«صوت أميركا»: صناعة الدفاع التركية تتعرض لضربة قاصمة

  • 8/2/2019
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

وجه قرار الولايات المتحدة، بتعليق بيع طائرتها الحربية من طراز F-35 إلى تركيا، ضربة قوية لكل من الجيش التركي وصناعة الدفاع التركية، وفقاً لتقرير من شبكة «صوت أميركا». وأوضح التقرير، الذي كتبه «دوريان جونز»، أن شراء أنقرة لنظام الصواريخ الروسية «إس 400» دفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى تعليق بيع 100 طائرة من طراز F-35 إلى تركيا. وقالت الولايات المتحدة، إن نظام الصواريخ الروسية يمكن أن يعرض تكنولوجيا المقاتلات الجديدة للخطر، كما أنهى القرار صلة صناعة الدفاع التركية، التي دامت عشر سنوات بالمشروع. وكان لمصنعي الدفاع في تركيا أطماع، كشركاء مشتركين في مشروع F-35 بقيمة 400 مليار دولار، حيث كان من المقرر أن تكسب الشركات التركية حوالي 10 مليارات دولار من إنتاج حوالي 900 جزء للطائرة، بما في ذلك المكونات الأساسية، مثل معدات الهبوط وأجزاء قمرة القيادة وجسم الطائرة، وفقاً للتقرير الأميركي.ويمثل تطوير صناعة الدفاع المحلية أولوية بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعهد في أكثر من مناسبة بتحويل تركيا إلى «رائد عالمي» في هذه الصناعة، ويعتبر استبعاد أنقرة من برنامج مقاتلات F-35 بمثابة ضربة كبيرة لتلك الطموحات.وقال جاليب دالاي، الباحث الزائر في شؤون العلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد: «في السنوات الأخيرة، تمتلك تركيا واحدة من أسرع الصناعات الدفاعية نمواً، لذلك، فإن عدم قدوم مقاتلات F-35، يضع مشكلة كبيرة على صناعة الدفاع التركية، إلا إذا تم حل هذا الأمر». وبالنظر إلى حجم ضلوع الشركات التركية في تطوير وبناء المقاتلة F-35، استبعد أردوغان مراراً تهديدات الولايات المتحدة باستبعاد بلاده من البرنامج، مدعياً أن تركيا لا يمكن تعويضها في إنتاج الطائرة.وقالت إيلين لورد، وكيل وزارة الدفاع الأميركية: «إننا ننتهي من عملية تخفيض منظمة للغاية (لمشاركة تركيا في البرنامج) حتى مارس 2020».وفي الأسبوع الماضي، أكدت شركة «لوكهيد مارتن»، الشركة المصنعة للطائرة F-35، أنها في طريقها للوفاء بالموعد النهائي للبنتاجون، وبموجب برنامج F-35، كانت تركيا واحدة من مراكز الصيانة الإقليمية للطائرة، والتي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات للشركات التركية.ويشير المحللون، إلى أن المقاتلة F-35 هي واحدة من أكثر الطائرات تطوراً في العالم، والآن ستخسر الشركات التركية وصولها إلى التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة الفنية، كما استثمرت أنقرة حوالي مليار دولار في مشروع الطائرة النفاثة. ويحذر المحللون، من أن استبعاد تركيا من طراز F-35 يهدد بزيادة تعميق الخلاف بين البلاد وحلفائها الغربيين.وقال دلاي، وهو أيضاً مدير أبحاث في منتدى الشرق، وهو مركز أبحاث الشرق الأوسط ومقره إسطنبول: «هذا سيدفع تركيا إلى مزيد من المشاركة مع دول مثل روسيا، لكن صحيح أن هذه الدول ليست بديلاً عن الغرب، فيما يتعلق بصناعة الدفاع، من حيث العلاقات المؤسسية».وقال محلل روسي، متحدثاً دون الكشف عن هويته، إن لدى الجيش الروسي بالفعل تحفظات على بيع أنظمة أسلحة متطورة إلى تركيا - العضو في الناتو، وقال المحلل: «إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الحالي، تجاهل هذه المخاوف، مع إعطاء الأولوية للهدف الاستراتيجي المتمثل في مغازلة أنقرة». وتحتفظ واشنطن بنفوذ كبير على صناعة الدفاع التركية، ومنعت الولايات المتحدة بيع 30 طائرة هليكوبتر هجومية تركية العام الماضي إلى باكستان، برفضها منح ترخيص تصدير لمحركات طائرات الهليكوبتر.ويشير المراقبون، إلى أنه نظراً لارتباط صناعة الدفاع التركية بقطع غيار والأجزاء الأميركية والأوروبية، فقد تواجه مشكلات مماثلة في المبيعات الدولية المستقبلية، محذرين من أنه بالنظر إلى السرعة التي يتحرك بها البنتاجون لإنهاء مشاركة تركيا في برنامج المقاتلة F-35، فإن آمال الأتراك بتراجع الولايات المتحدة عن قرارها بدأت تخفت.

مشاركة :