{ على أرض الواقع بخلاصة ما يدور في المنطقة، وفي المشهد بين أمريكا وبريطانيا من جهة وبين إيران من جهة أخرى، لا أرى إلا أن الغرب «متواطئ» بشكل خبيث على (صناعة الخوف) من ردع إيران أو مواجهتها! والتمهيد لنكون جميعا أمام (إيران نووية) في القريب، فيما التصريحات النارية المعتادة ضدّ إيران، لا تسمن ولا تغني من جوع! ولنتابع ما يلي: - إيران تعلن أنها تعمل على المرحلة الثالثة من التخصيب، ووزير الخارجية الأمريكي يُصرح بأننا قد نكون أمام إيران نووية، وفي النهاية هو تصريح ولكن كأنه تمهيد لتقبل دول المنطقة للواقع الإيراني الجديد! - رغم الحصار الاقتصادي فالجميع يرى أن النفوذ الإيراني يزداد ولم يقل! وكيف ذلك؟! من الواضح أن هناك خبايا بما يخصّ السياسة الأنجلو/ساكسونية حول مكافحة الإرهاب الإيراني، فهؤلاء الذين لم يهتموا إلا بالملف النووي الإيراني! يصرحون وكأنهم في حالة عجز مطلق للتعامل مع الحظر الإيراني، وبأن إيران قد تصبح نووية قريبًا! بذلك (نحن أمام مشهد زيادة التعقيد في الخليج والمنطقة) وأمام زيادة التسلح النووي، وضخ شركات الأسلحة المزيد من منتجاتها، فهي تنتعش في الحروب القاسية حتى لو دُمِّرت دول بأكملها! - أيضا في ظل زيادة الجرعات النارية من التصريحات، نجد أن (الأذرع الإرهابية التابعة لإيران تنتعش أكثر)! والسبب المباشر لذلك أن الموقف الأمريكي/ الأوروبي، الذين يدعي محاربة إرهاب إيران، لا يرى في هذه الأذرع ما يستحق الوقوف أمام عبثها في استقرار وأمن المنطقة! ربما هذا هو المطلوب! - من جانب آخر نرى أن «القرصنة البحرية» للحرس الثوري الإيراني، ورغم أنه نال من العسكرية الأمريكية والتجارة الرافعة للعلم البريطاني، فإن العجز هو اللغة التي اختارها الغرب في التعامل مع هذا التجاوز الإيراني، لذلك فالسلوك الإيراني الإرهابي، مرشح للمزيد! - نرى بين ما نرى أن الغرب وخاصة أمريكا وبريطانيا وهم يدعون التحالف مع دول المنطقة، ويعرفون النوايا الإيرانية التوسعية ونوايا الهيمنة على العواصم العربية والخليج العربي، إلا أنهم يتعاملون في هذا الإطار بتصريحات متناقضة من جهة، وبلامبالاة بأمن واستقرار الخليج إلا بما يعمق فقط هيمنتهم بدورهم، وبردود الأفعال التي لا تردع إيران في النهاية! فهل هذا يصب في مكافحة الإرهاب الإيراني أم يرسخه؟! وكلنا نعرف كيف تعامل الكيان الصهيوني بتواطؤ أمريكي مع المفاعل النووي العراقي، نصف ساعة وانتهى كل شيء! هل يوضح هذا شيئا؟! نعم.. إنه يوضح الكثير! { إذا كان هناك عداء اليوم بين إيران والغرب لكان منطقيا أن تتضرر المصالح الغربية في المنطقة والعالم، والواقع يقول إن ذلك لم يحدث منذ مجيء «نظام الملالي» خاصة في ظل (شبهات افتعال الإطاحة بالشاه) «الحليف» من جانب استخبارات عدة دول غربية، وتلك قصة أخرى! ولعل كتاب (الخميني في فرنسا) لكاتب فرنسي، يكشف بعض أسرار ذلك، وتعهّد الخميني بحفظ المصالح الأمريكية والغربية! واليوم لو كان الغرب الأنجلو/ساكسوني يريد الإطاحة بنظام الملالي أو أذرعه الإرهابية لفعل ذلك، خاصة أن مبررات المواجهة مع إيران بين أيديهم جرّاء السلوك الإيراني، ولكن الواقع يقول إنهم يضخمون عن عمد من القوة الإيرانية، بضعف ردود أفعالهم واستراتيجيتهم، لكي يتهيّب العرب في النهاية من مواجهة الإرهاب الإيراني! ولأن الاستراتيجية الأصلية هي إضعاف العرب وتمزيقهم وليس تقويتهم، ولا يزال السيناريو مستمرا، وإن بأشكال تمويهية جديدة! { على أرض الواقع، السياسة الأمريكية والغربية تقع في إطار ترسيخ نفوذ «نظام الملالي» داخل إيران وفي الأماكن التي توجد فيها لأنها بالفعل أنتجت ذلك، وما يحدث في المنطقة ليس مجرد أحداث مستجدة، وإنما هي حلقة في سلسلة متكاملة نتيجتها كما أشرنا إضعاف العرب، وجعلهم ضحية «التغول الإيراني» بتواطؤ من وضع تلك المخططات! ومن لا يرى ذلك فهو لا يرى حقيقة تلك المخططات وكيفية تنفيذها، والتلاعب الخطابي بالعقول للوصول إليها، وحقيقة الدور الإيراني «الوظيفي» والتركي والقطري! لقد وصل الاستهزاء بالعقل العربي والعالمي حدا مفاده اليوم أن أمريكا والغرب غير قادرين على نظام بائس في إيران! رغم أنهم وضعوه في صورة المحاصر بالعقوبات ومع ذلك ها هو يتحدى العالم كله! إننا أمام أسد من ورق ويريد الغرب أن نصدق أنه أسد حقيقي!
مشاركة :