مصادر سودانية لـ "الاتحاد": "الإخوان" وراء فتنة "الأبيض"

  • 7/30/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت العاصمة السودانية مساء أمس تظاهرات احتجاجاً على سقوط طلبة قتلى في مدينة الأبيض غرب البلاد، فيما توجه وفد من قيادات الحرية والتغيير إلى المدينة لمتابعة الأحداث. وقد سقط 8 سودانيين على الأقل قتلى في مدينة الأبيض، إثر إصابتهم إصابات مباشرة برصاص قناصة بعد خروجهم في موكب سلمي، فضلاً عن وقوع عدد كبير من الإصابات. ورجحت مصادر طبية سودانية ارتفاع عدد القتلى بسبب الإصابات الخطيرة وسط المتظاهرين، وأغلبهم من طلاب الثانويات. وقررت لجنة أمن ولاية شمال كردفان تعليق الدراسة بجميع المراحل في مدارس الولاية بعد الأحداث. وقال والي الولاية اللواء الصادق الطيب عبد الله، إن الاحتجاجات في الأبيض تطورت وأصبحت أعمال شغب، وإنه تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، ولا نستطيع تحديد من أطلق النار على المحتجين. وتساءل محمد حسين شرف القيادي في حركة العدل والمساواة المسلحة بدارفور في تصريحات لـ«الاتحاد» عمن يقف وراء إشعال الأحداث في الأبيض، وعن الهدف من وراء المظاهرات، وما إذا كانت تستهدف تعطيل الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير. وذكرت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد»، أن الذي يقف خلف أحداث الأبيض هم منظمات وكوادر الإسلامويين وميليشياتهم الذين ما زالوا يملكون الأموال والأسلحة ويسيطرون على المواقع الحساسة في السودان، وأنهم مازالوا يشكلون خطراً على التغيير الذي حدث في السودان، وأنه لن ينجح أي اتفاق في السودان من دون حل هذه الميليشيات والقبض على قادتها وأعضائها ومحاكمتهم. وأوضحت المصادر أن طلاباً ومعلمين محسوبين على النظام البائد استغلوا وجود أزمة خبز في المدينة، وحرضوا الطلاب على الخروج إلى الشوارع، بل وأجبروا بعضهم على المشاركة، واتجهوا بهم إلى مسرح الجريمة المعد مسبقاً، حيث تتمركز خلاياهم الإجرامية من أجل خلق فتنة بين أهالي المدينة وقوات الدعم السريع. وأشارت المصادر إلى أن من كان يقود المظاهرة هم كوادر إسلاموية وطلاب من جامعة كردفان محسوبين على حزب المؤتمر الوطني المعزول الحاكم سابقاً، وقالت إن «قوى الحرية والتغيير في الولاية لم تنتبه لهذه المؤامرة». من جهة أخرى، اعتبر سياسيون وخبراء سودانيون أن مباحثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني في القاهرة بمثابة رسالة واضحة لحلفاء «الإخوان» و«فلول» نظام عمرو البشير بوقوف القاهرة مع حميدتي ودعمها لجهود اجتثات «الإسلامويين». وقال محمد عثمان الفاضلابي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني لـ«الاتحاد»، إن زيارة حميدتي للقاهرة إيجابية، خاصة أنه أصبح رقماً يصعب تجاوزه. كما أكد مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة لـ«الاتحاد» أن زيارة حميدتي للقاهرة تعزز الاستقرار في السودان من خلال الدور الذي تلعبه قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة السودانية في تأمين مطالب الثورة وإبعاد النفوذ «الإخواني» واستعادة التوازن في الساحة السودانية لتأسيس نظام ديمقراطي يحقق السلام والعدالة والحرية والتنمية المتوازنة. وأضاف أن استقبال القاهرة لحميدتي يرسل أيضاً إشارات مهمة لقوى الثورة المضادة في السودان وحلفائها في المنطقة الذين استهدفوا قوات الدعم