متحف دمشق الوطني مكان مهم لحفظ التاريخ الأثري

  • 7/25/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يقع متحف دمشق الوطني عند مدخل دمشق الغربي بين جامعة دمشق والتكية السليمانية في جسر الرئيس، بشارع قصر الحير الشرقي، وهو من الأماكن الحافظة للتاريخ الأثري والمنحوتات. وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، لم يكن في سورية أي متحف، وبعد جلاء القوات العثمانية عن سورية، أُسس ديوان المعارف، وكان من مهام إحدى شعبه الاهتمام بالآثار، وتأسيس متحف تحفظ فيه، وخصصت له إحدى قاعات مبنى المدرسة العادلية في باب البريد مقابل المدرسة الظاهرية، فأهدت العائلات الكريمة في سورية إلى هذا المتحف ما لديها من آثار وتحف شكلت نواة مجموعات متحف دمشق عام 1920م، التي تعاظمت من خلال المكتشفات الأثرية المتلاحقة. يعتبر متحف دمشق الوطني من الأماكن المهمة لحفظ التاريخ الأثري والمنحوتات، التي تؤكد إقامة حضارات قديمة متعددة في سورية تركت إرثا إنسانيا وتراثيا كبيرا. وأخذ المتحف ينمو حتى ضاق به البناء القديم، وشعر الجميع بضرورة بناء مبنى جديد للمتحف، فتنازلت مديرية أوقاف دمشق عن أرض في المرج الأخضر، ليبنى عليها مبنى المتحف الجديد الذي افتتح القسم الأول منه عام 1936م بتصميم م. الفرنسي إيكوشار. وتميز مخطط المبنى الجديد للمتحف بقابلية التوسع، وكان في البداية بناء مقتصراً على بهو ورواقين وأربع قاعات وجناح للمكاتب، وطبقة علوية فيها ثلاث قاعات أخرى، واستمر مخطط البناء يتوسع حتى أخذ شكله الحالي. أقسام المتحف يتألف المتحف من 4 أقسام أُسست على عدة مراحل: قسم آثار عصور ما قبل التاريخ، وقسم الآثار السورية القديمة، والآثار الإسلامية، والفن الحديث. «ما قبل التاريخ» يقع في الطابق الثالث ويُعرض فيه عدد كبير من القطع الصوانية والعظمية المهمة، إضافة إلى مجموعة من الدمى والتماثيل والحلي، وبعض القطع الفخارية وغيرها، التي تعود إلى مختلف فترات عصور ما قبل التاريخ من العصر الحجري القديم حتى العصر الحجري النحاسي، وأهم مواقعه في سورية مثل تل أسود، وتل حالولة، وتل الرماد، وجرف الأحمر، وتل العبر، وباز جبعدين وغيرها، ومن أهم القطع المعروضة فيه: هيكل عظمي من كهف الدودرية، وهيكل عظمي لطفل النياندرتال، وهو شبه كامل تقريباً من موقع كهف الدودرية في وادي عفرين، ويعود إلى فترة العصر الحجري القديم الأوسط. «الآثار القديمة» يتألف من 7 قاعات تم تقسيمها حسب المواقع، وهي: قاعتان لمكتشفات أوغاريت، وقاعتان لمكتشفات ماري، وقاعة لمكتشفات إيبلا، وقاعة لمكتشفات مواقع سورية الساحلية (مثل عمريت وتل الكزل وابن هاني)، وقاعة لمكتشفات مواقع سورية الداخلية (مثل تل خويرة وتل الصبي أبيض)، ومن أهم القطع المعروضة فيه: رقم فخاري نقشت عليه أبجدية أوغاريت، وأبجدية أوغاريت، وهي عبارة عن رقم فخاري صغير كتب عليه 30 حرفاً أبجدياً، وهي أول أبجدية عرفها التاريخ، ونسر ماري اللازوردي الجسم وشكله من حجر اللازورد، رأسه بشكل رأس أسد معمول من رقائق الذهب المجوف، العيون منزلة بالقار، والذنب من رقائق الذهب أيضاً، عثر عليه في موقع ماري ويعود إلى الألف الثالث ق.م، وتمثال المغنية أورنينا من معبد عشتار في ماري، وتمثال المغنية (أو المغني ؟) أورنينا، وهو من حجر الألباستر الأبيض الجميل، يعود تاريخه إلى بداية الألف الثاني قبل الميلاد. عثر عليه في معبد عشتار في مدينة ماري الأثرية. «الآثار الإسلامية» ويضم قاعة آثار الرقة وقاعة آثار حماة، بالإضافة إلى رواقين وعدد من القاعات مصنفة حسب نوع مادة الأثر، قاعة الحجر والخزف والفخار والزجاج والمخطوطات والمعادن والخشب والقاعة الشامية، بالإضافة إلى بعض القطع المعروضة في الحديقة ومن أهم معروضاته، فارس خزفي من الرقة، وهو تمثال خزفي لفارس يمتطي حصانا، ملامحه آسيوية، يرتدي قلنسوة مدببة يتدلى من خلفها ضفيرة طويلة، يحمل بيده اليسرى ترساً يصد به ثعباناً، ويحمل بيده اليمنى سيفا عريضا يرفعه نحو رأسه، عثر عليه في الرقة، ويعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي. ويضم واجهة وآثار قصر الحير الغربي، الذي يقع في بادية الشام في الجنوب الغربي من تدمر على بعد 80 كم عنها، حيث تم نقلها وإعادة بنائها في المتحف. «الفن الحديث» فرعي ويتألف من 6 قاعات تضم أعمال الفنانين السوريين من لوحات فنية وتماثيل لأهم الفنانين السوريين مثل لؤي كيالي، وأدهم إسماعيل، والياس الزيات، وغيرهم. كما يضم نقودا ذهبية وفضية حديثة تعود إلى 200 سنة خلت، بالإضافة إلى أوسمة وميداليات وطوابع وقطع تراثية، وعدد من هدايا الوفود الرسمية التي تزور المتحف.

مشاركة :