بائع «الجوبلان»: المهنة تعاني الانقراض.. والأجانب فقط يقدرونها

  • 7/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ نعومة أظافره حرص والده على تعليمه كيفية تمرير الخيوط القطنية داخل النول وطيها ثم شدها، وتنفيذ اللوحة المراد تصميمها، باستخدام الصوف الطبيعى وصبغ بعضه بألوان أخرى لاستخدامها فى تشكيل وزخرفة القطعة التى يعمل على غزلها.منذ ٧ سنوات ترك «محمود» قريته بصعيد مصر «أسيوط» حيث توجد هناك ورشتهم لصناعة النول التى ورثوها أبيهم هو وأشقاؤه ليفتتح محل فى منطقة الحسين لبيع ما ينتجونه من أقمشة «جوبلان، وكليم» بحيث يغزل أشقاؤه ويتولى هو تسويق تلك المنتجات التى يشتهرون بها.يقول «محمود علام»، ٤٥ عامًا، تعلمت هذه الحرفة من والدي، وبدأت بتنفيذ صور شخصية عن طريق النول، الذى يعود تاريخه للعصر الفرعوني، وجميع الخامات تكون من الصوف الطبيعي، ويكون أبيض فقط والباقى بيدخل الصبغة، عشان يدينا اللون اللى إحنا محتاجينه.ويتابع، المهنة بدأت تنقرض بشكل مخيف بسبب التكنولوجيا والقماش المطبوع، والمهنة صعبة جدًا وتحتاج إلى الصبر لأن ممكن قطعة واحدة تأخد وقتا من شهر لسنة وكله على حسب الرسمة والوقت المستغرق فيها، كما تحتاج إلى تركيز وصبر طويل، مؤكدا أن الأجيال الجديدة لا تهتم بها ولا تميل إلى تعلمها وهو ما يهدد تلك الصناعة التراثية.يرى «محمود» أن معظم المصريين لا يميلون لتلك الأقمشة أو التفاخر بامتلاكها، إلا القليل من لديهم الذوق القديم ويعشقون الأشياء الأثرية فيقول: «فيه ناس كتير بيكون عندها انتريه أثرى وحاجات زى كده ولما القماش بتاعها بيبوظ أو يتقطع بتيجى تشترى نوع معين من الجوبلان عشان تحطه مكان الهالك، وفيه ناس تستخدمه كزينة فقط، كل واحد على حسب استخدامه، ويؤكد أن الأجانب والخلايجة هم وحدهم الآن من يقدرون تلك الحرفة القديمة، لأنها تعطى شكلا جماليا رائعا ويتم تنفيذها باليد وليس بالكمبيوتر، والأسعار على حسب نوع القماش والوقت المستغرق فى الرسمة، وهناك بعض الأشخاص يطلبون أن تزين لوحاتهم بخيوط من الذهب».يحلم «محمود»، بأن يعرف الناس قيمة ذلك الفن النادر وكم الوقت المستغرق الذى يقضيه العمال فى تنفيذه وكم المعاناة من كثرة التركيز الشديد حيث إنهم يشعرون بثقل كبير برءوسهم بعد الانتهاء من تنفيذ اللوحة أو قطعة القماش المغزولة بحرفية شديدة.ويختتم كلامه الجوبلان والكليم والسجاد اليدوى مستوحى من الطبيعة وحرفة أصحاب الذوق الرفيع الذين يقدرون قيمة ذلك الجمال المغزول بحرفية، أتمنى أن تنظم الدولة معارض عالمية لعرض تلك المنتجات التى يقبل عليها الأجانب والخلايجة بصورة غير طبيعية.

مشاركة :