حسناً لن أحكي قصة هذا الأسبوع، فما حدث الأيام الماضية أشبع الجميع إثارة وتشويقاً خارج المستطيل الأخضر، وتوقف دوري عبد اللطيف جميل ليشاهد الكل دوري عبد اللطيف بخاري! في ذلك الوقت طالبت الجميع عبر منبري الصغير على تويتر بالهدوء وعدم الخوض في الفتنة الدائرة ! والتي إن دلت على شيء فهي تدل على حالة من «الفراغ الشديد» عند البعض إلى درجة أن تفعل تغريدة على تويتر ما فعلته في الوسط الرياضي،كما رأينا! من ناحية أخرى فلا يجب أن تمر هذه الكلمات مرور الكرام ولكن «يجب وضع الأمر في مكانه الصحيح» بلا تضخيم زائد و»سخافة»! أو تصغير وتجاهل يُجَرِّئ كل من «هبَّ ودَبْ» على الخوض في أمور من شأنها تعكير الصفو العام للعملية الرياضية! الذي تجاهله الجميع هو مدلول ما حدث! وهو أن صاحب هذه الكلمات فرد محسوب على اتحاد الكرة، وهو أساء في المقام الأول لهذا الكيان! في فترة بالغة الأهمية، تصفيات لكأس العالم لم نشارك فيه منذ 10 سنوات! وراعي من الحجم الكبير لاتحاد الكرة المفروض انه في فترة اختبار وجس نبض للجو العام للرياضة السعودية، ويراقب اتحاد الكرة كمنظمة رسمية مسئولة عن كل كبيرة وصغيرة عن الوسط الذي يستثمر فيه هذا الراعي وغيره من المستثمرين «الحاليين» و»المرتَقَبين»! منذ سنوات طويلة لم أقرأ مثل هذه الجملة العجيبة! سطر واحد! لكنه شكك في مجهود موسم كامل لناديين من أكبر الكيانات! ويتوقع موسم مثله لكيان ثالث عملاق بعد مرور أول مبارتين فقط في الدوري! وبعيداً عن هذا وذاك طَعَنَ في مصداقية ونزاهة اتحاد الكرة أيضاً! ما حدث يعبر بالدرجة الأولى عن «افتقار شديد للحكمة»! و»عدم تقدير للأمور ولظروف الزمان والمكان والأحداث»! في 2006 ظهر في إيطاليا عدد من الأشخاص رموا بقنبلة مشابهة! وتدخل الجميع! النتيجة كانت تهبيط نادي يوفنتوس وحرمانه من لقبين للدوري! وعوقبت 4 أندية كبرى بخصم نقاط، وفرَّ العديد من النجوم خارج ايطاليا بعد خراب أنديتهم! وهرب الرعاة والمستثمرون! وتضررت جميع عناصر العملية الرياضية! ثم ماذا؟! المحكمة الإيطالية في 2015 بعد تسع سنوات من التحقيقات! وجدت العديد من الثغرات! لتطالب الأندية المتضررة مثل يوفنتوس بتعويض 443 مليون يورو من اتحاد الكرة، في قضية جديدة! لم تفصل فيها المحاكم إلى الآن! صارت إيطاليا بعد أن كانت في نفس السنة بطلة العالم -مونديال 2006- ومقصدا للنجوم والمستثمرين: إلى ما نراه اليوم! سوقا يمرح فيه رجال أعمال آسيا ويغسلون فيه أموالهم بتملك ميلان وإنتر، وموت أندية نهائياً مثل بارما! أي أن الضرر هنا قد وقع بالفعل بغض النظر عن صحة الأمر أم لا! فترة 10 سنوات تَدَمَّر فيها كل شيء! هذه السيناريوهات يجب أن تكون في رؤوس الجميع ! خاصة من هم في مواقع المسئولية واتخاذ القرار ومن ينتمون إلى المؤسسات الرسمية! الكلمة التي تقولها - على صغرها وعدم مصداقيتها وسخافتها - قد تضر ببلد كامل ووسط فيه العديد من الأطراف والمؤسسات الأخرى ضرراً بليغاً! في الأخير: الحديث يقول «البيّنة على من ادَّعى»، يعني يجب على من يدَّعي أي شيء تحضير دليله ! والحكمة من هذا أن الـمُدعى هو الجانب الضعيف لأنه يخالف ما اعتاد عليه الناس! فعلى أولي الأمر مطالبة صاحب هذا الكلام بدليله وإلا فليكن عبرة! فباقي الحديث يقول «لو يُعْطَى الناس بدعواهم لادَّعىَ ناس دِماء رجال وأموالهم»!
مشاركة :