"يوتيوبر" مهنة تغري الصحافيين في الصومال

  • 7/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يلجأ شباب صوماليون إلى منصة يوتيوب لنشر الفيديوهات، في محاولة للتغلّب على البطالة وإيجاد مصدر رزق وهم في منازلهم، من دون عناء الذهاب إلى مقرّ عمل. بل وتداعب بعضهم أحلام الثراء من يوتيوب، بفضل ثورة تكنولوجية باتت تقريبا في متناول الجميع. يتزاحم الشباب على يوتيوب في الصومال، وعند استخدامك لمنصات التواصل الاجتماعي تفاجئك طلبات للاشتراك في قنوات شباب على يوتيوب، سعيًا إلى جمع أكبر عدد ممكن من المشتركين بالقناة، وتحقيق أعلى عدد ممكن من المشاهدات لمحتواها. “في هذا العالم تكثر الحيل والأساليب لجني المال، فلا داعي للقلق بعد الآن من أن تكون من دون العمل”، بهذه العبارات تحدث أويس حسن، وهو صحافي ترك عمله الإعلامي، وتحوّل بعد أيام إلى يوتيوبر، أي ينتج وينشر فيديوهات على يوتيوب. وتبلغ نسبة البطالة، في البلد الواقع بمنطقة القرن الأفريقي (شرقي القارة)، 77 بالمئة، بحسب تقارير. وتابع حسن أن “منصة يوتيوب باتت واجهة جديدة للشباب لكسب المال وكسر حاجز البطالة، التي تمثّل شبحا يطاردهم يوميّا أينما كانوا”. “كورتا”، وهي قناة أويس على يوتيوب، تتضمن العشرات من الفيديوهات، وأكثر من ثلاثة آلاف مشترك، وقرابة خمسة آلاف مشاهدة. ويتطرّق معظم محتواها إلى الحياة الاجتماعية والعمل الصحافي، بجانب أفلام وثائقية وقصص مثيرة. في زاوية صغيرة بمنزله، يعكف أويس يوميا على كمبيوتره المحمول، ليتصفح أكثر من مئة موقع، بحثًا عن فيديوهات تتضمن مقالب مضحكة، وأخرى تحتوي على مشاهد وثائقية. 10 آلاف قناة على يوتيوب لصوماليين داخل وخارج البلد العربي، معظمهم شباب عامة، يبحث أويس عن كل ما يهم المشتركين بقناته، على أمل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة ممكنة، لرفع مردوده المالي إلى آلاف الدولارات مقابل إعلانات تظهر في فيديوهاته، كلما زادت نسبة مشاهدتها. تتضمن معظم قنوات الصوماليين محتوى ذا صبغة مضحكة وأغانٍ وموسيقى صومالية، ولقاءت مع كوميديين صوماليين مقابل المال. أويس نور، صحافي يمتلك قناة، قال إن “شروط المنصة قد تمنع نشر مقاطع سبق وأن نُشرت في قناة ما أو تحمل شارة جهة أخرى، وهو ما يدفع كل يوتيوبر إلى البحث عن مواد خاصة، ربما تتشابه لقطات، لكنها مختلفة تماما من حيث المصدر والمعلومات التي تحتويها”. وأضاف أويس أن طريقة اختيار موضوع الفيديو هي التي تحدد أحيانا نسبة المشاهدة، حيث ينخدع معظم المشاهدين بمقطع جذّاب، ثم يكتشفون أن الموضوع يختلف تماما عن الفيديو، وهي الوسيلة الأكثر استخداما لجذب مشاهدين. وأوضح أن فيديوهاته تهتم بمواضيع تتعلق بالحياة الاجتماعية، حيث تعالج أحيانا مشاكل قبلية وأخرى عائلية شائكة، وتجد انعكاسات إيجابية بين المتابعين، بصرف النظر عن المقالب المضحكة التي يهتم بها المتابعون بشدة. وتابع “يعمل معي فريق ينزل إلى الميدان، ويسجل تقارير مشوقة تهم جميع فئات المجتمع، لتلبية احتياجات المشتركين، وهو ما يزيد من عددهم”. ويبلغ عدد المشتركين بقناة أويس “إتال ميديا” أكثر من عشرين ألفا، وهي تضم المئات من الفيديوهات، وحققت نحو مليون مشاهدة خلال عام. وتُنتج جميع الفيديوهات على تلك القنوات باللغة الصومالية. ويواجه “اليوتيوبر” الصومالي تحديات عديدة، منها أنه لا يتوفر لدى البنوك في الصومال رقم حساب المصرفي الدولي، وهو ضروري لتحصيل مقابل الإعلانات على القناة. ويلجأ “اليوتيوبر” إلى بنوك خارجية، عبر حسابات صوماليين مغتربيين، وهو ما قال بعضهم إنه يهدد إنتاج المحتوى، في ظل غياب الثقة بالوكلاء (وسطاء مقابل عمولة) في الخارج. وبحسب تقدير غير رسمي، توجد أكثر من عشرة آلاف قناة على يوتيوب لصوماليين داخل وخارج البلد العربي، معظمهم شباب، في بلد يمثّل فيه الشباب 60 بالمئة من عدد سكانه، البالغ حوالي 12 مليون نسمة.

مشاركة :