السريع والفريق حميدتي، وسعوا للفتنة بين قوى الثورة والمجلس العسكري لضرب الثورة. ووصف الصحفي والمحلل السياسي السوداني عمار عوض لـ«الاتحاد» زيارة حميدتي للقاهرة بأنها مهمة جداً، بالنظر إلى أهمية مصر واهتمامها وتأثيرها على تطورات الأوضاع في السودان، وأيضاً لأهمية حميدتي الذي أصبح واضحاً أنه يمسك بكثير من خيوط الأمور داخل المجلس العسكري. وأضاف عوض أن السودانيين يتوقعون من القاهرة أن تلعب دوراً أكبر على صعيد إقناع حميدتي بأهمية الإسراع بالتوصل لاتفاق ينهي الأزمة للمحافظة على استقرار السودان الذي يؤثر بالضرورة على مصر، كما أن التطورات في المنطقة وخاصة ليبيا تحتاج إلى التشاور مع بلد مهم مثل السودان ورجل مهم مثل حميدتي. ومن جهته قال المحلل السياسي السوداني محمد وردي لـ«الاتحاد»، إن زيارة حميدتي للقاهرة، تعني دعم مصر له في صدامه مع الإسلامويين في السودان. من جانبه، قال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي أكد لحميدتي الموقف الاستراتيجي الثابت لمصر تجاه دعم استقرار وأمن السودان وشعبه الشقيق، وأكد أن مصر تدعم اختيارات الشعب السوداني للحفاظ على الدولة السودانية، وترحب باستضافة أي حوار لأطياف الشعب السوداني كافة. واستعرض حميدتي مع السيسي تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات، بما فيها التوقيع مؤخراً على الاتفاق السياسي الخاص بترتيبات المرحلة الانتقالية مع قوى الحرية والتغيير، وأعرب عن تقدير الخرطوم لدور مصر الداعم للسودان، خاصة من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، والذي يساهم بشكل فعال في دفع الجهود القائمة لمؤازرة السودان على النجاح في تحقيق استقرار المرحلة الراهنة. ياتي ذلك في وقت، اجتمعت اللجان الفنية للمجلس العسكري الانتقالي في السودان أمس، تمهيداً لاجتماع الجانبين على المستوى السياسي اليوم، لمناقشة الوثيقة الدستورية. وسط ترقب حذر وآمال بقرب توصل الطرفين إلى اتفاق نهائي. وتباينت وجهات النظر حول مدى قرب الطرفين من التوصل لاتفاق يعبر بالسودان إلى المرحلة الانتقالية. وأعرب الإعلامي السوداني حسن أحمد الحسن في تصريحات لـ«الاتحاد» عن اعتقاده بأن الأمور ستسير من دون عقبات كبيرة، خاصة بعد التوافق الذي تم مع الحركات المسلحة في جوبا. وأضاف أنه بعد إجازة الوثيقة قريباً، سيتم التوقيع النهائي، وتشكيل الحكومة ومجلس السيادة قبل عيد الأضحى. وقال الصحفي والمحلل السياسي عمار عوض لـ«الاتحاد»، إن هناك توافقاً كبيراً على الوثيقة الدستورية، عدا نقطة ازدواج الجنسية لأعضاء مجلس الوزراء، وصلاحية الإشراف على القوات النظامية، ما بين أن تكون تحت إشراف مجلس الوزراء عبر وزير الدفاع، أو تحت إشراف مجلس السيادة، فضلاً عن تحويل وثيقة السلام التي أبرمت في أديس أبابا مع الجبهة الثورية لإدماجها في الاتفاق النهائي. وتوقع عوض أن يتم التوقيع النهائي على إعلان الوثيقة الدستورية الجمعة أو السبت المقبلين. من جانبه قال الخبير الأمني اللواء حنفي عبد الله وكيل جهاز المخابرات السوداني السابق لـ«الاتحاد»: «لا أعتقد أن المسألة سهلة؛ لأن قوى الحرية والتغيير أضافت فقرات تعجيزية للوثيقة الدستورية، وفرغوا مجلس السيادة من مضمون السيادة، وجعلوه مجلساً تشريفياً، كما جعلوا تعيين القيادات التنفيذية كلها من صلاحيات مجلس الوزراء، وكذلك تبعية جهاز الأمن وهذه كلها خطوط حمراء بالنسبة للمجلس العسكري».

مشاركة :