ثروة لا تنضب

  • 8/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ابن الديرة أثبتت التجارب التنموية على مستوى العالم، باليقين الذي لا ينازعه شك، أن الدول التي نجحت في مسيرتها التنموية، استثمرت في الإنسان قبل أي مجال استثماري آخر، لأنها تدرك تماماً أن الذي يعمل، ويبدع، ويبني، ويبتكر، ويخترع، هو الإنسان المؤهل علمياً، وأن ما عداه يؤخر ولا يقدم شيئاً.وبناء عليه، تولدت القناعة بأنه يجب إعداد هذا الإنسان وفق أرقى صور الإعداد والتجهيز، ليكون المحرك الفاعل، والطاقة التي لا تنضب لقطار التنمية الذي لا يتوقف عند محطة، مهما كانت صعوبة الظروف.ومهما حشدت الدول من إمكانات سيكون من السهل هدرها، إذا كان الإنسان غير مهيأ لخوض معركة البناء، والانطلاق لآفاق رحبة، نوعية، تنقل الوطن من حال إلى حال، وهو ما استوعبته دولة الإمارات العربية المتحدة مبكراً، منذ اللحظات الأولى لقيامها، فكان توجهها الحاسم نحو الإنسان، تبنيه وتؤهله كشرط ومقدمة لا غنى عنها لكل بناء آخر ناجح.الميزانية الاتحادية التي أعلنها مجلس الوزراء للسنوات الثلاث «2018 - 2021»، تؤكد بحزم، أن شعار الدولة واحد لم يتغير، وهو التنمية البشرية الفاعلة، وصولاً بها إلى الثروة البشرية المتدفقة.وعندما أقر المجلس الوطني الاتحادي في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2018 مشروع القانون الاتحادي بشأن ربط الميزانية العامة للاتحاد، وميزانيات الجهات الاتحادية المستقلة الملحقة عن السنة المالية 2019، والتي تقدر بنحو 60 ملياراً، و297 مليون درهم، فإن الفرحة الكبرى التي عمت الجميع كانت لأنها الميزانية الأكبر في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة من دون عجز.الميزانية الاتحادية هي في واقع الأمر مرآة تعكس واقع حال مسيرة تطور الدولة، وتقدمها، بما تشهده من قفزات كبرى، وما تركز عليه من مستهدفات التنمية المجتمعية في شتى المجالات، من خلال رصد مزيد من الموارد للخدمات التعليمية، والصحية، والقطاعات الخدمية ذات الصلة المباشرة بالمواطنين.الإنفاق على التعليم والصحة وتنمية المجتمع، وجميعها مرتبطة بالخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، يدل على كبر حجم الإنفاق الحكومي المباشر على الإنسان، والارتقاء بملكاته، وتوفير سبل العيش الرغيد له، ليكون الهدف الأكثر وضوحاً هو الاستثمار في الإنسان، وخلق إنسان جديد بالمطلق، ابن عصره، متقد الذهن، قادر على أن ينتج ويبتكر كل يوم، من خلال نظام تعليمي متطور، وخدمات صحية راقية، وبرامج تنمية اجتماعية تساهم في تحويل حياة المواطن إلى حياة مشبعة بالرفاهية.الإنسان هو الثروة الدائمة والمتنامية الأكبر في البلاد، والحكومة وضعت هذه الحقيقة نصب عينيها، لأنها صادقة في بناء وطن المستقبل، لتنال الأجيال القادمة نصيبها من الثروة التي تمتع بها آباؤهم، وأجدادهم، وحافظوا لهم على نصيبهم منها. ebnaldeera@gmail.com

مشاركة :