دبي: أنور داود أكدت مجلة الأجواء المفتوحة التي تصدرها طيران الإمارات أن الناقلات الأمريكية الثلاث «دلتا، وأمريكان، ويونايتد»، «ناقلات التذمر» أنفقت على مدى أكثر من 4 سنوات، عشرات ملايين الدولارات من أموال مساهميها من أجل تشكيل جماعات ضغط ضد سياسة الولايات المتحدة للأجواء المفتوحة، وضد الخيار التنافسي الذي توفره طيران الإمارات للمسافرين. ومع التطورات الأخيرة، أصبح جلياً فشل حملتهم الحمائية ضد الناقلات الخليجية، ومنها طيران الإمارات.في الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض يوم 18 يوليو/ تموز الجاري، والذي حضره أيضاً الرؤساء التنفيذيون لكل من «فيدكس» و«جيت وبلو» و«طيران أتلس»، (وهم من الداعمين لسياسة الأجواء المفتوحة)، نقل عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبلغ الرؤساء التنفيذيين للناقلات الأمريكية الثلاث أن عليهم تقديم شكوى مدعومة بالحقائق والوقائع بموجب قانون ممارسات المنافسة العادلة في النقل الجوي الدولي لعام 1974 والتي تعرف اختصاراً ب «IATFCPA» أو إيقاف حملتهم ضد الناقلات الخليجية مثل «طيران الإمارات». بدء الحملة حتى يناير/ كانون الثاني 2015، عندما أطلقت الناقلات الأمريكية الثلاث حملتها ضد المنافسة، اعتمدت باستمرار على شكاوى تقدمها لوزارة النقل الأمريكية تحت بند قانون ممارسات المنافسة العادلة في النقل الجوي الدولي لعام 1974 «IATFCPA»، لمواجهة أي مخاوف تنافسية دولية، وتعد هذه الشكاوى ملائمة، خاصة أنه يجب النظر والتعامل معها من قبل الوزارة خلال جدول زمني مدته 180 يوماً، حيث يستعان بفريق من ذوي الخبرات العالية لتقييم الشكوى بعناية.وبعد مرور أكثر من 1600 يوم منذ أن بدأت الناقلات الأمريكية حملتها، يقترح اجتماع البيت الأبيض أنه كان من الممكن استخدام قانون ممارسات المنافسة العادلة في النقل الجوي الدولي منذ البداية من أجل الانتهاء من هذه المشكلة خلال فترة قصيرة من الوقت، وباستخدام جزء ضئيل من الأموال التي يتحملها المساهمون.وشهدت الناقلات الأمريكية الثلاث انتكاسة أخرى في 21 يونيو/ حزيران، عندما اجتمعت الحكومتان الإماراتية والأمريكية لمناقشة غير رسمية لموضوع الطيران والذي عقد تزامناً مع الحوار الاقتصادي الذي عقدته الحكومتان في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تم التأكيد على الدعم القوي من حكومتي البلدين لاتفاقية النقل الموقعة بين الإمارات والولايات المتحدة، وجميع النقاط المتفق عليها في 11 مايو/ أيار 2018 بين الحكومتين الأمريكية والإماراتية، حيث أكدت الحكومتان جميع جوانب علاقة الأجواء المفتوحة بين الإمارات والولايات المتحدة.وبعبارات أخرى، كان ذلك أيضاً انتصاراً كبيراً للمستهلكين وسياسة الأجواء المفتوحة للولايات المتحدة، وكانت هزيمة كبيرة لشركات الطيران المتحركة التي فشلت في مهمتها في السعي لزيادة إحكام قبضتها على سوق خدمات النقل الجوي بين أمريكا وأوروبا، وسوق الطيران الدولي. إشادات وأشادت جمعية السفر الأمريكية بتأكيد البيان المشترك بين الحكومتين على اتفاقية الأجواء المفتوحة بين الولايات المتحدة والإمارات، مشيرةً إلى أن «الحفاظ على اتفاقية الأجواء المفتوحة الحالية يعد قراراً يدعم المزيد من خيارات المستهلك لخدمات النقل الجوي الدولية المهمة، فضلاً عن النمو المستمر للوظائف في سوق السفر بأمريكا، وصناعات الطيران».