قراءة: عايدة عبد الحميد صدر عن شركة مطابع السودان للعملة المحدودة، كتاب جديد للكاتب السفير د. عبد اللطيف عبد الحميد إبراهيم، بعنوان (التفاوض ومهاراته) ويقع الكتاب في 208 صفحات من القطع المتوسط. ود.عبد الحميد، دبلوماسي سوداني رفيع المستوى، خدم في عشرات المواقع المهمة في الخارجية السودانية، من أبرزها سفير السودان في دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن سفارات السودان في كل من لبنان، وكينيا، وإيطاليا، ونيجيريا، وتشاد، وبريطانيا، وفرنسا، حتى تقاعده. وعقب ذلك تلقفته المؤسسات العلمية والجامعات ومراكز الدراسات والبحوث السودانية، ليقدم جل خبرته في محاضرات للباحثين والدارسين، فعمل محاضراً في كل من مركز الدراسات الدبلوماسية في جامعة الخرطوم، ومركز دراسات السلام والتنمية في جامعة بحري، وكخبير متعاون مع المركز القومي للتخطيط الاستراتيجي، وعضو هيئة المستشارين التابعة لمجلس الوزراء السوداني، ومنحه رئيس الجمهورية السوداني نوط الجدارة للخدمة الطويلة الممتازة. واعتمد الدبلوماسي المرموق في كتابه الذي يتكون من عشرة فصول، منهجية علمية تقوم على الرصد والتحليل، وهي منهجية مشهودة للكاتب الذي أمضى جل حياته في خدمة الدبلوماسية والتعليم الأكاديمي، فدرس الاقتصاد والتاريخ بجامعة الخرطوم، وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة السوربون، وهو أيضاً حاصل على دبلوم العلاقات الدولية واللغة الفرنسية من باريس، إضافة إلى دبلوم اللغة الإيطالية من روما. حرص الدبلوماسي د.عبد الحميد على تذكير أهل السودان، بما فيهم من شيم وقيم أصيلة ونبيلة، فوجه إهداء الكتاب لهم قائلا إلى بني وطني... أهل العزة والكرم والإقدام... الذين ورثوا الحرب... قبل أن يبرح المستعمر أرض الوطن...الذين عرفوا قدر التفاوض... طريقاً للسلام.. وإلى الزوجة الغالية... رفيقة عمر... إلى الأبناء والأحفاد... نعمة حياة وأمل مستقبل. تحدث المؤلف في مقدمة الكتاب عن اعتبارات شتى في موضوع التفاوض ومهاراته، وقال: قادتني اعتبارات شتى للكتابة في موضوع التفاوض ومهاراته، أولها لأهمية الموضوع بذاته، فالتفاوض هو البديل الأنسب، بل الحتمي، لتفادي الصدام والتحارب وأعمال العنف عندما تتعارض المصالح والرؤى سواء كان ذلك بين الأمم، أو بين المؤسسات، أو بين الأفراد. وأضاف: في جانب آخر يعد التفاوض الطريق الأمثل لتطوير وتدعيم أواصر التفاهم والتعاون على الصعد كافة، سياسية كانت، أم اقتصادية، أم تجارية، أم عسكرية، أم أمنية، أم اجتماعية، أم إدارية، أو غيرها، ومن هنا كان اهتمام الدول النابهة المتقدمة بأمر التفاوض، فضمنته كواحد من أهم المساقات في المؤسسات التعليمية فضلاً عن الاهتمام الكبير بتدريب كوادرها على فنونه. وبين المؤلف أن الظروف الاستثنائية التي عاشها ويعيشها السودان من حيث الحروب وأعمال العنف التي عمت أقاليمه في الجنوب والغرب والشرق، تحتاج إلى التفاوض كطريق أمثل وأفضل لإيقاف الحروب وحل المشاكل، لعل ذلك قد يبين بوضوح أهمية التفاوض، وبالتالي الحاجة للوقوف على علومه وفنونه، وقد كان لي شرف تدريس هذه المادة في العديد من المؤسسات التعليمية العليا التي التحقت بها بعد انتهاء فترة عملي بوزارة الخارجية، كما كان لي شرف المساهمة والمشاركة في تدريب العديد من كبار الموظفين والعسكريين والطلاب.وأوضح أن قلة المراجع في المكتبات السودانية، شجعته على الكتابة عن هذه المادة بأمل التيسير على الدارسين في الحصول على المعلومة المطلوبة.
مشاركة :