الخرطوم: عماد حسن تواصلت الاحتجاجات الغاضبة أمس الخميس في أغلبية المدن السودانية بحشود كبيرة خرجت استجابة لدعوة تجمع المهنيين الذي يوجه التظاهرات فيما عرف بمليونية القصاص العادل لقتلى أحداث مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غربي البلاد. وانطلقت التظاهرات في الخرطوم عبر مسارات مختلفة حددتها قوى إعلان الحرية والتغيير التي نبهت الجميع للالتزام التام بالسلمية، كما شملت كل المدن الكبيرة في البلاد. وأكد القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير ساطع الحاج، وجود تطابق في الرؤى بين التحالف والمجلس العسكري الانتقالي حول الوثيقة الدستورية التي استؤنفت المفاوضات المباشرة حولها الخميس. وقال إنه تم الاتفاق على المسائل الأساسية في الوثيقة الدستورية. وأوضح الحاج في مؤتمر صحفي بالخرطوم، قبيل بداية الجولة أنه تم الاتفاق على تشكيل مجلسي السيادة والوزراء وصلاحيات المجلس التشريعي، مشيراً إلى الاتفاق أيضاً على عدم وجود حصانة مطلقة ولكنها إجرائية فقط. وأشار إلى أنه تمت مناقشة تبعية قوات الدعم السريع، على أن يخضع الأمر لمزيد من التفاوض، لافتاً إلى أن اللجان الفنية المشتركة بين الطرفين حسمت الكثير من النقاط. وكشف عن وجود محاولات لإقناع الحزب الشيوعي بالتراجع عن قرار الانسحاب من التفاوض ورفض المشاركة في مؤسسات الانتقال. وأكد الحاج أن مجلس السيادة سيشهد تمثيلاً منصفاً للمرأة، كما ستمثل فيه كل الأقاليم. ومن جهته، كشف القيادي بقوى إعلان الحرية التغيير مدني عباس مدني، عن تلقيهم معلومات مؤكدة تفيد بأن جهات لم يسمها، سعت لاستخدام العنف والاعتداء على عسكريين ومدنيين خلال تظاهرات الأمس. وجاءت أنباء إحراز تقدم في المحادثات بعد ثلاثة أيام من مقتل ستة أشخاص من بينهم أربعة أطفال على الأقل في مسيرة للاحتجاج على نقص الوقود والخبز، ما ألقى بظلال الشك على مصير المفاوضات. وأعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن جمال الدين عمر محمد، توقيف سبعة عناصر من قوات الدعم السريع بسبب تورطهم في حادثة إطلاق النار التي أدت لمقتل طلاب متظاهرين بمدينة الأبيض. وأوضح أن القوة التي كانت تحرس البنك السوداني الفرنسي بالمدينة هي التي قامت بإطلاق الرصاص الحي. ولفت إلى أن عدد الجرحى 20 جريحاً. وأكد عمر أنه تم التحفظ على جميع أفراد الحراسة وهم سبعة أفراد وتم فصلهم من القوة وتسليمهم للنيابة العامة بولاية شمال كردفان وذلك لإكمال الإجراءات والمحاكمة. وقال إن قيادة المجلس العسكري الانتقالي وجهت بالإسراع في تكملة الإجراءات القانونية ومحاكمة المتهمين الذين تسببوا في هذه الأحداث المؤسفة وليس هناك كبير على القانون.