشار إلى أنّ «القضاء صوّب في قضية التفجيرين نحو المجرم بحد ذاته ونحن نشارك المفتي الشعار نداءه ليُلفظ المجرمون من الحماية المجتمعية ولعدم تحميل أي مجموعة اجتماعية في هذا البلد وزر القلّة المجرمة ولو كانت خارجة منها». من جهته، أعرب المفتي الشعّار عن أمله أنّ تبدأ وحدة نوعيّة في طرابلس من خلال الالتقاء على كلمة سواء، «تكون من خلالها منطقة الشمال حجر الأساس للسلم الأهلي في لبنان». وقال خلال استقباله في طرابلس وفدا من قوى «14 آذار» بمناسبة عودته إلى لبنان وعيد الأضحى «من موقعي الديني والوطني أحمل هاجسا أساسيا وهو وحدة لبنان والحرص على الوحدة الوطنيّة»، وأضاف: «ندرك ونعلم أنّ سلاح الآخرين يقوم على التحدي ووسائل أخرى من أجل تفجير الوضع إلا أنّنا نمتلك سلاحا أقوى وهو رباطة الجأش تحت شعار أننا سنحسن من أساء إلينا»، ومردفا: «ليعلم اللبنانيون أننا بناة وطن ومتحضرون لأن التحضر وبناء الأوطان لا يكونان بالرعونة والتحدي والفظاظة». وإذ رأى أنّ العالم «لن يجد بديلا من لبنان وخصوصا في المحيط العربي والشرق أوسطي»، شدد الشعّار على أنّ «هذه المسؤوليّة كبيرة وبمقدار ما نعبّر في مواقفنا عن ثقافتنا وأخلاقنا وتربيتنا وقيمنا بمقدار ما نستطيع أن نحتضن الآخرين». وفي اللقاء عينه، أشار منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد، أشار إلى أنّ «الشعّار، وعلى الرغم من الاستنابات القضائيّة التي سُطرت بحق بعض المشتبه بهم من طائفة معينة (العلوية) بتفجيري طرابلس، فصل بين طائفة كريمة والقتلة»، مضيفا «من قتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والوزير بيّار الجميل وأهل طرابلس ينتمي إلى طائفة القتلة وليس إلى أي طائفة أخرى لا مسيحيّة ولا إسلاميّة».

مشاركة :