كما أن تحالف شركات الطيران الأمريكية لدعم الأجواء الذي يتألف من «فيديكس»، و «جيت بلو»، و«طيران أتلاس»، و«هاواين إيرلاينز»، أشاد أيضاً بتأكيد اتفاقية الأجواء المفتوحة الأمريكية الإماراتية، لأن شركات الطيران الأعضاء، وأكثر من مليون موظف، يعتمدون على هذه الاتفاقية لتقديم أسعار تنافسية للمسافرين، ونقل البضائع بين القارات نيابة عن المستهلكين الأمريكيين.كما أشادت «يو بيه إس» بالحكومتين لتأكيدهما مجدداً على اتفاقية الأجواء الأمريكية الإماراتية، قائلةً إنها «تدعم بشدة اتفاقيات الأجواء المفتوحة، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من نجاح شبكة الطيران العالمية لدينا».وأشاد «تحالف السفر التجاري» بالتأكيد، باعتباره «انتصاراً كبيراً للمستهلكين وخياراً تنافسياً»، حيث قال «هذا انتصار مهم لسياسة الأجواء المفتوحة والمستهلكين الأفراد والحكومة والجامعات والمؤسسات التي ترسل ملايين المسافرين من رجال الأعمال إلى أوروبا، وجميع أنحاء العالم سنوياً». موقف مغاير ومع ذلك، نشرت مجموعة «الشراكة من أجل الأجواء المفتوحة والعادلة»، الناطقة بلسان الناقلات الأمريكية الثلاث بياناً مخالفاً لما حدث فعلاً لبيان الحوار الاقتصادي، حيث ادعت المجموعة زوراً، أن سجل النقاش في العام الماضي نتج عنه وقف لحقوق الطيران الخاصة بالحرية الخامسة التي كفلها اتفاق الأجواء المفتوحة، وأنه تم تأكيد هذا الوقف من جديد. إلا أن الكلمات البسيطة لبيان الحوار الاقتصادي المشترك تظهر بلا شك أن العكس هو الصحيح «الحفاظ الكامل على جميع جوانب علاقة الأجواء المفتوحة».لكن ماذا يفترض أن تفعل الناقلات الأمريكية الثلاث؟ بالتأكيد لا يمكنها الاعتراف بصراحة وبأمانة للمساهمين الذين ضيعوا عشرات الملايين من الدولارات من أموالهم على هذه الحملة الفاشلة ضد المستهلك. والآن، وبعد أن جعل الرئيس ترامب أي مناقشة مستقبلية لموضوع الناقلات الخليجية، عن طريق الشكاوى تحت مظلة قانون ممارسات المنافسة العادلة في النقل الجوي الدولي، من المأمول أن ينهي هذا الفصل المؤسف في سياسة الطيران الدولي، والمحاولة المؤسفة التي قامت بها الناقلات الثلاث لتعطيل سياسة الأجواء المفتوحة التي تقودها الولايات المتحدة. ضمان حق المسافرين قال السير تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات في أعقاب المناقشة غير الرسمية لموضوع الطيران بين الولايات المتحدة والإمارات في 21 يونيو/ حزيران 2019: «تشيد طيران الإمارات بإدارة ترامب لإعادة تأكيد التزامها الكامل وغير المشروط باتفاقية الأجواء المفتوحة بين الولايات المتحدة والإمارات، وحقوق الطيران غير المحدودة. هذا يجب أن ينهي فصلاً مؤسفاً في علاقة الطيران المشتركة بين البلدين والتي توفر للولايات المتحدة فائضاً كبيراً في ميزانها التجاري، وتدعم مئات الآلاف من فرص العمل في الولايات المتحدة». وأضاف «على مدار أكثر من أربع سنوات، شنت أكبر ثلاث شركات طيران أمريكية حملة ضغط حمائية خيالية بملايين الدولارات ضد سياسة الأجواء في الولايات المتحدة المفتوحة واختيار المستهلك. وخلال هذا الوقت، أهدرت الناقلات الأمريكية عشرات ملايين الدولارات من أموال المساهمين التي كان يمكن توجيهها بشكل أفضل نحو الفرصة التاريخية لإصلاح نظام مراقبة الحركة الجوية في الولايات المتحدة، أو إنفاقها على تحسين تجربة سفر عملائها. وتتطلع طيران الإمارات إلى الاستمرار في ضمان قدرة المسافرين على الطيران من وإلى الولايات المتحدة بشكل أفضل».
مشاركة :