بقراءة متأنية للمصادر التي يعتمدها الوهابيون والـ (الفقهاء) الذين يرجعون إليهم تكشف لنا رداءة المباني الفكرية التي تعتمد عليها هذه الحركة الضالة والتضليلية، كما سنكتشف من خلالها مقدار الإساءة التي يتعرض لها الاسلام ورب العزة والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من قبل هذا الفكر المنحرف. فإذا أراد المسلمون ان ينقذوا دينهم من التضليل والخداع والغش، واذا أرادوا أن يوضحوا الصورة الحقيقية التي عليها دينهم الحنيف. واذا ارادوا ان يردوا على الشبهات التي تحوم حول دينهم المقدس، واذا أرادوا ان ينقذوا شباب الأمة والجيل الصاعد من أبنائهم من خطر الوقوع في فخ وشراك مجموعات العنف والإرهاب التي ترتدي عباءة الإسلام اذا أرادوا كل ذلك، فعليهم أن يقاطعوا الوهابية ويحاربونها ويقضون عليها قبل ان تقضي عليهم وعلى دينهم.بعد أن تحولت الوهابية اليوم الى أداة طيعة ومعول هدم بيد كل متخلف وجاهل يسعى الى تدمير الإسلام وهدم أركانه، من وعاظ متطفلين على ساحة الدعوة وأجهزة مخابرات دولية ومؤسسات تناصب الإسلام الحنيف العداء المستحكم.على المسلمين بمختلف مذاهبهم، أن يميزوا أنفسهم عن الوهابية، وان يتبرأوا منها، كما أن عليهم أن يوضحوا للعالم بأن الوهابية لا تمثل الإسلام وأن فقهاءها وعلماءها فئة تحاول تسخير الدين لخدمة أغراضها الدنيوية الدنيئة.وأنهم يتلفحون بالدين والدين منهم براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.ومن أجل تشكيل قناعة دولية بهذا الصدد، يلزم تذكير المجتمع الدولي ببعض الحقائق الدامغة التي تؤكد هذه الحقيقة التي نذهب اليها، منها، على سبيل المثال لا الحصر، ان تنظيم القاعدة الوهابي التكفيري تمكن حتى الان من تجنيد عناصر الى صفوفه ينتمون الى اكثر من (57) دولة، ما يعني انه نجح في تجنيد رعايا دول اوربية كذلك بالاضافة الى رعايا الدول العربية والاسلامية، وربما سينجح في تجنيد مواطنين من القارة الاميركية واستراليا وكل دول العالم، ما لم يواجه بقرار دولي يجرمه كفكر لا انساني تدميري، وعندها سيتضاعف خطره على البشرية. ومنها كذلك ان حركة طالبان الإرهابية التكفيرية، التي كانت الملجأ والملاذ الآمن لهذا التنظيم الإرهابي، هي التي ورطت المجتمع الدولي بحرب طارئة لم تكن البشرية بحاجة إليها، ولو لم تتمكن طالبان من الوصول الى السلطة في أفغانستان لتطلق النار من هناك على المجتمع الدولي. وبالتالي لتهدد السلم والأمن الدوليين، كما أن تنظيم القاعدة الإرهابي ضرب بعملياته الإجرامية العالم في الاتجاهات الأربعة، فلم يسلم من شره بلد او شعب من الشعوب في هذا العالم المترامي الأطراف، بعد أن اصدر فتوى كفر فيها العالم اجمع، ما يعني ان خطره عالميا وليس اقليميًا أو محليًا.أما الدور التدميري السيئ الذي تلعبه الوهابية والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها في العراق، فهي علامة واضحة لتحدي إرادة العراقيين والمجتمع الدولي الذي يقف الى جانبهم في مساعيهم الرامية الى بناء النظام السياسي الديمقراطي للعراق الجديد، في إطار قرارات الشرعية الدولية، فلا يخفى على أحد، ولا يمكن ان يتساهل معه أحد أبدًا، لأنه تدميريًا بكل معنى الكلمة، لدرجة انه بات يشكل تهديدا مباشرا للأمن الاقليمي والدولي.على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية في التصدي لخطر هذا الحزب المتخلف، فكما تعاون المجتمع الدولي واتفق واتحد ووضع يدا بيد للقضاء على النازية في ألمانيا، بعد ان تأكد له بان خطرها عالميا وشاملا وليس محليا او اقليميا، من خلال الحرب المدمرة التي شنتها على العالم، لدرجة ان المانيا لا تزال تدفع تعويضات تلك الحرب وما سببته من مآس على البشرية، من جانب، ولدرجة، من جانب آخر، لا زال المتقدم لطلب الجنسية الاميركية يسأل عما اذا كان في يوم من الأيام قد عمل في صفوف النازية او اي من مؤسساتها وهيئاتها.بالرغم من مرور أكثر من (60) عاما على نهاية أسطورة النازية، وبالرغم من تقادم الاجيال، كذلك يجب ان يصدر المجتمع الدولي قرارا يجرم فيه الوهابية ويطارد زعاماتها وأنصارها وكل من يتعاطف معها من قريب أو بعيد، سلطة كانت أم مؤسسة أم شخص، حالها حال النازية والشوفينية والشيوعية، وكل الأفكار العنيفة الارهابية الهدامة.
مشاركة :