تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة المتجددة «1من 2»

  • 8/2/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ل وقت طويل من الحماس الحالي بشأن تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة المتجددة الأخرى، كانت هناك تكنولوجيا تبدو سحرية حولت الغبار الأصفر إلى كهرباء ففي عام 1942، أثبت الفيزيائي الإيطالي إنريكو فيرمي، على ملعب إسكواش مهجور في جامعة شيكاغو، أن الكهرباء يمكن أن تتولد باستخدام تفاعل نووي قادر على الاستمرار ذاتيا. وفي العقود الأولی، كان من المتوقع أن تكون الطاقة النووية رخيصة لدرجة لا يمكن قياسها كبديل أنظف وعصري للوقود الأحفوري المستخدم اليوم. ومر 75 عاما، وأصبح للطاقة النووية بالفعل دور محوري في إمدادات الكهرباء في العالم، ووفرت الطاقة النووية العام الماضي قدرا هائلا من الكهرباء بلغ 2.4 بيتا واط في الساعة، أي ما يكفي لتلبية 10 في المائة من مجموع الطلب العالمي. وعلى عكس محطات الوقود الأحفوري، لا ينبعث من محطات الطاقة النووية ثاني أكسيد الكربون، وهو المسبب الرئيس لتغير المناخ. وعلى مستوى العالم، هناك أكثر من 400 مفاعل نووي يعمل في خمس قارات. والمنطقتان اللتان تمتلكان أكبر الأساطيل النووية هما أوروبا الغربية بقيادة فرنسا، وأمريكا الشمالية بقيادة الولايات المتحدة، لكن آسيا تمتلك أيضا عددا كبيرا من المحطات، ولا سيما في الصين واليابان وكوريا. وبوجه عام، هناك مفاعلات نووية في 31 بلدا. وفي الوقت نفسه لم تحقق الطاقة النووية كل ما كان متوقعا منها، إذ تم تمويل التجارب النووية الأصلية التي أجراها فيرمي بميزانية صغيرة، بل تبين أن هناك صعوبة كبيرة في توسيع نطاق هذه التكنولوجيا بتكلفة بسيطة بما يكفي لمنافسة الوقود الأحفوري. اليوم، هناك شكوك كبيرة حول الآفاق المستقبلية للطاقة النووية، فبينما تتوسع بعض البلدان، ولا سيما الصين، في أساطيلها النووية دفعت الضغوط الشعبية ألمانيا إلى التخلص التدريجي من مفاعلاتها. وقد بات فهم القوى الاقتصادية والتنظيمية التي تؤثر في هذه الآفاق المستقبلية المتغيرة أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالكارثة النووية التي وقعت في فوكوشيما في اليابان سلطت الضوء على المخاطر التي تنطوي عليها الطاقة النووية. لكن مع اقتراب مفاوضات المناخ في باريس، حان الوقت بشكل خاص للنظر في الدور المستقبلي للطاقة النووية. ومن المنطقي أن يرى عديد من مؤيدي الطاقة النووية دورا رئيسا لها في التصدي لتغير المناخ، فالرطل الواحد من اليورانيوم ينتج كهرباء تعادل ما ينتجه 19 ألف رطل من الفحم. وبينما تخلو الطاقة النووية تقريبا من الانبعاثات، يتولد عن الفحم المحترق وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى ثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، والزئبق. ما مقدار ثاني أكسيد الكربون الذي نتحدث عنه؟ لنبحث ما يلي: إذا تمت الاستعاضة عن كل محطات الطاقة النووية التي تعمل حاليا بالوقود الأحفوري، ستزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار ملياري طن متري سنويا، وهذا أقل قليلا من مجموع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة مجتمعة. ورغم تزايد استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم، فإنها لا توفر القدرات الموثوقة اللازمة لسد هذه الفجوة.

مشاركة :