تحدث مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل عن موسم حج العام الحالي والتوجهات الجديدة لمكة وما يتمنى أن يراه في المشاعر المقدسة قبل وفاته. وقال الأمير خالد الفيصل في لقاء مع قناة «الإخبارية» إن مبادرة طريق مكة هي مبادرة جديدة، وأهميتها أنها مستقبلية وستطور كل عام، فالعام الماضي كان هناك دولتان، والعام الحالي 5 دول وكل عام ستضاف دولٌ جديدة. وأضاف الفيصل: «إن التوجه الكامل هو أن نجعل من مدينة مكة المكرمة مدينة ذكية ومن المشاعر المقدسة مشروعاً عصرياً ومستقبلياً للمدينة الحضارية للعالم، وليس فقط للمملكة، وآمل قبل أن أموت أن أرى المشاعر المقدسة تعمل إلكترونياً». واسترجع الأمير بعض المواقف لوالده خلال موسم الحج، قائلاً أن الملك فيصل - رحمه الله - ومرافقيه كانوا يقفون في عرفات لترتيب السيارات أثناء «النفرة»، مشيراً إلى أنه طلب خلال اجتماعه مع الجهات المشاركة في الحج هذا العام الابتسام في وجه الحجاج. من جانب آخر أعلن الأمير خالد الفيصل، إطلاق جائزة إمارة منطقة مكة المكرمة للإعلام الجديد في أربعة مجالات وبجوائز تصل إلى نحو 500 ألف ريال. وقال الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الصحفي لإطلاق الحملة الإعلامية التوعوية «الحج عبادة وسلوك حضاري»، تحت شعار (الحج رسالة سلام) في نسختها الثانية عشرة بحضور نائبه الأمير بدر بن سلطان، إن وزارة الحج هذا العام هيأت أنظمة جديدة تسهل على الحجاج الوصول إلى هذه البلاد دون عناء، متمنيا نجاحها وأن تكون هذه الرحلة الإيمانية مكللة بالنجاح ومريحة لحجاج بيت الله الحرام، وزاد «في كل عام هناك دراسات وأبحاث عما تم في الحج الماضي نحرص على الاستفادة منها، حيث تقوم لجنة الحج المركزية بدراسة الملاحظات وتلافيها، والإيجابيات وتطويرها»، داعيا من سبق لهم الحج لفتح المجال لمن لم يؤدوا الفريضة من قبل. وأضاف خلال المؤتمر الذي حضره أيضا نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح مشاط، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس «يسعدني أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، على اهتمامه بالمنطقة، راجيا من الله أن نكون عند مستوى طموحاته، يحفظه الله، وطموحات ولي عهده الأمين». كما قدم الشكر لكل القطاعات المسؤولة عن خدمة ضيوف الرحمن، خاصا بالشكر نائب أمير مكة المكرمة ورجال الأمن على ما يقومون به من جهود. وأوضح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للحملة الوطنية الإعلامية أن الحملة حققت نجاحات على مدى الـ 11 عاما الماضية، وهذا النجاح الملموس يأتي نتيجة عمل تراكمي، وأثمر عنه ارتفاع مستوى الوعي لدى المجتمع بأهمية التقيد بالأنظمة في الحج والبعد عن المخالفات، مضيفا أن الحملة تحولت الآن للتركيز على الإيجابيات وتطويرها في وقت أصبحت فيه المخالفات حالات نادرة. يذكر أن الحملة ومنذ انطلاقها سجلت انخفاضا في المخالفات والمخالفين أثناء موسم الحج في المواسم الماضية وتناقصا في الحملات الوهمية، وفي أعداد الحجاج القادمين بدون تصريح. كما دأبت الحملة خلال الأعوام الماضية على تعزيز السلوكيات الإيجابية ممثلة في احترام المكان والحدث والإنسان، واحترام الأنظمة، وسعت عبر مضامينها لتنمية إحساس الحاج والمعتمر بمسؤوليته، وتشجيعه على المبادرة بتغيير سلوكياته واستشعار دوره الإنساني المسلم المتحضر، إزاء الحجاج وأداء الفريضة. كما أن الحملة منذ أن أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة قبل نحو 11 عاما حرصت على تسخير إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لخدمة الحجيج، وفعلت رؤية إمارة المنطقة التي تؤكد أن الحج عبادة وسلوك حضاري. ومن هذا المنطلق نفذت الحملة برنامجا توعويا متكاملا للارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليبلغ وصف القوي الأمين ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن، ولتأصيل ثقافة تقديس البلد الحرام خلال موسم الحج لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة ومختلف أطياف المجتمع.